stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

807views

تاملك 4-12-2018‏

مز103‏

‏1بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. ‏‏2بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. 3الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ‏ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. 4الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ‏الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. 5الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ ‏النَّسْرِ شَبَابُكِ.‏

‏6اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ. 7عَرَّفَ مُوسَى ‏طُرُقَهُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ. 8الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ ‏وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. 10لَمْ يَصْنَعْ ‏مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. 11لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ ‏السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ ‏مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ ‏الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. 14لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ. ‏‏15الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهَرِ الْحَقْلِ كَذلِكَ يُزْهِرُ. 16لأَنَّ رِيحًا ‏تَعْبُرُ عَلَيْهِ فَلاَ يَكُونُ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مَوْضِعُهُ بَعْدُ. 17أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى ‏الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ، 18لِحَافِظِي عَهْدِهِ ‏وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا.‏

‏19اَلرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ ثَبَّتَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ. ‏‏20بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ ‏صَوْتِ كَلاَمِهِ. 21بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِهِ، خُدَّامَهُ الْعَامِلِينَ ‏مَرْضَاتَهُ. 22بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِهِ، فِي كُلِّ مَوَاضِعِ سُلْطَانِهِ. ‏بَارِكِي يَا نَفْسِيَ الرَّبَّ.‏

الكلمة
لوقا 10 : 21-24‏

في تِلكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس فقال: «أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، ‏رَبَّ السَّماءِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذِه الأَشياءَ على الحُكَماءِ ‏والأَذكِياء، وَكَشَفْتَها لِلصِّغار. نَعَم، يا أَبَتِ، هذا ما كانَ رِضاكَ. قَد ‏سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مَنِ الابْنُ إِلاَّ الآب، ولا مَنِ ‏الآبُ إِلاَّ الابنُ ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَهُ لَه». ثُمَّ التَفَتَ إِلى التَّلاميذ، ‏فقالَ لَهم على حِدَة: «طوبى لِلعُيونِ الَّتي تُبصِرُ ما أَنتُم تُبصِرون. ‏فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ كثيراً مِنَ الأَنبِياءِ والمُلوكِ تَمنَّوا أَن يَرَوا ما أَنتُم ‏تُبصِرونَ فلَم يَرَوا، وأَن يَسمَعوا ما أَنتُم تَسمَعونَ فلَم يَسمَعوا».‏

 

‏ التأمّل

أرى يسوع يشكر الآب على تلاميذه، وعليّ
أيّ وجه لله أُظهره الربّ لي ؟
ما الذي رأيته من عجائب الربّ في حياتي ؟
لقد فهم القديس لوقا هذا الفرح في منظار شركة ثالوثيّة: فيسوع “تهلل ‏بدافع من الروح القدس” ورفع الحمد والشكر للآب. إنها لحظة فرح ‏حميم نابع من محبة يسوع العميقة كابن تجاه أبيه، رب السماء ‏والأرض الذي أخفى هذه الأشياء عن الحكماء وكشفها للصغار (را. ‏لو 10، 21). فالله أخفى وكشف، وفي صلاة التسبيح هذه يكشف عن ‏ذاته على وجه الخصوص. ماذا كشف الله وماذا أخفى؟ أسرار ‏ملكوته، والتأكيد على سيادته الإلهية بيسوع والانتصار على الشيطان.‏

فالله قد أخفى هذا كلّه عن الممتلئين من أنفسهم والذين يدّعون بأنهم ‏يعرفون كلّ شيء. فهم كالذين أعماهم إدعاؤهم، ولا يفسحون المجال ‏لله. من السهل أن نفكّر ببعض معاصري يسوع الذين وبّخهم مرارًا ‏عديدة، ولكنه خطر موجودٌ دائمًا ويتعلق بنا أيضًا. أما “الصغار” فهم ‏المتواضعون والبسطاء، الفقراء والمهّمشون، ومَن لا صوت لهم، ‏المتعبون والمضطهدون الذين قال عنهم يسوع “طوبى لهم”. يمكننا أن ‏نفكر ببساطة بمريم ويوسف، بصيادي الجليل والتلاميذ الذين دعاهم ‏في الطريق خلال بشارته.‏