stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

727views

تاملك 18-12-2018‏

مز122‏

‏1فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: «إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ». 2تَقِفُ أَرْجُلُنَا فِي ‏أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. 3أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا، 4حَيْثُ ‏صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ، لِيَحْمَدُوا اسْمَ الرَّبِّ. ‏‏5لأَنَّهُ هُنَاكَ اسْتَوَتِ الْكَرَاسِيُّ لِلْقَضَاءِ، كَرَاسِيُّ بَيْتِ دَاوُدَ. 6اسْأَلُوا ‏سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ: «لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ. 7لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ، رَاحَةٌ فِي ‏قُصُورِكِ». 8مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي لأَقُولَنَّ: «سَلاَمٌ بِكِ». 9مِنْ ‏أَجْلِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْرًا.‏

 

إنجيل القدّيس متّى .24-18:1 ‏

 

أَمَّا ميلادُ يسوعَ المسيح، فَهَكذا كان: لَمّا كانَت مَريمُ أُمُّهُ مَخْطوبةً ‏لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ‏
وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن ‏يُطلِّقَها سِرًّا.‏
وما نَوى ذلك، حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا ‏يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. إِنَّ الَّذي ‏كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس؛ ‏
وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم».‏
وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ:‏
‏«ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابنًا يُسمُّونَه عِمَّانوئيل أَيِ “اللهُ معَنا”».‏
فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ، فأَتى بِامرَأَتِه إِلى ‏بَيتِه.‏

تامل
‏«فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ»‏

 

إنّ جوّ الصّمت الذي يرافق كل ما يتعلق بصورة يوسف يطال أيضًا ‏عمله كنجّار في بيت النّاصرة. غير أنّه صمت يكشف بطريقة خاصة ‏البعد الباطنيّ لهذه الشخصيّة. تتكلّم الأناجيل حصريًا عما “فعله” ‏يوسف؛ غير أنّها تمكّننا من اكتشاف جوٍّ من التأمّل العميق في أفعاله ‏المغلّفة بالصّمت. إذ كان يوسف في اتّصال يومّي بالسرّ الَّذي “ظَلَّ ‏مًكْتومًا طَوالَ الدُّهَورِ والأَجيال” و”جعل مسكنَه” تحت سقفه (راجع ‏كول 1: 26؛ يو 1: 14)… ‏

بما أنّ محبةّ يوسف الأبويةّ لم يكن باستطاعتها عدم التّأثير على محبّة ‏الرّب يسوع البنويةّ وبما أنّ محبّة يسوع البنويّة في المقابل، لم يكن ‏باستطاعتها أَلاّ تؤثّر على محبّة يوسف الأبويّة، فكيف التوصّل إلى ‏إدراك ماهيّة هذه العلاقة الفريدة تمامًا في نوعها إدراكًا عميقًا؟ إنّ ‏النّفوس الأكثر إحساسا بالحبّ الإلهي ترى بحقّ في يوسف مثالًا ‏مشرقًا عن الحياة الباطنيّة. وعلاوةً على ذلك، فإنّ التّجاذب الظّاهر ما ‏بين الحياة العمليّة والحياة التأمليّة قد تم تخطّيه في يوسف بطريقة ‏مثاليّة، كما يمكن أن يحدث ذلك في مَن يملك كمال المحبّة. وبموجب ‏الفارق المعلوم جيّدا ما بين حبّ الحقيقة ومقتضى الحبّ، يمكننا القول ‏إنّ يوسف قد اختبر على حد سواه حبّ الحقيقة، أيّ الحب الطّاهر ‏لتأمّل الحقيقة الإلهيّة التي كانت تشعّ من إنسانيّة الرّب يسوع المسيح، ‏ومقتضى الحب، أيّ الحبّ، الطّاهر هو أيضًا، للخدمة، المُستلزم من ‏قبل حماية ونمو هذه الإنسانيّة بالذّات. ‏
القديس البابا يوحنا بولس الثاني