904views
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الرابع
بعض النصائح العمليّة
(32)التأقلم
عليك أن تتأقلم مع الناس ومع الأحوال.
عندما تتسلّم خدمةً أو عملاً، وعندما تحلّ مكان غيرك، لا تبدأ بأن تعمل ما تعتقد بأنه أفضل ممّا كان يتمّ، ولكن حاول أن تعمل بأفضل صورة ما هو قائم فعلاً.
درّب نفسك على التأقلم مع الواقع. وإذا لزم الأمر، غيّر قليلاً من عاداتك، وتنازل عن بعض ميولك ورغباتك المُفضلة.
البداية بالتأقلم مع ما هو قائم، هو أفضل وسيلة لتغييره إلى ما تُريده أن يكون، أمّا إذا بدأت بأن تغيّر الموجود، فستتصرّف دون أن تعرف الوضع فى واقعه الكامل، وستتعرّض لأخطاء تُلام عليها بشدّة، وتُبلبل الأوضاع، وتُثير الرفض والمقاومة، وبهذا تُضيّع فرصتك وتسير إلى الفشل.
أمّا إذا بدأت تتأقلم مع الوضع القائم، فستصبح، جزءاً منه، وإذا قبلته كما هو، ستعرفه على حقيقته. وتكسب الثقة والتقدير. وعندئذ سيكون الطريق مفتوحاً أمامك، لتعرض أفكارك الجديدة الجيّدة، فتحوز القبول هيّأت له النفوس، وشوّقتها إليه.
تجنّب بالأخصّ أن تنتقد سلفك، وتُعلن بسرعة عن تبديل الاوضاع السائدة. لا تَظهر بانك المثصلح الذى أتى لتقويم الأمور. فإنك بهذا نخلق جواً من المُعارضة الصامتة القوّية الضارّة بالنفوس. لا تقُل مثلاً: “سأغيّر كلّ شئ من أساسه”، أو: “كلّ شئ هنا يحتاج إلى البداية من الصِفر”.
إن كُنتَ شريكاً مع مسؤولين آخرين فى عملٍ واحد، فلا تُعطِ فرصة لأىّ خلاف بينكم. واحرص على وحدة الأفكار والقلوب.
فى الكنيسة الواحدة، كُن حريصاً على الوحدة بين الأنشطة المختلفة، بحيث لا يكون هناك تضاد أو صراع، بل أسرة واحدة متآلفة، وضَع لكلَّ طرفٍ ما يربطه بالآخرين كلّهم، وما هو مشترك بينهم، ثُمَّ اشرح الأهداف الخاصّة بكلّ نشاط، مع خلق التكامل والتعاون بين الأهداف كلّها. واغرس فى الجميع روح المحبّة، ليبحث كلّ واحد عن كلّ ما يجمع، ويبتعد عن كلّ ما يُفرّق.
القيادة الحقيقيّة تبدأ بقبول الوضع كما هو، ثُمَّ تسعى تدريجيّاً إلى أن تصل به إلى ما يلزم أن يكون عليه.
