الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 5 ديسمبر/كانون الأول 2018
تذكار أبينا في القدّيسين نيقولاوس الصانع العجائب رئيس أساقفة ميرا ليكيا
إنجيل القدّيس لوقا 23-17:6
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، وَقَفَ يَسوعُ في مَوضِعٍ سَهلٍ، هُوَ وَجَمعٌ مِن تَلاميذِهِ، وَجُمهورٌ كَبيرٌ مِنَ ٱلشَّعبِ، مِن كُلِّ ٱليَهودِيَّةِ وَأورَشَليمَ وَساحِلِ صورَ وَصَيدا، ٱلَّذينَ جاؤوا لِيَستَمِعوهُ وَيُبرَأوا مِن أَمراضِهِم،
وَٱلَّذينَ تُعَذِّبُهُمُ ٱلأَرواحُ ٱلنَّجِسَة. وَكانوا يُشفَون.
وَكانَ ٱلجَمعُ كُلُّهُ يَطلُبونَ أَن يَلمُسوهُ، لِأَنَّ قُدرَةً كانَت تَخرُجُ مِنهُ وَتُبرِئُ ٱلجَميع.
وَرَفَعَ عَينَيهِ إِلى تَلاميذِهِ وَقال: «طوبى لَكُم أَيُّها ٱلمَساكينُ، فَإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ ٱلله.
طوبى لَكُم أَيُّها ٱلجِياعُ ٱلآنَ، فَإِنَّكُم سَتُشبَعون. طوبى لَكُم أَيُّها ٱلباكونَ ٱلآنَ، فَإِنَّكُم سَتَضحَكون.
طوبى لَكُم إِذا أَبغَضَكُمُ ٱلنّاسُ، وَإِذا نَفَوكُم وَعَيَّروكُم، وَنَبَذوا ٱسمَكُم نَبذَ شِرّيرٍ مِن أَجلِ ٱبنِ ٱلإِنسان.
إِفرَحوا في ذَلِكَ ٱليَومِ وَتَهَلَّلوا، فَهُوَذا أَجرُكُم عَظيمٌ في ٱلسَّماء».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 – 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة رقم 14 عن الإنجيل
“فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات”
قال يسوع في الإنجيل: “إن خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة” (يو10: 27)، وذكر أيضًا سابقًا: “أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى” (يو10: 9). لأنّنا ندخل من خلال الإيمان، لكنّنا نخرج من الإيمان باتّجاه رؤية الوجه لوجه؛ بالانتقال من الإيمان إلى التأمّل، سنجد المراعي للراحة الأبديّة.
إنّ خراف المسيح هي التي تستطيع الوصول إلى هذه المراعي، لأنّ مَن يتبع المسيح ببساطة القلب ينال كغذاء له نبتةً دائمة الاخضرار. ما هي مراعي الخراف هذه، سوى السعادة العميقة لجنّة دائمة الاخضرار؟ ومراعي المختارين ما هي إلاّ وجه الله الحاضر والذي يمكن تأمّله في رؤية بدون ظلال؛ وهذا كفيل بإشباع النفس إلى الأبد من غذاء الحياة هذا.
في هذه المراعي، يمتلئ إلى الأبد كلُّ من هرب من شباك رغبات هذا العالم. هناك، تغنّي جوقة الملائكة، ويجتمع سكّان السماوات. هناك، يُقام احتفال ظريف للّذين عادوا بعد معانات رحلتهم الحزينة في الغربة. هناك، يوجد جوق الأنبياء ذوي العيون الثاقبة، والرسل الاثنيّ عشر القضاة، وجند الشهداء المنتصر الّذي لا يُحصى، وهم بفرحٍ عامر يوازي العذابات القاسية الّتي عانوها على الأرض. في هذا المكان، يتعزّى المعترفون الّذين ثبتوا على الإيمان بالحصول على مكافأة. هناك، يوجد الرجال الأوفياء الّذين لم تستطع ملذّات هذا العالم أن تليّن قوّة نفوسهم، وتوجد النساء القدّيسات اللواتي انتصرن على كلّ ضعف وعلى العالم بحدّ ذاته في الوقت نفسه؛ هناك، يوجد أيضًا الأطفال الّذين بسلوكهم المستقيم ارتفعوا أعلى ممّا تقتدر عليه أعمارهم، والشيوخ الّذين لم يضعفهم ازدياد سنوّهم هنا على الأرض، ولم تفارقهم قوّة العمل والعطاء. يا إخوتي الأحبّاء، دعونا إذًا نبحث عن هذه المراعي، حيث ننال السعادة الأبديّة برفقة هذا العدد العظيم من القدّيسين.