stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال ‏(34) الشجاعة‏

875views

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة ‏
القمص / لويس نصرى
مراجعة ‏
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الرابع
بعض النصائح العمليّة

 

‏(34) الشجاعة‏

على المسؤول، ولا سيّما فى مجال التربية، ألاَّ ييأس أبداً. فالخير الحقيقى الذى نعمله ليس ‏دائماً ما نراه. ومَن يعمل الخير، لا يُمكنه أن يعرف كلّ ما يَنتج عنه من خيرٍ فعلىّ.‏
 كثيراً ما يحدث أن مَن نعتقد أننا أضعنا وقتنا معهم، يظلّون الأكثر أمانةً لتربيّتنا. وحتى إن ‏كان البعض يخيّبون أملنا، وينحرفون عن الطريق القويم، فمَن يدرى عمل الله فى المستقبل. ‏قد يتذكّرون هذه الكلمة أو تلك التى سمعوها منك، فتكون سبباً فى عودتهم إلى الله فى ‏اللّحظة الأخيرة.‏
 عن طريق التعامل اليومى البسيط، تتحقّق روابط مليئة بالنتائج غير المتوقّعة، فلا أحد ‏يعرف مدى ما يتركه عمله الصالح أو الردئ فى النفوس. وقد لا يُثمر حديثٌ طويل تعبنا فى ‏أعداده، بينما قد تترك ابتسامة، أو كلمة عابرة، أو لفتة بسيطة تأثيراً عميقاً يهزّ النفس ‏ويُغيّرها تماماً.‏
 اليأس هو خسران ما تبقّى فى النفس من شجاعة، بحجّة أن هذا المقدار لا يكفى، وهذا ‏بالطبع حلّ عقيم وخطير.‏
 إعرف مُقدَّماً أن أكبر الصعوبات سوف تأتيك من الذين كُنتَ تعتقد أنه يمكنك الاعتماد ‏عليهم. وهذا ما قاسى منه يسوع نفسه.
وليس التلميذ أفضل من معلّمه.‏
 كثيراً ما يتولّد الخير الاكبر من أسوأ الأحوال. فالثبات والأمانة والصبر فى مثل هذه ‏الأحوال، هى مصدر نعمة الانتصار، ومنطلق تكاتف القوى لتحقيق النصر الآتى.‏
 من الهزائم ما يُعتَبر نصراً.‏
 لا توجد هزيمة بلا علاج، لَمن يعرف أن يكتشف اسبابها، ليُزيلها ويتلافاها فى المستقبل.‏
 لا نستعجب أبداً من جحود الجميل عند البشر.” ربّيت بنيناً” (اش 1: 2).‏
 ليس لنا أن ننتظر مكافأةً أرضيّة. من الافضل لنا ألاَّ نكون مع مَن سيُقال عنهم: “هؤلاء ‏أخذوا أجرهم” (مت 6: 2، 5).‏
 لا يُريد الله أن يتمّ الخير بسهولة. هذا مبدأ لا استثناء فيه. فإن أردنا أن نعمل خيراً، من ‏الطبيعى أن نُلاقى المصاعب: “لا يتزعزع أدٌ منكم فى هذه الشدائد، فأنتم تعرفون أن هذا ‏نصيبنا” (1 تس3: 3).‏
 العمل المبنى على الصليب والالم، وبالأخصّ فى الأساس، هذا وحده يدوم.
‏ لم يُخلّص السيّد المسيح العالم إلاَّ من خلال أكبر فشلٍ ظاهر. يوم الجمعة العظيمة، عندما ‏ظهر أن كلّ شئ ضاع وانتهى، تمّ النصر. ‏
 من صفات الكنيسة أنها “دائمة البداية من جديد”. ونحن أبناء الكنيسة، وعلينا ألاَّ نملّ أو ‏نيأس. فما نعمله ونُجدّد عمله ليس عملنا نحن، بل عمل الله.‏
يا إلهى، علّمنى أن أضحّى بذاتى، دون أن أنتظر مكافأة من مخلوق، ولتكن مكافأتى الوحيدة راحة ‏ضميرى: أن أعرف أننى أعمل الخير، لأتمّم مشيئتك المقدّسة.‏