743views
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الرابع
بعض النصائح العمليّة
(36) التخلّى والرحيل
يوماً ما لا بدّ من الرحيل، لتترك أفضل ما عندك بين يدى غيرك. هذا هو طريق الرسول: “إن كانت الحَبّة من الحِنطة لا تقع فى الأرض وتموت؛ تبقى وحدها، وإذا ماتت أخرجت حَبّاً كثيراً” (يو12 :24)، “واحد يزرع وواحد يحصد” (يو 3: 37).
عليك واجبات نحو مَن يحلّ مكانك:
- أوّلاً، يجب أن تُساعده، بأن تُهيئ مجيئه، وأن تخلق له مُقدَّماً جوّاً من الترحيب اللّطيف، وأن تُطلعِه على كلّ ما يحتاج إلى معرفته. وتَذكُر كلّ ما قيل لك عندما استلمت أنت مسؤوليّتك الأولى، وكلّ ما ندمت فيما بعد على أنك لم تعرفه من قبل.
- وثانياً، لا تُعطّل عمله بأيّة صورة. فلا تُحاول أن تتدخّل فيما تكون تركته من عملٍ أو مجموعة، ولا تحتفظ بالسُلطة والتأثير عليهما، ولا تتعاطف مع مَن ينتقد أمامك المسؤول الجديد، ولا تؤيّده بأىّ شكل.
اختفِ فعلاَّ من العمل الذى لم تَعُد مسؤولاً عنه ولا مكلّفاً به. قُل مع المسيح: “من الخير لكم أن أذهب” (يو16: 7).
الآن يدعوك الربّ فى موضعٍ آخر. فلا تُحاول أن تعمل فى حقلٍ لم يَعُد لك. اتّجه بحريّة ورضى إلى النفوس التى تنتظرك فى الحقل الجديد المُسنَد إليك.
اختفِ بدون شوشرة أو صراع. سلّم السُلطة والمسؤوليّة لَمن يحلّ مكانك، وأنت تقول لنفسك: “إنما نحن عبيد بطّالون” (لو 17: 10). يجب أن يرحلوا بمجرّد إشارة من السيّد.
وفى انتظار ذلك اليوم، ابذل نفسك فى رسالتك وخدمتك، بحيث يقدر غيرك بعدك أن يُكملها على أحسن وجه. ولتكن أمنيتك الصادقة أن يعمل هؤلاء أفضل ممّا عملت أنت. فليس المهمّ أن أعمل ”أنا”، بل أن يتحقّق الخير، والخير الأعظم: “أن يتمّ التبشير بالمسيح فى كلّ حال” (فى 1: 18).
