تاملك 23-2-2019
مز57
اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ ارْحَمْنِي، لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ. 2أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ، إِلَى اللهِ الْمُحَامِي عَنِّي. 3يُرْسِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي. عَيَّرَ الَّذِي يَتَهَمَّمُنِي. سِلاَهْ. يُرْسِلُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ. 4نَفْسِي بَيْنَ الأَشْبَالِ. أَضْطَجعُ بَيْنَ الْمُتَّقِدِينَ بَنِي آدَمَ. أَسْنَانُهُمْ أَسِنَّةٌ وَسِهَامٌ، وَلِسَانُهُمْ سَيْفٌ مَاضٍ. 5ارْتَفِعِ اللَّهُمَّ عَلَى السَّمَاوَاتِ. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ مَجْدُكَ. 6هَيَّأُوا شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي. انْحَنَتْ نَفْسِي. حَفَرُوا قُدَّامِي حُفْرَةً. سَقَطُوا فِي وَسَطِهَا. سِلاَهْ.
7ثَابِتٌ قَلْبِي يَا اَللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ. 8اسْتَيْقِظْ يَا مَجْدِي! اسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ وَيَا عُودُ! أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا. 9أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ. أُرَنِّمُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ. 10لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ. 11ارْتَفِعِ اللَّهُمَّ عَلَى السَّمَاوَاتِ. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ مَجْدُكَ.
الكلمة
إنجيل القدّيس مرقس 13-2:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، مَضى يَسوعُ بِبُطرُسَ وَيَعقوبَ وَيوحَنّا. فَٱنفَرَدَ بِهِم وَحدَهُم عَلى جَبَلٍ عالٍ، وَتَجَلّى بِمَرَأى مِنهُم.
فَتَلَألَأَت ثِيابُهُ ناصِعَةَ ٱلبَياض، حَتّى لَيَعجِزَ أَيُّ قَصّارٍ في ٱلأَرضِ أَن يأَتِيَ بِمِثلِ بَياضِها.
وَتَراءى لَهُم إيلِيّا مَعَ موسى، وَكانا يُكَلِّمانِ يَسوع.
فَخاطَبَ بُطرُسُ يَسوع، وَقال: «رابّي، حَسَنٌ أَن نَكونَ هَهُنا. فَلَو نَصَبنا ثَلاثَ خِيَمٍ، واحِدَةً لَكَ، وَواحِدةً لِموسى، وَواحِدَةً لِإيلِيّا».
فَلم يَكُن يَدري ماذا يَقول، لِما ٱستَولى عَلَيهِم مِنَ ٱلخَوف.
وإِذا غَمامٌ قَد ظَلَّلَهُم، وَٱنطَلَقَ صَوتٌ مِنَ ٱلغَمام، يَقول: «هَذا هُوَ ٱبنِيَ ٱلحَبيب، فَلَهُ ٱسمَعوا».
فَأَجالوا ٱلطَّرفَ فَورًا في ما حَولَهُم، فَلَم يَرَوا مَعَهُم إِلّا يَسوعَ وَحدَهُ.
وَبَينَما هُم نازِلونَ مِنَ ٱلجَبَل، أَوصاهُم أَلّا يُخبِروا أَحَدًا بِما رَأَوا، إِلّا مَتى قامَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ مِن بَينِ ٱلأَموات.
فَحَفِظوا هَذا ٱلأَمر، وَأَخَذوا يَتَساءَلونَ ما مَعنى «القِيامَةِ مِن بَينِ ٱلأَموات».
وَسَأَلوه: «لِماذا يَقولُ ٱلكَتَبَةُ أَنَّهُ يَجِبُ أَن يأتي إيلِيّا أَوَّلًا؟»
فَقالَ لَهُم: «إِنَّ إيلِيّا يَأتي أَوَّلًا، وَيُصلِحُ كُلَّ شَيء. فَكَيفَ كُتِبَ في شَأنِ ٱبنِ ٱلإِنسان،ِ أَنَّهُ سَيُعاني آلامًا شَديدَةً وَيُزدَرى؟
عَلى أَنّي أَقولُ لَكُم إِنَّ إيلِيّا قَد أَتى، وَصَنَعوا بِهِ كُلَّ ما أَرادوا كَما كُتِبَ في شَأنِهِ».
تأمل
«هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا!»
اصطحب الرّب يسوع بطرس، يعقوب ويوحنّا إلى الجبل وأراهم، قبل قيامته، مجد ألوهيّته. هكذا، حين سيقوم من بين الأموات في مجد طبيعته الإلهيّة، سيعرفون أنّه لم يحصل على هذا المجد كمكافأة عن آلامه، وكأنّه بحاجة إلى ذلك، بل إنّه يملك هذا المجد منذ قرون، قرب الآب ومعه. هذا ما قاله عندما اقترب موعد آلامه: “فمَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم.” (يو17: 5). هذا هو مجد ألوهيّته، المخبّأ بغموض في إنسانيّته، الذي أراه لتلاميذه على الجبل. رأى هؤلاء شمسَين، واحدة متوهّجة في السماء كالعادة، وأخرى متوهّجة بطريقة غير طبيعيّة. واحدة تنير العالم من السماء، وأخرى تتلألأ لهم وحدهم، موجّهة وجهها صوبهم.
عندها، ظهر موسى … وشكراه على تحقيق أقوالهم وأقوال جميع الأنبياء، بمجيئه. سجدوا له للسلام الذي وضعه في مصلحة العالم أجمع ومن أجل إنجاز السرّ الذي تولّوا إعلانه. هكذا، امتلأ الرسل والأنبياء فرحًا على هذا الجبل. فرح الأنبياء برؤية إنسانيّته التي لم يستطيعوا رؤيتها من قبل؛ كما فرح الرسل برؤية مجد ألوهيّته الذي لم يكونوا فد عرفوه بعد، وبسماع صوت الآب يشهد لابنه. من خلال صوت الآب ومجد ألوهيّته الذي تلألأ من جسده، اكتشف الرسل سرّ تجسّد المسيح الذي كانوا يجهلونه حتى الآن.
كاتب من القرن السادس