الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 17 فبراير/شباط 2019
السبت الخامس من زمن السنة
إنجيل القدّيس مرقس 10-1:8
في تِلكَ ٱلأَيّام، ٱحتَشَدَ جَمعٌ كَثير، وَلَم يَكُن عِندَهُم ما يَأكُلون، فَدَعا يَسوعُ تَلاميذَهُ، وَقالَ لَهُم:
«أُشفِقُ عَلى هَذا ٱلجَمع، فَإِنَّهُم مُنذُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ يُلازِمونَني، وَلَيسَ عِندَهُم ما يَأكُلون.
وَإِن صَرَفتُهُم إِلى بَيوتِهِم صائِمين، خارَت قِواهُم في ٱلطَّريق، وَمِنهُم مَن جاءَ مِن مَكانٍ بَعيد».
فَأَجابَهُ تَلاميذُهُ: «مِن أَينَ لِأَحَدٍ أَن يُشبِعَ هَؤُلاءِ مِنَ ٱلخُبزِ هَهُنا في ٱلبَرِّيَّة؟»
فَسَأَلَهُم: «كَم رَغيفًا عِندَكُم؟» قالوا: «سَبعَة».
فَأَمَرَ ٱلجَمعَ بِٱلقُعودِ عَلى ٱلأَرض، ثُمَّ أَخَذَ ٱلأَرغِفَةَ ٱلسَّبعَةَ وَشَكَرَ وَكَسَرَها، ثُمَّ جَعَلَ يُناوِلُ تَلاميذَهُ لِيُقَدِّموها، فَقَدَّموها لِلجَمع.
وَكانَ عِندَهُم بَعضُ سَمَكاتٍ صِغار، فَبارَكَها وَأَمَرَ بِتَقَديمِها أَيضًا.
فَأَكَلوا حَتّى شَبِعوا، وَرَفَعوا مِمّا فَضَلَ مِنَ ٱلكِسَرِ سَبعَ سِلال.
وَكانوا نَحوَ أَربَعَةِ آلاف، فَصَرَفَهُم.
وَرَكِبَ ٱلسَّفينَةَ عِندَئِذٍ مَعَ تَلاميذِهِ، وَجاءَ إِلى نَواحي دَلمانوتا.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس متّى
«فَأَكَلوا حَتّى شَبِعوا، وَرَفَعوا مِمّا فَضَلَ مِنَ ٱلكِسَرِ سَبعَ سِلال»
“مَن ذا الذي يُحَدِّثُ بِمَآثِرِ الربّ ويُسمعُ تَسبِحَته كلَها؟” (مز106[105]: 2). أيّ راع قدّم الطعام لخرافه من لحم جسده؟ ما تراني أقول؟ راعٍ؟ لا بل غالبًا ما توكل أمّهاتٌ أطفالهنّ لمربيّات منذ أولى ساعات ولادتهم. لكنّ الربّ يسوع المسيح رفض هذا الوضع لخرافه؛ فغذّانا هو بنفسه من دمه الثمين، فاتّحدنا به وأصبحنا جسدًا واحدًا.
يا إخوتي، لقد اتّخذ الرّب يسوع المسيح طبيعتنا الإنسانيّة. قد تقولون لي وما نفع ذلك؟ فهذا لا يعني كلّ البشر. اسمحوا لي يا إخوتي، فلهم جميعًا الفائدة الكبرى. فإن تجسّد واتّخذ طبيعتنا البشريّة، فذلك هو من أجل سلام كلّ الإنسانيّة. وإن أتى من أجلنا جميعًا، فلقد أتى أيضًا من أجل كلّ فردٍ بنوع خاص. ربّما تقولون: لمَاذا لمْ يحصل إذًا الجميع على الثمرة التي يجب أن ينالوها من ذلك المجيء؟ لا تتّهموا الربّ يسوع الذي اختار هذا الطريق ليلقي السلام بين البشر: فاللّوم يقع على مّن يرفض تلك النعمة. إذ إنّ الربّ يسوع المسيح يتّحد بكلّ أحبّائه عبر الإفخارستيّا؛ يخلقهم من جديد، يغذّيهم منه بالذات، ولا يدعهم بين أيدي الآخرين، ويكون بهذا قد أثبت لهم مجدّدًا أنّه اتّخذ فعلاً طبيعتنا.