وأنتم إن لم تتوبوا – الأب وليم سيدهم
هبت الحرب الهلية في بيروت وسقط آلاف الضحايا منهم أحباء ورفقاء كنت أداوم على الصلاة في كنيسة صغيرة تحت الأرض.
نصبت المدافع في قلب المكان الذى كنت أعيش فيه دفاعًا عما تبقى من سكان المنطقة ولم تكف القذائف عن القوط في حينّا، واستولى الخوف علينا ولم يعد بإمكاننا شراء الغذاء والدواء، القناصة في مقابلنا على الأسطح بعض الجنود النظاميين يحملون أسلحتهم، هذا شخص سقط برصاص القناصة على مسافة 10 أمتار منا.
ما العمل؟ أين أنت يارب ؟ بدأت خطايايا وضعفاتى تظهر على سطح ضميرى وكأنني إرتكبتها بالأمس وتسائلت هل تركنا الله؟ لماذا يرضى بما يحدث، وأين محبته التى وعدنى بها؟ تذكرت أهلي وأصدقائي تمنيت أن يكونوا بجانبي في هذه المحنة ولكن هيهات.
أقبل الجنود طالبين الإعتراف على خطاياهم. فمن يدرى؟ الموت على الأبواب، كانوا يحملون السلاح على ظهورهم “أنا أنفذ الأوامر ولن استطع أن أهرب من الميدان. وإن هربت فلن أجد عملًا يعنيني على المعيشة، إني أطلب الصفح عن خطاياي”
أنا كاهن وليس عندى حلًا إن طلبت منه أن يترك خدمته في الجيش فلن أستطيع أن أأمن له عملًا مناسبًا، ولكن العقيدة الإجتماعية للكنيسة وحقوق الإنسان تعترف بإمكانية أن يدافع الإنسان عن نفسه وإن استخدم العنف.
وهاك جندي آخر يريد الإعتراف وسط آتون الحرب، لقد فهمت أن من يده في النار ليس كمن يده في الماء فهؤلاء الجنود يدافعون عن آخر معاقل للمسيحيين في هذا البلد .. ما العمل؟
”كلنا ايدينا متسخة” هكذا قال جان بول سارتر ، نعم، كلنا خطأة ونستحق الموت والقتل ولكن أين الكنيسة والمسيح في ىتون هذه الحرب؟ لا يوجد أمامنا إلا أن نعترف بأننا ضعاف وخطأة مهما فعلنا وأننا لكى ندافع عن أنفسنا لابد من استخدام العنف ولكن ليس باسم المسيح بل باسمنا نحن.
لقد قدم المسيح نفسه للموت دون مقاومة، دون سلاح، فقد قال: “فكل من يأخذ بالسيف بالسيف يهلك” (متى 26:52)، وهذا الكلام يتحقق الآن. أنا لست المسيح، وبالتالي ليس في مقدورى أقدم نفسي طعامًا للأعداء.
ألم يولد المسيح من صلب داود الزانى ومن سلسلة من البشر منهم إمرأة داود بثشبع الزانية؟ نعم، لا أحاول أن أبرر الخطأ والخطيئة ولكن أعترف إنى خاطئ.
يارب لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي بل قل كلمة فتبرأ نفسي فإن لم تتوبوا تهلكون أنتم أيضًا، هدأت الحرب ووضعفت أوزارها وفقدت ثمانية من رفقائي قتلوا بدم بارد كل في موقعه غرفة النوم، عند الحلاق، أثناء سيره لإقامة القداس.. وهو يهم بسيارته لإقامة القداس.
جميعهم لم يحملوا سلاحًا ولكن حملهم إيمانهم إلا يخافوا ممن يقتل الجسد.