كتاب تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية – القسم الثامن الليتورجية (الطقوس) القبطية
كتاب تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية
القسم الثامن
الليتورجية (الطقوس) القبطية
اعداد
الانبا كيرلس وليم
مطران ايبارشية أسيوط
تعريف الليتروجية:
يصعب ان نعّرف الليتوجية تعريفاً كاملاً إذ انها حقيقة حية، غنية وواحدة فى نفس الوقت، ولهذا فإن كافة التعريفات التى قٌدمت، إلى الآن، لا تفى بالغرض. ومتى إعتبرنا الطقوس بمثابة الجزء الخارجى والمحسوس للعبادة فإن ذلك غير صحيح أيضاً، كما انها ليست مجرد الترتيبات وجملة القوانين التى تنظم المراسيم المقدَّسة، فلابد ان نشترك فى الطقوس ونعيشها لكى ندرك معناها. ويرى المجمع الفاتيكانى الثانى انها إستمرار لعمل الخلاص وتذُوق مسبق للطقوس السمائية لأن بها يمارس عمل فدائنا، وهى تسهم بأوفر قدر فى أن يعبّر المؤمنون بحياتهم عن سر المسيح وعن الطبيعة الصحيحة للكنيسة الحقيقية وبظهورها للآخرين. وفى عبارة واحدة قال عنها أحد اللاهوتيين فى الكنيسة الروسية : “إنها السماء على الارض”.
الطقوس القبطية:
عَّلقت الكنيسة القبطية أهمية بالغة على الطقوس، فهى مدرسة الإيمان والإخلاق. من خلالها تعمل على تنمية إيمان أبنائها وتهذيب أخلاقهم، فاحتلت الطقوس فيها مكانة خاصة، لا بل جعلت منها كل شئ تقريباً.
إستخدمت النصوص الطقسية لإعلان العقائد الأساسية فى مواجهة البدع وبنيت الكثير من المبادئ على الممارسات الطقسية والنسكّية، فطقوس الكنيسة القبطيّة أساساً طقوس رهبانية طويلة تدعو إلى التأمل والصلاة أكثر منه إلى الاستعراض والأداء، وتساعد على التحليق فى أجواء روحية سمائية.
كما تميّز الطقوس القبطية بأنها طقوس شعبية، إنطلقت من الحياة اليومية للإنسان العادى فرتبت صلوات لفصول السنة الزراعية – نظراً لأن السواد الأعظم من الشعب فى ذلك الوقت كانوا من الفلاحين الكادحين – وكانت الطقوس دائماً تقام باللغة السائدة القبطية بلهجاتها المختلفة فى صعيد مصر والريف، واليونانية فى المدن الكبرى ثم تُرجمت تلقائياً إلى اللغة العربية حينما إنتشرت تلك الأخيرة، ولم ينتظر الأقباط تجديدات مجمع كالفاتيكان الثانى ليستخدموا اللغات المحليّة بدلاً من اللغة القديمة.
التقويم القبطى
تتبع الكنيسة القبطية فى طقوسها تقويماً خاصاً يبدأ مع عصر الشهداء سنة 284 ميلادية، وهى السنة التى تحدد بدء حكم ال، وهى السنة التى تحدد بدء حكم الإمبراطور ديوقلديانوس وإن كانت الإضطهادات قد إشتدت بعد ذلك فى سنة 303م.
وتتألف السنة القبطية من 13 شهراً: 12 شهراً لكل منها 30 يوماً أما الشهر الثالث عشر المٌسمى بالشهر الصغير أو بأيام النسى فيتكون من خمسة أيام تصبح ستة فى السنة الكبيسة. وأسماء الشهور (وهى نت أصل مصرى قديم “فرعونى”) هى :
الأشهر يوليانى غريغورى
1- شهر توت (11 سبتمبر / 10 أكتوبر) (29 أغسطس / 27سبتمبر)
2- شهر بابه (11 أكتوبر / 9 نوفمبر) (28 سبتمبر / 27 أكتوبر)
3- شهر هاتور (10 نوفمبر / 9 ديسمبر) (27 أكتوبر / 26 نوفمبر)
4- شهر كيهك (10 ديسمبر / 8 يناير) (27 اكتوبر / 26 نوفمبر)
5- شهر طوبة (9 يناير / 7 فبراير) (27 ديسمبر / 25 يناير)
6- شهر أمشير (8 فبراير / 9 مارس) ( 26 يناير / 24 فبراير)
7- شهر برمهات ( 10 مارس / 8 أبريل) ( 25 فبراير / 26 مارس)
8- شهر برمودة ( 9 أبريل / 8 مايو) (27 مارس / 25 أبريل)
9- شهر بشنس ( 9 مايو / 7 يونيو) (26 أبريل / 25 مايو)
10- شهر بؤونة ( 8 يونيو / 7 يوليو) ( 26 مايو / 24 يونيو)
11- شهر آبيب (8 يوليو / 6 أغسطس) ( 25 يونيو / 24 يوليو)
12- شهر مسرى (7 أغسطس / 5 سبتمبر) (25 يوليو / 23 أغسطس)
13- شهر النسى ( 10أو 11 سبتمبر فى السنة الكبيسة) (24 – 28 أو 29 أغسطس
فى السنة الكبيسة)
ويبدأ اليوم الطقسى مع الغروب وينتهى مع الغروب. أما الليلة التى تلى الغروب فهى تُحسب ضمن اليوم التالى، فتبدأ طقوس كل يوم من صلاة رفع بخور العشية تسبقها مزامير الغروب والنوم وتليها تسبحة العشية ثم مزامير نصف الليل فتسبحة نصف الليل ثم مزامير باكر فرفع بخور باكر قم مزامير الساعات الثالثة والسادسة فى أيام الأصوام فالقداس الإلهى.
التقويم الطقسى فى الكنيسة القبطية
تٌقّسم السنة الطقسية فى الكنيسة القبطيّة وفقاً لخمس وجهات نظر.
أولاً : فطر وصوم
ثانياً : آدم وواطس
ثالثاً : أعياد وأصوام
رابعاً : فصول السنة الزراعيّة
خامساً : الدورات المختلفة ( كيهكى – فرايحى – صيامى – شعانينى – حزاينى – سنوى)
أولاً : فطر وصوم
لا تٌستخدم كلمة “فطر وصوم” فى المفهوم الطقسى للدلالة على ما نقصده اعتيادياً من نوع الأكل ولكن لكل منهما مفهومه الخاص به كما يلى :
(1) فى أيام الفطر:
1- تُصلى الساعتان الثالثة والسادسة عند تقديم الحمل.
2- تنتهى صلاة القداس الإلهى فى ساعة مبكرة.
3- فى المساء نصلى الساعة التاسعة والغروب والنوم.
(2) فى أيام الصوم:
1- تُصلى الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة عند تقديم الحمل.
2- تنتهى صلاة القداس الإلهى فى ساعة متأخرة.
3 – فى المساء تصلى صلاتا الغروب والنوم.
وهنا يجب الإشارة إلى ان هناك أيام ممّيزة لا يجوز فيها الصوم ولا المطانيات (السجود الكامل) لأنها أيام فرح وهى:
1- أيام السبوت (ما عدا سبت الفرح بسبب تذكار مكوث السيد المسيح فى القبر)
2- أيام الىحاد كلها
3- الأعياد السيدية الكبرى والصغرى
4- أيام الخماسين
ومعنى الفطر فى السبوت والآحاد الواقعة فى زمن الصوم الآربعين هو ان صلاة القداس تُقام فى ساعة مبكرة وبعدها يتناول المؤمنون طعام الإفطار باكراً مع مراعاة قواعد الصوم ونظام المأكولات الغير مسموح بها.
وربما ساعدت بعض الأمثلة على توضيح ذلك:
لو وقع عيد الختان (وهو من الأعياد السيدية الصغرى) يوم الجمعة مثلاً فإن الصلاة فيه تكون حسب طقس الفطر (مبكراً) ولكن لا تؤكل فيه المأكولات الدسمة.
- حسب تقليد الكنيسة القبطيّة، لا يكسر صوم الأربعاء والجمعة إلا عيدا الميلاد والغطاس.
- إذا جاء عيد الميلاد يوم 28 كيهك وذلك فى السنة الكبيسة ووافق ذلك يوم خميس فإن يوم الجمعة 29 كيهك وهو يوم العيد الأصلى يقع يوم جمعة ويفطر فيه أكلاً وطقساً.
ثانياً: الآدام والواطس
تقسم أيام السنة الطقسية إلى أيام الآدام وأيام الواطس. ولكل منها ألحانه الخاصة:
أيام الآدام وهى أيام الأحد والاثنين والثلاثاء لها لحن خاص يختلف عن لحن أيام الواطس وهى الاربعاء والخميس والجمعة والسبت.
وكلمة آدام هى مطلع التداكية الخاصة بيوم الغثنين فى طقس التسبحة وعلى لحنها ترتل الحان أيام الاحد والغثنين والثلاثاء، أما كلمة واطس فهى مطلع تداكية يوم الخميس ومعناها العليقة، وعلى لحنها تُرتل أيام الاربعاء والخميس والجمعة والسبت.
مثال ذلك: نحتفل بعيد القديس مرقس كاروز الديار المصرية يوم 30 برمودة ومتى اردنا إقامة التسبحة السنوية وترتيل الابصاليات والذكصولوجيات الخاصة بهذا العيد فإننا نجد فى كتاب التسبحة السنوّية (البصلمودية السنويّة) إبصاليتين إحداهما إبصالية آدام لعيد القديس مرقس، والثانية إبصالية واطس لعيد القديس مرقس. فإذا كان العيد واقعاً فى أحد الايام الثلاث الأولى من الإسبوع، ترتل البصالية الآدام. وإن كان واقعاً فى أحد الايام الأخيرة (من الاربعاء – السبت) تُرتل الإبصالية الواطس.
أما الذكصولجيات فتُرتل كلها بطريقة الواطس.
لنفترض ان عيد القديس مرقس يوم 30 برمودة جاء يوم الاربعاء، فعند إقامة تسبحة العشية (مساء الثلاثاء) ترتل إبصالية الآدام فى تسبحة العشية أما فى تسبحة نصف الليل وباكر فترتل ابصالية الواطس (لأن العشية تصلى قبيل الغروب واليوم الطقسى يبدأ بالغروب…)
ثالثاً: الأعياد والاصوام
(أ) الاعياد:
1 – الأعياد السيدية وهى تخص السيد المسيح له المجد وعددها 14 عيداً.
1-1 الأعياد السيدية الكبرى
1-1-1 عيد البشارة 29 برمهات.
1-1-2 عيد الميلاد 29 كيهك.
1-1-3 عيد الغطاس 11 طوبة.
1-1-4 آحد الشعانين
1-1-5 عيد القيامة المجيد
1-1-6 عيد الصعود
1-1-7 عيد العنصرة
1-2 الاعياد السيدية الصغرى
1-2-1 عيد الختان 6 طوبة.
1-2-2 عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل 8 أمشير
1-2-3 عيد دخول السيد المسيح أرض مصر 24 بشنس
1-2-4 تذكار عرس قانا الجليل 13 طوبة.
1-2-5 عيد التجلى 13 مسرى
1-2-6 خميس العهد
1-2-7 آحد توما
2- عيد الصليب
ينبغى أن نضيف إلى الاعياد السيدية، عيدين خاصين بالسيد المسيح وتحتفل بهما الكنيسة على نفس نمط إحتفالها بالأعياد السيدية وترتل فيهما الحان الفرح وهما :
2-1 عيد العثور على خشبة الصليب 17 توت
ويحتفل به ثلاثة أيام (ثانى يوم وثالث يوم عيد الصليب).
2-2 عيد ظهور الصليب المقدس 10 برمهات.
3- أعياد السيدة العذراء
3-1 دخول السيدة العذراء إلى الهيكل 3 كيهك.
3-2 نياحة السيدة العذراء 21 طوبة.
3-3 عيد ميلاد السيدة العذراء 1 بشنس (10 توت).
3-4 بناء أول كنيسة على إسمها 21 بؤونة.
3-5 صعود جسدها إلى السماء 16 مسرى.
ملحوظة : يوم 29 من كل شهر قبطى تقيم الكنيسة تذكار الاعياد الرئسية الثلاثة معاً: البشارة والميلاد وقيامة المخلّص.
4- أعياد الملائكة والقديسين.
4-1 رئيس الملائكة ميخائيل
له عيدان فى 12 هاتور، 12 بؤونة ويحتفل يوم 12 من كل شهر قبطى بتذكاره…
4-2 كل يوم من أيام السنة تحتفل الكنيسة بتذكار أحد القديسين أو الشهداء أو أكثر من
واحد معاً.
(ب) الأصوام
1- صوم الميلاد ومدته أصلاً 43 يوماً – (15يوماً قرارات سينودس 9 / 8 / 1987).
2- صوم يونان ثلاثة أيام تسبق الصوم الكبير بإسبوعيين.
3- الصوم الكبير أربعون يوماً يضاف إليها إسبوع الآلام.
4- صوم الرسل من عيد العنصرة إلى عيد الرسل (5أبيب)
5- صوم السيدة العذراء 15 يوماً تسبق عيد إنتقال السيدة العذراء (1-15 مسرى).
6- برمونى الميلاد (28 كيهك) والغطاس (10طوبة).
7- أيام الجمعة على مدار السنة (فيما عدا زمن الخماسين).
رابعاً : فصول السنة الزراعية
كان للفصول الزراعية شأن كبير فى الطقوس القبطية، ومازال بعض الفلاحين يحسبون أوقات الزرع والحصاد لمختلف المحاصيل بالشهور القبطية. وإهتمت الكنيسة بالفصول الزراعية ورتّبت صلوات خاصة لكل منها.
- صلاة (أوشية) المياه 11بؤونة – 9 بابه (4شهور) نصلى لكى يصعد الرب مياه الانهار كمقدارها الضرورى لكى تروى الارض وتصبح خصبة.
- صلاة (أوشية) الزرع والعشب 10 بابه – 10 طوبة (3 شهور) نصلى لكى يبارك النبات والزرع فى الحقول وكافة الأعشاب.
- صلاة (أوشية) الثمار والاهوية 11 طوبة – 10 بؤونة (5شهور) نصلى لكى يكثر الرب ثمار الارض ويبارك الهواء والرياح.
خامساً : دورة ألحان المناسبات المختلفة
تختلف أنغام الالحان حسب المناسبات التى تقام فيها حتى تضفى على الطقوس حيوية تُشعر المصلى بأنه يعيش فى جو الذكرى أو المناسبة فيتاثر بما تحمله إليه من معان روحيّة.
1- اللحن الكيهكى: يقال فى شهر كيهك، زمن الإنتظار، فتزداد النفس شوقاً إلى مجئ الرب متجسداً.
2- اللحن الفرايحى: وهو لحن يرفع النفس التهليل والفرح، يقال فى الاعياد والمناسبات التالية:
أ)- الأعياد السيدية.
ب)- أيام الخماسين.
ج)- من عيد النيروز إلى عيد الصليب (17 توت).
د)- من عيد الميلاد إلى عيد الغطاس.
3- اللحن الصيامى:
وهو لحن خشوعى يدعو إلى التوبة والتأمل فى مراحم الرب ويقال فى :
أ) – أيام صوم يونان.
ب) – الصوم الأربعينى.
4- اللحن الشعانينى:
وهو لحن العنصرة والظفر والحماس ويقال فى المناسبات التالية:
أ)- أحد الشعانين.
ب)- عيدى الصليب (17 توت، 10 برمهات)
ج)- التماجيد.
د)- طقس الاكاليل.
5- اللحن الادريبى (الحزينى):
نسبة إلى مدينة أتريب التى بكاها قدماء المصريين بنغمات معينة عند سقوطها وهذا اللحن من أقدم الألحان وله جذور مصرية قديمة ويستخدم فى المناسبات التالية:
أ)- إسبوع الآلام.
ب)- تجنيز الأموات (ماعدا الخماسين والأعياد السيدية).
6- اللحن السنوى: وهو لحن عادى يستخدم لبقية أيام السنة.
× ليلة سبت النور تقال الالحان : نصفها الأول بلحن الحزن ونصفها الثانى باللحن السنوى تعبيراً عن الحزن المؤمنين لموت المخلص وفرحهم لكونه أتّم الخلاص.
عيد الفصح وتحديد موعده
عُرفت الكنيسة القبطية بدقة حساباتها فى تحديد عيد الفصح. وكان بطريرك الإسكندرية يحسب موعد عيد الفصح ويبلغه إلى سائر البطاركة فى العالم المسيحى المعروف فى ذلك الوقت.
هناك أمران هامان ينبغى معرفتهما لكى نبنى عليها الحسابات وهما العدد الذهبى وقاعدة القمر.
العدد الذهبى يبين رتبة كل سنة من سنوات الميلاد فى دور التسع عشر، وسُمى الرقم الذهبى نظراً لأن القدماء كانوا ينقشونه بحروف من ذهب على الرخام نظراً لكثرة إستخدامه فى الحسابات.
(سنة 1900 رقمها الذهبى 1، 1901 رقمها الذهبى 2 وهكذا 19180000 رقمها 19،1919 رقمها 1 من جديد وهذا العام 2001 رقمه الذهبى 2001+ 1 /19 = 105 ويبقى 7 فهو الرقم الذهبى لهذا العام).
قاعدة القمر:
وهو مقدار الأيام التى تكون قد مَّرت من الشهر القمرى عند بدء السنة الشمسية. فإذا كانت السنة الشمسية قد بدات حينما كان اليوم العاشر من الشهر القمرى فتكون القاعدة جداول نذكر منها الجدول الذى يهمنا والذى يغطى الفترة الزمنية من 1900 – 2299.
العدد الذهبى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19
قاعدة القمر 29 10 21 2 13 24 5 16 27 8 19 0 11 22 3 14 25 6 17
لحساب بدء الصوم الاربعينى:
- أضف إلى قاعدة القمر 6 (تسمى أيام الخلقة)
- أسقط 30 من النتائج إذا وصل الثلاثين أو زاد عليها أو كمل الثلاثين إذا نقص النتائج عنها بايام فبراير، وإن لم تكفى ناخذ أيضاً بعض الايام من مارس.
- الصوم يبدأ بوم الإثنين الواقع بعد إتمام الثلاثين.
لسنة 2001 +1 = 2002 / 19 = 105 (وباقى 7 العدد الذهبى).
- 7 = 5 (قاعدة القمر من الجدول)
- 5+6=11+19 من فبراير…. الصوم يوم الاثنين التالى ليوم 19 فبراير
- يوم الاثنين التالى ليوم 19 فبراير هو يوم الاثنين 26 فبراير.
لحساب عيد القيامة
- أضف إلى قاعدة القمر 6 (6 أيام الخلقة).
- أسقط 30 من المجموع إذا وصل الثلاثين او زاد عنها.
- أكمل الخمسين يوماً من شهر مارس وأبرسل إذا لزم الامر.
- الأحد الاول من الخمسين يوماً هو عيد اقيامة.
لسنة 2001 +1 = 2002 / 19 = 105(باقى 7 وهو العدد الذهبى)
- قاعدة القمر هى (5 + 6 = 11 +31 مارس + 8 من ابريل) الأحد الواقع بعد 8 أبريل وهو 15
سنة 2002 عددها الذهبى 2001 + 1 = 2003 / 19 = 105 باقى 8.
- قاعدة القمر هى 16
- بدء الصوم 16 + 6 (أيام الخلقة) = 22 + 8 من فبراير.
الإثنين الواقع بعد 8 فبراير هو بدء الصوم
- عيد القيامة 16 + 6 = 22 نأخذ من مارس 28 يوماً فالعيد يوم الأحد الواقع بعد 3 /28 وهو فى الواقع 30 / 31
إستخدام القراءات الكتّابية فى الكنيسة القبّطية
نادراً ما تستخدم الكنيسة القبطية نصوصاً من العهد القديم، وذلك إنطلاقاً من نظرية مؤداها ان العهد القديم كلن رمزاً للعهد الجديد، ولا حاجة إلى إستخدام الرموز، مادامت الحقيقة التى كان يرمز إليها قد تحققت، فتقرأ الكنيسة فى قداساتها وفى خدمة الاسرار كلها، نصوصاً من العهد الجديد تكون عادة أربعة:
3 رسائل، الأولى من رسائل القديس بولس (البولس)، والثانية من الرسائل الجامعة (الكاثوليكون)، والثالثة من سفر أعمال الرسل (الابركسيس)، أما الرابعة فهى فصل الإنجيل. أما المقطع الوحيد الذى يتلى من العهد القديم، فى القداس الإلهى وخدمة الاسرار على حد سواء، فهو آية أو آيتان من سفر المزامير تسبق قراءة الإنجيل.
غير أن قراءات مكثفة من العهد القديم تستخدم فى إسبوع الآلام فى طقس البصخة، وهى فصول مختارة غنية بالرموز، تدفع إلى تأمل سر آلام المخلص. وكذلك فى صلاة اللقانات (قداس المياه) التى تقام ليلة الغطاس ويوم خميس العهد ويوم عيد الرسل : تقرأ بعض فصول العهد القديم.
(النبوات) وهى من أروع النصوص التى تحمل رموزاً عميقة عن الماء ومعاينة المختلفة.
الدورات
تٌقام الدورة فى داخل الكنيسة وحول المذبح تمجيداً لله وتكريماً للسر الذى يحتفل به، ومن أهم الدورات فى الطقس القبطى : دورة عيدى الصليب فى بخور باكر والتى يتخللها قراءة 12 فصلاً من الأناجيل فى أركان الكنيسة المختلفة وأمام أبوابها وأمام بعض الأيقونات، رمزاً لإنتشار نور الصليب فى جميع أرجاء المسكونة. ودورة الشعانين بالصليب المزين باغصان الزيتون وسعف النخل إكراماً لدخول يسوع المسيح إلى أورشليم.
ودورة أيقونة القيامة، من ليلة عيد القيامة إلى عيد الصعود كل يوم، فى كل قداس تذكيراً للمؤمنين بحقيقة القيامة وحضور الرب القائم ومن بعد عيد الصعود تُقام الدورة فى الآحاد فقط للإشارة إلى ان السيد المسيح بالرغم من صعوده مازال حاضراً، وتختم دورات القيامة فى صلاة باكر عيد العنصرة.
طقوس الكنيسة القبطية:
أولاً – صلاة الساعات والتسبحة.
ثانياً – خدمة الأسرار.
ثالثاً – صلاة التجنيز.
رابعاً – التماجيد.
أولاً: صلاة الساعات والتسبحة
أولاً – صلاة الساعات والتسبحة.
ثانياً – خدمة الاسرار.
ثالثاً – صلاة التجنيز.
رابعاً – التماجيد.
أولاً: صلاة الساعات والتسبحة
تُسبح الكنيسة القبطية الرب 7 مرات كل يوم كقول المرنم فى المزمور وبذلك تقّدس الزمن الذى صنعه الرب. وتبنى التسبحة على صلاة المزامير التى رتلها شعب الله فى العهد القديم والتى مازال شعب العهد الجديد يستخدمها للإشادة بعمل الله ورحمته.
وضعت الكنيسة عدداً من المزامير لكل ساعة، وأضافت فى نهايتها قراءة ثابتة من الإنجيل. كانت فى الأصل متغّيرة (قراءة متتابعة) يلى ذلك بعض الصلوات والطروباريات من نظم آباء الكنيسة الاولين.
غير أن صلاة الساعات تكملها صلاة التسبحة والتى تعتمد على بعض النصوص الكتابية التى تشيد بعمل الله فى تاريخ الخلاص، إعتدتها الكنيسة القبطية بمثابة نواة لصلاة التسبحة، وهى أربعة:
1. التسبحة الأولى (الهوس الأول) وهو النشيد الذى ترنم به موسى وشعب العهد لما عبروا البحر الاحمر (سفر خروج 15) مشيدين بقوة الرب الذى عبر بهم من العبودية إلى أرض الميعاد وهو نشيد فصحى.
2. التسبحة الثانية (الهوس الثانى) مزمور 135 وهو نشيد شكر للرب “لأن رحمته إلى الأبد” كما تقول اللازمة التى تتكرر فى نهاية كل آية من آيات المزمور.
3. التسبحة الثالثة (الهوس الثالث) من سفر دانيال، وهو نشيد الفتية القديسين فى آتون النار وإنقاذ الرب لهم، واللازمة التى تتكرر بعد كل آية من آيات النص تدعو إلى تسبيح الرب مع كل الصديقين والآبرار “سبحوه مجدوه إلى الأبد”.
4. التسبحة الرابعة (الهوس الرابع) وهى نشيد الخليقة كلها ويتألف من المزامير (148 – 150) التى تنشد بحمد الله وتستخدم فى ذلك جميع آلات الطرب.
ولكل تسبحة من هذه التسابيح الاربعة تراتيل تسبقها وتفاسير تليها تدور حول المعانى الكتابيّة والمفاهيم الروحيّة وكأنها مدرسة يتعلم فيها المؤمنون البسطاء الكتاب المقدس واللاهوت والحياة الروحيّة.
كما رتبت الكنيسة لكل يوم من أيام الاسبوع تمجيداً للسيدة العذراء يسمى ثيوطوكية أو تداكية يتناول بدوره الرموز الواردة فى الكتاب المقدس عن تلك التى إستحقت ان تصبح أماً لله – والثيوطوكيات غنيّة بالمعانى وتدفع إلى تأمل عظمة مريم العذراء وطلب شفاعتها عند إبنها الحبيب.. تضاف إلى كل منها أيضاً التراتيل (الابصاليات وتختم بالتفاسير (اللبش والطرح).
ويبدو أن التسبحة أصلاً كانت تستخدم فى الكنائس المنتشرة فى البلاد، بينما كانت صلاة الساعات تستخدم فى الأديرة، لأن المؤمنين البسطاء يميلون للترتيل والتسبيح أكثر من الصلاة التأمّلية الجافة (تلاوة المزامير) ومع مرور الوقت دمجت الصلاتان (الساعات والتسبحة) وأصبحتا تشكلان جسماً واحداً يستخدم على حد سواء فى الاديرة وفى الكنائس.
للتسبحة ألحان شجية متنوعة وطويلة كل من شارك فيها أو سمعها، يجد نفسه وقد إرتفع عن العالم المحسوس وكأنه فى إختطاف، إنها تدفع إلى الصلاة والتأمل.
تستبدل التسبحة وصلاة الساعات فى إسبوع الآلام بطقس البصخة وهو طقس قراءات من العهدين مع بعض الألحان التى ترفع بدورها النفوس إلى التحليق فوق ما هو أرضى وتأمل أسرار الخلاص والفداء.
ثانياً: خدمة الأسرار
تحظى أسرار الدخول إلى الإيمان بأهمية خاصة فى الكنيسة القبطية وتركز – شأنها فى ذلك شأن كل الكنائس الشرقية – على فاعلية السر أكثر من تركيزها على إستعداد الشخص الذى يقبل السر، فتمنح الأسرار الثلاثة الأولى: المعمودية والميرون والقربان المقدس معاً.
يتم الإعداد للمعمودية بطقوس طويلة ويصلى على ماء المعمودية قداس لا يختلف فى ترتيبه عن قداس القربان ويسكب الميرون فى ماء المعمودية فيصبح جاهزاً لمنح الحياة الجديدة. وبعد العماد مباشرة يتم مسح المعمد بالميرون المقدس فى كافة الاعضاء والمفاصل علامة على تكريسه الكامل للرب.
ومن الجدير بالذكر أن زيت الميرون الذى يشتمل على العديد من المواد العطرية يتم إعداده بطريقة خاصة وطقوس طويلة تنتهى يوم خميس الأسرار، إذ يتم تكريس الزيت فى قداس خاص يرأس خدمته الأب البطريرك بنفسه ثم يتم توزيعه على الكنائس.
يتم العماد بالتغطيس ثلاث مرات تذكاراً لموت المسيح ودفنه ثلاثة أيام، فالمعمد يدفن مع المسيح ويقوم معه، وبعد الميرون يلبس الملابس البيضاء، إشارة إلى مشاركة مجد القيامة ويوضع على رأسه إكليل، ويقدم للجماعة ويطوفون به فى الكنيسة، التى تستقبله بالألحان والفرح.
أما سر القربان المقدس أو طقس الإفخارستيا فله مكانة خاصة فى الطقوس القبطية إذ أن الإحتفال به يتطلب إستعداداً طويلاً يمتد فى الصلاة العشية ورفع البخور ثم تسبحة نصف الليل فبخور باكر، تهيئة المكان وإعداد المؤمنين لهذا السر.
كما أنه على المحتفل أن يقوم بسلسلة من الطقوس الإستعدادية كما تشير الترتيبات الطقسية باطنياً (نقاء الضمير) وخارجياً (نظافة الجسم والملابس) وتلاوة صلاة الاستعداد ثم إعداد المذبح بفرشة ووضع أدوات الخدمة فى أماكنها وإعداد مادة الذبيحة من خبز وخمر مع التدقيق فى فحصها.
يصنع الخبز، كل مرة يُحتفل فيها بالإفخارستيا بطريقة خاصة وتصاحب صنعه تلاوة صلوات المزامير، ويُرفع خبز واحد لكى يُقسم على الجميع فيجمعهم إلى واحد، خبز مستدير إشارة إلى الكمال مختوم بختم خاص لتمييزه عن الخبز العادى، يحمل صليباً كبيراً يحيط به 12 صليباً إشارة إلى إشتراك الرسل الإثنى عشر مع المخلص فى العشاء الأخير.
ويُقدم الخمر من النبيذ النقى وينبغى على الخادم أن يفحص بعناية قبل صبّه فى الكأس. أما أدوات المذبح تشير إلى رموز أسرار الخلاص، فالمذبح يشير إلى قبر المخلص، والصينية إلى مزود بيت لحم حيث وُلد يسوع، والخبز يُسمى حملاً (الحمل المذبوح الذى يرفع خطايا العالم)، واللفائف إلى الاقمطة التى لف بها الطفل المولود فى بيت لحم وكذلك الأكفان التى بها جسد يسوع، واللفافة الكبرى (الأبرسفارين) إلى الحجر الذى وضع فوق القبر وعليه لفافة صغيرة تذكرنا بالختم الذى خُتم به القبر.
ملابس الخدمة مأخوذة عن ملابس هارون رئيس كهنة العهد القديم وخاصة الطيلسانه التى تذكرنا بالعمامة التى وُضعت على رأسه وعليها إسم الرب، اما الشملة فتذكرنا بالبرقع الذى كان موسى يضعه على وجهه عندما يتجلى له الرب فى مجده.
للمذبح إحترام خاص، فتشير الترتيبات الطقسية أن يخلع كل الداخلين إليه أحذيتهم من أرجلهم إحتراماً وإكراماً وخشوعاً أمام حضور الله.
ليتروجية القداس
تنقسم ليتروجيه القداس الإلهى إلى قسمين: قداس الموعوظين ويتضمن القراءات والعظة وما يلحق بها من آلحان وصلوات تحضيرية ودورات بالبخور. ومن الرموز الخاصة بالبخور هو التطهر، فيستعد المؤمنون لسماع كلمة الله إلى جانب كونه يرمز إلى صلوات المؤمنين المرفوعة إلى الله كقول المزمور (مزمور 142: 2).
وضعت الكنيسة القبطية التقدمة فى بداية القداس بعد إختيار الحمل وطقوس الإستعداد، ويُختم هذا القسم الاول بتلاوة قانون الإيمان.
قداس القرابين:
ويبدأ بصلاة الصلح وتبادل القبلة الرسولية عملاً بقول المعلم الإلهى فى الإنجيل : “إذا ذهبت لتقديم قربانك وتذكرت ان لأخيك عليك شيئاً فدع قربانك فى الهيكل، وإذهب وصالح أخاك….”(متى 5: 23 – 24 ) ويلى ذلك الحوار الإفتتاحى كمقدمة الانافورا وهو حوار قديم معروف فى كافة الطقوس شرقاً وغرباً يدعو فيه المحتفل الحاضرين أن يرفعوا قلوبهم إلى فوق وأن يشكروا الرب وتبدا رواية التأسيس ومن بعدها صلاة إستدعاء الروح القدس التى تُتلى فى خشوع وسجود لكى يرسل الرب روحه فيقّدس القرابين ويُطهر المؤمنين لكى يقبلوا بإستحقاق. أما ذكر الأحياء وتذكار القديسين ثم ذكر الراقدين فهو أمر مشترك فى كل الليتورجيات وتُختم الانافورا (صلاة التقديس) بالذكصولوجية التى يوجد ما يقابلها فى كل الطقوس “كما كان هكذا يكون…” وهى تقابل كلمة “آمين” التى كان المؤمنون يتلونها فى القرون الأولى قبل تثبيت الانافورات ويشتركون بواستطها فى صلاة الافخارستية الإرتجالية التى كان المحتفل يتلوها.
طقس القسمة:
إذ يتلو الكاهن صلاة خاصة تتغير حسب المناسبات، تُقسم القربانية الواحدة التى تحولت إلى جسد السيد المسيح، لكى يشترك الجميع فى الخبز الواحد، فيصبحوا واحداً معه ومع بعضهم البعض.
تعرف الكنيسة القبطية شكلين للتناول الذى يتم دائماً بالجسد والدم، إما منفصلين أو بالغمس، وكلا الطريقتين قديمة مشهود لها فى الوثائق والمخطوطات القديمة… وبعد صلوات الشكر ووضع اليد (البركة) يصرف المحتفل المؤمنين برش الماء عليهم مذكراً إياهم بالمعمودية التى نالوها والتى ينبغى أن يحبوها. ثم توزع لقمة البركة على الحاضرين، ولهم أن يأخذوها معهم إلى منازلهم للمرضى والذين لم يتمكنوا من الحضور.
عرفت الكنيسة القبطية قديماً العديد من الانافورات من أقدمها انافورة (قداس) القديس سرابيون اسقف تمويس، ولكنها إندثرت مع مرور الزمن ماعدا ثلاثة منها تُستخدم حالياً وهى:-
- أنافورة القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيساريه التى حلت محل الانافورة القبطيّة الأصلية (انافورة القديس كيرلس) وتستخدم كثيراً بل غالباً على مدار السنة.
- أنافورة القديس غريغوريوس اللاهوتى وهى رائعة النصوص والألحان، حفظ إستخدامها للأعياد الكبرى.
- انافورة القديس كيرلس المنسوبة إلى القديس مرقس وهى كانت فى الأصل الانافورة الأكثر إستخداماً ولكنها أُهملت لزمن طويل بسبب صعوبة ألحانها، وفى السنوات الأخيرة كثر إستعمالها فى زمن الصوم.
ومن الملاحظ أن نصوص الصلوات تتضمن شواهد كتابية متعددة فالطبع الغالب عليها كتابى أكثر منه بشرى. وجدير بالذكر أن الكنيسة الأثيوبية الشقيقة مازالت تحتفظ بأربعة عشرة أنافورة كانت كلها مستخدمة فى الكنيسة القبطية.
خدمة سر الزواج
تتميز خدمة سر الزواج بطقوسها الطويلة وألحانها الخاصة، وبعد القسم التعليمى والقراءات تُرفع الصلوات من أجل العروسين وتبارك الأكاليل التى تُوضع على رأسيهما ويلى ذلك الوصية لكل منهما ثم صلاة البركة.
ويمكن أن نمَّيز عدة خدمات : خدمة الخطوبة أو الجبنيوت (من القبطيّة : ي أبانا الذى…) ثم خدمة عقد الأملاك فخدمة الاكليل. كما يوجد طقس خاص بزواج الأرمل وكانت هناك خدمة أخرى فى القرون الوسطى وهى تحليل العروس بعد أربعين يوماً وهى تقابل تحليل الأم بعد الولادة بأربعين يوماً – قبل عماد الطفل وهذان الطقسان لا يستعملان كثيراً الآن.
خدمة مسحة المرضى
إعتاد أبناء الكنيسة القبطيّة أن يكثروا من طلب صلاة القنديل ليس فقط فى حالات المرض، إنما أيضاً فى حالات الضيق والأزمات وفى مناسبات أخرى عديدة. وتُقام الصلاة فى المنازل ويبارك الزيت فى طقس الصلاة التى تتضمن قراءات وطلبات تُرفع إلى الرب مع البخور والإبتهالات ثم يدهن المريض وكل أهل البيت بالزيت.
وإعتادت كنيستنا أن تقيم هذا الطقس مرة فى السنة جماعياً لكل مؤمنيها قبل قداس يوم جمعة ختام الصوم الأربعينى، قبل أن يدخل المؤمنون فى إسبوع الآلام لكى تُهئ نفوسهم لخدمة الآلام مع المسيح وتقويهم على تحملها.
سُمى هذا الطقس بصلاة القنديل نظراً لإشتعال فتائل من القطن فى الزيت يكون عددها عادة سبعة، وتنصح الكنيسة يإشتراك عدد كبير من الكهنة معاً فى الصلاة، فصلاة الإيمان تُخلص المريض (يعقوب5 : 15)، ولكل فتيلة قراءة من الرسائل ونص من الإنجيل وطلبة خاصة.
سِر التوبة والمصالحة
مرَّ سِر التوبة بتاريخ طويل، لم يُدرس جيداً إلى الآن، نعرف منه أن الإعتراف قد أُهمل فترة طويلة فى الكنيسة القبطية، التى إكتفت بأن يعترف المؤمنون بخطاياهم سراً فى أثناء التبخير عند مرور الكاهن بالقرب منهم حاملاً المجمرة. ويشهد على هذا الطقس ما يسمى الآن بصلاة الرجعة التى يتلوها الكاهن أمام باب الحجاب إذ يقول “يا الله الذى قبل إليه إعتراف اللص على الصليب المكرّم، إقبل إليك إعترافات شعبك وأغفر لهم جميع خطاياهم من أجل إسمك القدوس الذى دُعى علينا، كرحمتك يا رب ولا كخطايانا”. والإكتفاء بالتحليل الذى يُقال فى القداس للجميع.
غير أن النهضة الراهنة إهتمت أيضاً بضرورة الإعتراف الدقيق أمام الكاهن وسماع إرشاداته، وليس فى الكنيسة القبطية مكان محدد لسماع الإعتراف (فغن كرسى الغعتراف تقليد غربى دخيل). إنما يتم الإعتراف عادة فى الكنيسة، وعادة امام أيقونة أو امام الحجاب.
سر الدرجة والرسامات المقدسة
طقس الرسامات قديم جداً، صلواته تشهد بذلك، ترفع فيها الإبتهالات إلى الله لكى يؤهل خادم السر (أعنى الاسقف) أن يقوم بخدمة هذا السر كما يليق، ثم الصلاة من أجل المتقدم ووضع اليد، فالتلبيس والوصية وصلاة الشكر إلى الله.
فى الكنيسة القبطية، توجد طقوس لرسامة الانا عنسطى (القارئ) والايبوذياكون (مساعد الشماس) والذياكون (الشماس) والكاهن والقمص والاسقف وكذلك رتبة تنصيب الأب البطريرك.
تتم جميع الرسامات – ماعدا رسامة الاسقف وتنصيب البطريرك – بعد صلاة الصلح وقبل تبادل قبلة السلام أما رسامة الاسقف وتنصيب البطريرك فتتمان بعد قراءة فصل الإبركسيس وقبل الإنجيل.
ثالثاً – تجنيز الموتى
تُصلى الكنيسة على الموتى صلاة خاصة ويرفع فيها البخور، إنما لا تُعرف عادة الجناز أثناء القداس الإلهى، يتألف طقس التجنيز من الصلوات الإفتتاحية الإعتيادية (الصلاة الربية – صلاة الشكر – المزمور الخمسين) ثم تُرتل قطع من المزامير تختلف فى كل حالة عن الأخرى (جناز الكبار – الأطفال – السيدات – الشمامسة – الكهنة …).
وبعد فصول القراءات والإنجيل تُتلى طلبة خاصة ثم قانون الغيمان والصلاة الختامية. ترُتل فى صلاة الجنانيز ألحان الحزن (اللحن الادريبى) فيما عدا أيام الآحاد والأعياد السيدية والخماسين ففى الآحاد يرتل اللحن السندى، وفى الأعياد السيدية اللحن الفرايحى وكذلك فى الخماسين.
فى إسبوع الالام لا تُقام جنانيز للراقدين، إذ تركز الكنيسة إنتباهها كله حول موت الملخص – فتقيم الجناز العام يوم أحد الشعانين لكافة المؤمنين المتوفين، وإذا رقد أحدهم تُقرأ عليه ساعة من ساعات البصخة بدون تبخير ويُدفن.
تعرف الكنيسة صلاة التذكارات فى اليوم الثالث والسابع والأربعين، ولا تختلف فى ترتيبها عن صلاة التجنيز، وإن كان معظم الكهنة يفضلون الآن إقامة القداسات بدلاً من قراءة فصول التذكارات، ويشركون الحاضرين فى الأسرار المقدسة التى فيها عزاء أكبر.
رابعاً: التماجيد
إعتاد المؤمنون أن يطلبوا من الرعاة إقامة التماجيد لتقديم الشكر للرب ولإكرام القديسين والشهداء بسبب حصلوا عليها، وتُرتل فيها ألحان الفرح وخاصة الألحان الشعانينية، وتقرأ سيرة القديس ويُرتل لحن التطقيس (خين افران …. اكسيوس).
خاتمة
فى عبارة وجيزة نقول أن الطقوس القبطية غنّية واسعة متنوعة النغمات والألحان، وهى مدرسة للصلاة والروحانّية والتعليم. وكل من شارك فيها بفهم وإدراك، فهى ترفعه إلى الفضيلة، وتجعله يتذوق سعادة لا توصف.