الكاثوليكية تلتقي بالمبعوث الخاص للأتحاد الاوروبي لحرية الدين و المعتقد
٢٧ نوفمبر ٢٠١٨.
كتبت دينا عادل – المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
أناب اليوم غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، صاحب النيافة الانبا توماس عدلي المدبر الرسولي لإيبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف للقاء المبعوث الخاص للإتحاد الاوروبي جون فيجل لحرية الدين و المعتقد خارج الاتحاد بمقر الكلية الاكليريكية للأقباط الكاثوليك بالمعادي في الساعة التاسعة صباحا ب، للاستماع لرؤية الكنيسة الكاثوليكية في مصر و تبادل وجهات النظر حول الموضوعات ذات الصلة بحرية الدين والمعتقدات وذلك علي اثر زيارته لمصر في الفترة من ٢٥ الي ٢٩ من الشهر الجاري لاجراء المباحثات مع كبار مسؤلي الدولة المختصين.
بدأ اللقاء بترحيب الانبا توماس بالوفد الذي تضمن عدة جنسيات كما شكر المبعوث الانبا توماس للترحيب به في داخل السيمينار بالمعادي.
و ذكر المبعوث ايضا انه قد حرص علي مقابلة العديد من الاشخاص المهتمين لرؤية الحقائق علي ارض الواقع و مساعدة الوضع المصري بشكل خاص علي التحسن و قد كان هدفه من اللقاء مع الانبا توماس هو معرفة الوضع بين الكنيسة و المسؤلين و الدولة و ايضا حريات الدين و العقيدة بمصر و بخصوص هذا الصدد اكد الانبا توماس علي ان المسيحيين بشتي طوائفهم و قياداتهم يفرقون بين الاجراءات المتخذة بشأن محاربة الارهاب و الاجراءات الخاصة بالدولة و مؤسساتها في الظروف العادية، و ان كان هناك بعض القيود التي تضعها الدولة بسبب محاربة الارهاب لا تعتبرها الكنيسة قيود دينية دائمة و لذلك شدد الانبا توماس علي اهمية عدم المبالغة في تقدير الامور و ضرورة فهم المواقف بوضوح .
اما بخصوص موضوع الحريات الدينية و حرية المعتقد في مصر فقد اكد الانبا توماس اننا كمسيحيين في مصر نتمتع بحرية كبيرة خاصة في الوقت الحالي و حرية في التعامل مع دور العبادة و بنائها حيث يوجد قانون يسمح ببناء ادوار عبادة جديدة و بتسهيلات اكثر من ذي قبل كما توشك الدولة علي الانتهاء من اعادة بناء و تصليح ٦٧ كنيسة تم حرقها في فترة الاخوان المسلمين.
بالاضافة الي ذلك ففي حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالمؤتمر الدولي للشباب تكلم عن الديانات الموجودة بمصر وابدي اتم استعداده لبناء ادوار عبادة جديدة في حالة الاحتياج للديانات المختلفة بمصر و منها الاسلامية و المسيحية و اليهودية.
.
و اضاف الانبا توماس ان الوضع في مصر مختلف عما بالمنطقة، فلا تفضل الكنيسة ان تقرأ مصر علي انها جزء من الشرق الاوسط او ككجزء من الشرق الاوسط به ديانات مختلفة ، فالذي يحدث في العراق او سوريا لا يحدث بمصر ، كما ان الشعب المصري بكل اطيافه معتادين علي التعددية الدينية لذلك تم التمييز بين الخطوات و الاجراءات التي تتخذها الدولة لمحاربة الارهاب و الخطوات التي تقنن بها الدولة ادوار العبادة .
كما اكد نيافته ان العلاقات في مصر جيدة جدا بين الديانات المختلفة وايضا كدولة فالوضع مثمر و خاصة بين الازهر و الكنيسة و الدليل علي ذلك هو المؤتمر الذي اقامه الازهر مع الكنيسة للتشجيع علي حرية العقيدة و اهميتها.
بالاضافة الي ذلك فقد تم فتح موضوع الارهاب في سينا من قبل المبعوث و التهجير القصري للأقباط تزامنا مع انتشار الافكار الراديكالية بسبب تنظيم داعش.
و كان رأي الانبا توماس في هذا الموضوع هو اننا في الوقت الحالي خرجنا في مصر من اطار توصيف المواطنين حسب الدين و دوما نتجه الي استعمال كلمة المواطن المصري و ليس المواطن المسيحي او المسلم و لذلك توجهت الكنيسة الي تغيير الخطاب الديني الي نفس الشئ و ذلك تعليقا علي كلمة تهجير الاقباط مضيفا انه في نوفمبر ٢٠١٧ ( ٣١٧ ) مواطن قتلوا في مسجد الروضة و ايضا جنود كثر خلال محاربة الارهاب منهم مسلمين و مسيحيين و ان خطر الارهاب هو علي المواطنين اجمعين و ليس فصيل معين كما اننا ككنيسة نفضل ان نقف مع الدولة كمواطنين مصريين ، و الخطاب السياسي المصري اليوم يحمد له عدم التصنيف و الاتجاه الي المساواة و استخدام لفظ ( المواطن المصري بدلا من التصنيف)
و قد تطرق الحديث الي زيارة البابا فرنسيس لمصر في ابريل العام الماضي و نتائج الزيارة ، فجاء تعليق الانبا توماس ان زيارة البابا فرنسيس لمصرخلقت علاقة قوية وثقة متبادلة بين الكنيسة الكاثوليكية و الدولة المصرية و الازهر ، خاصة انها جاءت في وقت حرج حيث حدث تفجير بعد تحديد موعد الزيارة باسبوع ، و لذلك حذر الكثيرين بطريقة غير مباشرة البابا فرنسيس من الزيارة و لكن ثقة البابا في الدولة المصرية كانت اكبر من تلك التحذيرات و لذلك تمت الزيارة الي مصر في ترحيب من الدولة و المصريين ، و زرع ذلك نوع من الثقة المتبادلة بين المواطنين و بعضهم البعض و ايضا بين المواطنين و الدولة ، كما ساعد مصر في تحسين صورتها امام العالم اجمع
مظهرا مصر كدولة قادرة علي محاربة الارهاب بكل اشكاله و انها دولة كبيرة و آمنة تماما لدرجة قدوم رمز ديني و سياسي كبير و اختلاطه بالناس ،كما و اضاف نيافته ان الكاثوليك فخورين بكونهم كاثوليك و تابعين للفاتكان و البابا فرنسيس بنفس القدر الذي به فخورين كوننا مصريين تابعين لدولة تنخذ خطوات جادة لعيش المواطنة و المساواة.
كما ان في تباعيات لتلك الزيارة توطدت العلاقة ككنيسة محلية مع الازهر وزادت الثقة المتبادلة بين الكنيسة و الازهر اما في الكنيسة عامة فمن الواضح بعدد الزيارات التي قام بها البابا و الازهر انه قد اصبحت هناك علاقة وثيقة ايضا بينهم كما يحاول الازهر في هذه الفترة زيادة التوعية و ايصال التسامح الديني و تصحيح المفاهيم و ايضا ادانة الاعمال الارهابية بشكل كامل و هي خطوات للسعي الي المواطنة مما يساعد علي محاربة الارهاب و الحد منه.
وقد اضاف الانبا توماس انه بسبب كل ما سبق ذكره يري ان دور الاتحاد الاوروبي هو الوقوف خلف الدول التي تسعي لمحاربة الارهاب و خاصة مصر متمنيا ان ياتي الوقت و نصبح اراضي تعيش في سلام تام و ليس حروب بالمراسلة عن بعد.
و قد اضاف الانبا توماس ان الكنيسة تشجع علي استقبال اللاجئين في اوروبا و ان تجد مكانا للمهجرين من بلادهم نتيجة الحروب المتواصلة ، و عند التعامل مع المهاجرين عامة ينقسموا الي نوعين ، اما النوع الاول وهو السعي نحو حياة افضل او النوع الثاني و هو التهجير من بلاده وهو ما يجب استقباله ايضا بشكل اكبر في الفترة القادمة بأوروبا كما يحاول البابا فرنسيس ارثاء مبدأ التعددية و العيش المشترك.
و قد اختتم اللقاء بشكر متبادل بين المبعوث الاوروبي جون فيجل و الانبا توماس عدلي علي الحديث المثمر و علي استضافة نيافته له و التقاط بعض الصور التذكارية.