stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

سيضطهدونكم من أجل اسمى – الأب وليم سيدهم

2.1kviews

نحن نتبع شخصًا ما لأن له نفوذ وسلطان ومال وجاه هذا هو الواقع الذى نعيشه.أما أن نتبع شخصًا ‏يعدنا بالاضطهاد والتعذيب والاذلال فهذا شئ يناقض طبيعة الإنسان؛ أن نكون في مرمى النيران ‏بسبب القائد الذى نتبعه فهذا شيء غريب.‏
إن يسوع لم ولا يطلب من أتباعه إلا أن يصنعوا بحياتهم ما صنعه هو بحياته، فبينما رعاة اليوم في ‏الكنيسة يحثون المؤمنين على الصبر على البلاء وعلى احتمال الظلم والفقر من أجل المسيح بينما ‏يستمتعون هم بالمال والجاه والسلطة على رقاب العباد وبهذا ليس من المسيح في شيء؛ لأنهم ‏يخونون الأمانة فهم يتفوهون بكلام المسيح ولا يمارسونه هم. لذلك فلا تستغرب أن يبتعد الشباب ‏والشابات عن مثل هذه الكنائس والتجمعات التى تقوم على النفاق والإزدواجية. ‏
يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل فليبي (2 : 5 -8) “فليكن فيما بينكم الشعور الذي هو ‏أيضا في المسيح يسوع. هو الذي في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل تجرد من ذاته ‏متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتى ‏الموت موت الصليب”.‏
ويمكننا القول بكل ثقة أن بولس الرسول نموذج فذ لمن يعمل ما يدعو الآخرين إليه، إنه فعلًا تلميذ ‏ناجح في رسالته لأنه يدعو الناس أن يعيشوا على الأقل مثله في التجرد والسهر والكد والمخاطرة ‏بحياته. لذلك انتشرت المسيحية في البلدان التى بشر بها فقد عاش الاضطهاد بكل صوره من اليهود ‏ومن الوثنيين في القرن الأول الميلادى.‏
نحن اليوم نُجرَّب على مدار الساعة في إيماننا بالمسيح، ولأننا أصبحنا مجرد موظفين كسالى جبناء ‏يتطاول علينا أبناؤنا وبناتنا لأنهم يسمعوا منّا شيئًا ويروا اعمالنا فلا يمجدوا الله بل يلعنوا مثل ‏هؤلاء الرعاة الفشلة، الكسالى، الفاترين.‏
إن الضغوط الإجتماعية و الدينية و الثقافية و الاقتصادية في أيامنا هذه لا تحتمل أنصاف الحلول ‏ولا يجوز فيها المزايدة على شعوب فقيرة مظلومة تعاني من الأمراض وشح الموارد لتعيش في ‏ظروف قاسية، رغم ذلك فإن هؤلاء المؤمنين يتمسكون بإيمانهم ويدافعون عنه فهم مضطهدون في ‏كل مناحى حياتهم.‏
أمّا أن يتحجج بعض الكهنة في المزايدة على إيمان هؤلاء الناس ويطلبون منهم أن “يؤمنوا” ‏ويصبروا ويحتملوا فهذه مزايدات يكمن فيها خطاب النفاق والكذب والإدعاء.‏
إننا نحتاج إلى جرعة من اليقظة التى تساعدنا على إكتشاف الخلل الذى يصاحب لدورنا الرسولى ‏أمام شعبنا المؤمن. إن استشهاد 21 مسيحيًا في ليبيا من الشباب البسيط الفقير المكافح كم أجل لقمة ‏العيش في آتون حرب مجنونة كفيل بأن يوقظنا من غفلتنا ويرجعنا غلي التواضع المسيحى الذي ‏غالبًا ما يعترف فيه الإنسان بضعفه وعدم قدرته على الإقتداء بمعلمنا يسوع المسيح في تحمل آلام ‏الخيانة والغربة وسوء الفهم من قِبل معاصريه وتلاميذه.‏
يقول المسيح في التطويبات : “طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كذب من ‏أجلي افرحوا وابتهجوا: إن أجركم في السموات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم” ‏‏(متى 5 :11- 12) .‏
كما يعدنا المسيح بأن شعرة من رؤوسكم لا تسقط رغم كل المعاناة و يعدنا أيضًا بأن أمام المحاكم و ‏القضاة علينا إلا نحما همًّا فروح الله يتحدث على لساننا و سنكون على مستوى التحدي.‏
‏”وهاأنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم” (متى 28 : 20)‏