stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال ‏(33) الطاعة‏

810views

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال

تأليف

الأب / جوستاف كورتوا

ترجمة

القمص / لويس نصرى

مراجعة

الأنبا / أنطونيوس نجيب

الأب / مجدى زكى إسطفانوس

القسم الرابع

بعض النصائح العمليّة

 

(33) الطاعة

     فليكن فيك روح الاحترام للرئاسة. كُن قدوة فى الاحترام والطاعة للرؤساء.

  • إلتزم التزاماً كاملاً بتوجيهات الكُرسى الرسولى، فهى ما يقوله الروح القدس للكنيسة فى الوقت الحاضر.
  • لا تنسَ أبداً العلامة المميّزة للكنيسة الكاثوليكيّة: الحِس والتناغم مع الكنيسة.
  • كُن دائماً على اتّصال بإرادة الأنشطة فى الأيبارشيّة. وإعطِ القدوة فى التمسّك بالتوجيهات الأيبارشيّة. وكما قال الآباء القدّيسون: “لاشئ بدون الأسقف”.
  • لا تتجاهل أوجه النشاط الأخرى. فكلّنا مرتبطون بعضنا ببعض. كلّ واحد يعمل فى موقعه، لكن الجميع يعملون للكنيسة الواحدة.
  • لا تعمل أبداً كوحدة منفردة. فلا أنت فارس مُنعزل، ولا أنت فى غابة تنفّذ أهدافك دون اعتبارٍ لغيرك.
  • لا تخلق عازلاً بين النشاط الذى تقوم به، أو المجموعة التى تتولاّها، وبين باقى الرعيّة. أن تقوم خير قيام بعملك فى كلّ موقع.
  • كُن قدوة بنوعٍ خاصّ فى التقوى العميقة والمحبّة الصادقة. وكُن مقتنعاً بمقدار الخير الروحى الذى تعمله، فى أسلوب استقبالك للناس، وخشوعك فى الصلاة، وفى القدّاس، وفى الاحتفال بباقى الأسرار والمراسيم الدينيّة والطقسيّة، وفى مواظبتك على زيارة المرضى والمتألّمين، وفى سخائك لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
  • أيّاً كانت مسؤوليّتك فى الخدمات والانشطة، فلا تنسَ أن الأب الراعى هو المسؤول الأوّل عن الرعية ومختلف الأنشطة فيها. فاحرص كلّ الحرص على عدم خلق رعيّة داخل الرعيّة. وكُن فى تفاهم مع الرعى. وإشركه فى مشاريعك وخططك. واطلب نصائحه وتوجيهاته.
  • لتضمن خيراً فعلياً. يجب احياناً أن تُضحّى بما تراه أفضل. فمن الأفضل مثلاً أن تُضحّى ببعض مشاريعك، فى سبيل حفظ التفاهم والوحدة مع الراعى والرئيس المسؤول. وثِق أن هذه التضحية لا يُمكن أن تَضيع سُدى وبلا فائدة.
  • الطاعة والتفاهم مع الرؤساء، لا يعنيان السلبيّة والاكتفاء بتنفيذ الأوامر، بل المشاركة الإيجابيّة الواعية، فى تفاهم وتعاون.
  • فى خدمة المسيح، يجب تقديس الطبيعة البشريّة كلّها، بما فيها من دوافع تلقائيّة، وفِكر، وروح عملّية، للمشاركة فى عمل المسيح، وبروح الطاعة. وعندئذ لا تؤدّى الطاعة إلى تجمّد أو إلغاء هذه المواهب، وإنما تُحييها بروحٍ جديدة وبنشاطٍ أكبر.
  • وبروح الطاعة يلزم تنوير الرؤساء، وإبداء وجهة النظر الخاصّة، وإن كانت مختلفة، بل والاحتجاج على ما قد يكون غير صائب. فهذه المشاركة الإيجابية، المتواضعة والصادقة، من إبداء الرأى، بل والمعارضة أحياناً، هى المعاونة التى يطلبها اللله منّا، وهى من مقوّمات روح الطاعة.
    هذه كلّها إذاً لا تتعارض مع الطاعة، ويمكن، بل يجب الإقدام عليها. وقد يتطلّب الحال الاعتراض بشدّة ضدّ أمرٍ ما. وإنما لا بدّ دائماً من أن يتمّ ذلك بروح الخضوع، وبهدوء، ومن أجل الرغبة الخالصة فى الوصول إلى معرفة إرادة الله، والعمل بها بأفضل وجه.
  • الطاعة الخاملة، الخالية من أىّ ردّ فعل، قد تكون علامة على الفتور فى خدمة الربّ. وقد تتطلّب الامانة ألاَّ يكون للرؤساء الكلمة قبل الأخيرة.
    ولكن الكلمة الأخيرة يجب أن تكون دائماً للطاعة، فالاساس الأوّل للطاعة هو الثقة فى المسيح الذى يحفظ كنيسته، وهذا الغيمان لا يمكن أن يخيب. فالطاعة أفضل فى جميع الأحوال، إلاَّ إذا تضمّن الأمر خطيئة.
  • ويجب الطاعة بصدق، وبدون تحفّظ خفىّ، وبدون تذمّر ولو باطنى. وكُن مُستريح البال، إن كُنت قُلت بصدق كلّ وجهة نظرك.
    ومتى تكلّم الله بواسطة الرؤساء، فله الكلمة الاخيرة.

من أطاع بقلبه وبعقله، فليكن واثقاً بأن الربّ قديرٌ وحكيم، ليجعل كلّ شئ يعمل لخيره الأكبر، ولخير مَن يقوم بخدمتهم: “الله يعمل كلّ شئ لخير الذين يحبّونه” (روم8 : 28).