stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

طوبي للذين يشاركون في مائدة ملكوت السموات – الأب وليم سيدهم

709views

لم يتمالك يوم نفسه أمام الصوت الجهورى لإحدى المعجبات بتعاليم يسوع عن ملكوت السموات ‏لكي يعبر عن التناقض الصارخ بين ردود أفعال الباحثين عن الملكوت، قدّم يسوع مثلًا مفاده أن ‏المدعوين إلى الملكوت رفضوا الدعوة و طبعًا المقصود هم اليهود معاصري يسوع وتفاوتت ‏الأسباب وإنحصرت في ثلاثة: الأول لأنه مشغول بالأرض التي اشتراها والثاني بالبقر والثالث ‏بالنساء.‏
ولأن المدعوين ولَّو وجوههم عن العاطي الأول وإحتكروا عطاياه لذواتهم واستقلوا بها عكس إرادة ‏الخالق فإنهم رفضوا الدعوة وفاتهم أن الأرض والبقر والنساء هم خليقة الله وليسوا خليقتهم هم. ‏لذلك جاء قرار الداعي للوليمة تتويجًا لرفضهم وتعزيزًا لمحبة الله المتناهية للفقراء من الكسحان ‏والعرجان والعميان المنفتحين على دعوة الله.‏
إن الأغنياء والمستغنين عن الله في أنفسهم لم يرفضهم الله فهذا إعلان واضح أن أحدًا لا يخرج من ‏دائرة حنان ورحمة الله حتى الأغنياء. ولكن حينما يرفضون بذواتهم هذه الدعوة فقد جنوا على ‏أنفسهم ولا يمكن الحديث عن عقاب الله لهم على رفضهم بل هم الذين يعاقبون أنفسهم بأنفسهم ‏وحينما نتكلم عن عقاب الله فنحن نستخدم لغة غير دقيقة لوصف الله بقساوة القلب. فمن يرفض ‏ضوء الشمس في النهار ويغلق غرفته يمنع الضوء مهما كانت دوافعه فلا يلومنّ إلا نفسه.‏
إن مثل الوليمة قصد به يسوع الله الذي خلق الكون والنبات والحيوان والبشر والحجر لراحة الإنسان ‏ولا سعادة فمن يرفض المشاركة في هذه الوليمة العامرة السعيدة، ويقتطع لنفسه جزءًا منها غير آبه ‏بصاحب الوليمة فإنه سرعان ما يجد نفسه فيما بعد خارجًا عن منطق الله المبني على المشاركة ‏والمصارحة والمصافحة والانفتاح فيصبح كمن استقل ببعض المستنقعات المنفصلة عن مصدر ‏الماء الحي الجاري الصحي وبالتالي التي فقدت قدرتها على التجدد فساءت وانتهت وماتت.‏
نعم، طوبى لمن يشارك في المائدة السماوية مائدة الآب الحنون الذي لا يريد موت الخاطئ بل أن ‏يرجع ويعيش ملء الحياة.‏