كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال (22) مهارة التشجيع
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الثالث
(22) مهارة التشجيع
كُن مشجّعاً للأطفال، وامنحهم الثقة، بشرط أن يُحسنوا استخدامها.
عامل الأطفال على أساس الإيمان بحُسن نواياهم، وطيبة استعدادتهم. افترض الخير. أمّا السوء فلا بدّ من وجود ما يُثبِته. ومتى كانت الاستعدادات الحَسنة موجودة عند الطفل، فغنها تنمو وتزداد بما توليه له من ثقة. إنه يشعر نفسه ملتزماً أن يكون على مستوى هذه الثقة.
تعمل الثقة بفعل الإيحاء. سيقول الطفل لنفسه: “يعتقدون أننى حَسن الصفات، فلا بدّ أنه توجد فىَّ صفات حَسنة، ويمكننى إذاً أن أكون أحسن وأحسن”. وبالعكس، يسير الطفل فى طريق الشرّ، إذا اعتقد أنه شرير، نظراً لما ينسبونه إليه من عيوبٍ وصفاتٍ سيئة.
عليك أن تقبل الأطفال كما هم، بما فيهم من صفات ورذائل، ثُمَّ اعمل على تربيّتهم وتكوينهم، بتنمية مواهبهم، وتنقيتهم من عيوبهم.
عندما تحكُم سلبيّاً على الأطفال، ولو فى باطنك، وأنت تظنّ أن لا شئ يكشف مشاعرك، فإنك تفقد السبيل إلى التأثير عليهم تأثيراً إيجابيّاً، وإلى حملهم إلى تنفيذ رغباتك، والوصول بهم إلى الكمال. وفى أغلب الأحيان، يحسّ الطفل بما فى باطنك فيبتعد عنك.
إذا قُلت للطفل إنه جبان، أو كسلان…. إلخ، فإنك تخلق فيه هذه الرذائل. إنما عليك أن تشجّعه، وتضع أمامه الصفة العكسيّة، وتُبيّن له سعادتك لو أثبت بتصرّفه ما فى نفسه من شجاعة، أو اجتهاد. عندئذ سيسعى إلى تحقيق ما تَنسبه إليه من صفاتٍ حَسنة.
من المفيد جداً أن تُكلّم الطفل بأسلوب مشجّع، كأن تقول له مثلاً: “أنت طفل حَسن، ولكن يُمكنك أن تكون أحسن. وإليك الطريقة….”، أو تقول له: “ما تعمله حَسن، ولكن يُمكنك أن تعمل أحسن. وذلك بأن تعمل كذا وكذا…”.
لا تترك الطفل أبداً تحت انطباع الفشل.
عليك بإبراز كلّ حَسنة يقوم بها الطفل. إجعله يلمس بنفسه الصفة التى يلزمه اكتسابها، والتقدُّم الذى حقّق، لتشجّعه بذلك على أن يبذل مجهوداً أكبر.
إعطِ للطفل نموذجاً يقتدى به، وليكن هذا النموذج لا أنت، ولا أحد الأطفال من زملائه، بل هو نفسه، فى الأوقات والأعمال التى كان فيها نموذجاً حَسناً. وهكذا تجعله دائماً متحمّساً للحفاظ على ما فيه من حسنات، مستمرّاً فى اجتهاده، ليصل إلى أفضل صورة له.
ولا تنسَ أن تجعل الطفل الذى بذل مجهوداً وحقّق تقدُّماً، يعرف أنك على دراية بذلك، وأنك مسرورٌ منه.
بقدر ما تنظر إلى الصفات الحَسنة فى الأشخاص، بقدر ما ينفتح لهم قلبك. إبحث، وستكشف دائماً بعض الحسنات فى أكثر الناس سوءاً.
كَم من القوى والمَلَكات تحطّمت، لأنها لم تجد فى الوقت المناسب والحاسم، المكافأة العادلة، والتشجيع الحكيم، والصداقة التى تسند وتنقذ فى ساعة يبوسة أو مَلل.