نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
No tags
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السادسة
قد أكُمل «تمّ»
فمنذ بداية الخليقة أراد الله أن يصنع الإنسان على صورته ومثال ابنه الحبيب. فبعد أن أعطى السماء بزرقتها والأرض بخضارها، خلق الله حديقة رائعة وجميلة، ولا أحد غيره يملك أن يُبدع مثلها. هناك وضع الإنسان الذي خلقه على صورة ابنه، وبشكل غريب وعجيب يتمرّد الإنسان على عطية الله ويعود إلى الأرض التّي جُبِلَ منها فيفقد ويشوه صورته.
لكنًّ الآب السماوي برحمته المتناهية، أراد أن يعيد الإنسان إلى طبيعته الأولى في المجد والكرامة القديمة. ولكي يعيده إلى ما كان عليه قبل سقطته أرسل الله أبنه إلى الأرض، لابساً صورة آدم قبل الخطيئة: وبهذه الطريقة تستطيع الأرض أن ترى من جديد ما الذي كان يريد أن يكونه الإنسان. ولتحقيق هذا المشروع الإلهي، أستخدم الله الكليّ القدرة كل الوسائل المؤدية للخلاص.