نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السادسة
قد أكُمل «تمّ»
٢- تكملة القصد الإلهي
أَجَل، إن المسيح نفّذ مشيئة الله بحذافيرها، وأطاع حتى الموت موت الصليب، ووجد في حلاوة الطاعة ما هوّن عليه مرارة الصليب (عبرانيين 12: 2). وما كانت طاعة إسحاق لأبيه وهو موثَق على المذبح إلا رمزاً بسيطاً لخضوع المسيح التام للآب القائل: “اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ” (زكريا 13: 7). وما كانت محبة العبد الإسرائيلي لسيده، وقبوله أن يثقب أذنه بمثقبٍ علامة التطوُّع للخدمة مدى الحياة (خروج 21) إلا مثالاً ضئيلاً لمحبة المسيح وطاعته حيث قال «هَاأنذا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللّٰهُ» (عبرانيين 10: 9). وإن كانت معصية آدم الأول صيَّرت الكثيرين خطأة، فمن دواعي سرورنا وتهليلنا أن طاعة “آدم الثاني” تصيّر الكثيرين أبراراً (رومية 5: 19) فشكراً لله على عطيته التي لا يُعبَّر عنها (2 كورنثوس 9: 15 ).