تاملك 2-3-2019
مز64
1اِسْتَمِعْ يَا اَللهُ صَوْتِي فِي شَكْوَايَ. مِنْ خَوْفِ الْعَدُوِّ احْفَظْ حَيَاتِي. 2اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، مِنْ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ، 3الَّذِينَ صَقَلُوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالسَّيْفِ. فَوَّقُوا سَهْمَهُمْ كَلاَمًا مُرًّا، 4لِيَرْمُوا الْكَامِلَ فِي الْمُخْتَفَى بَغْتَةً. يَرْمُونَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ. 5يُشَدِّدُونَ أَنْفُسَهُمْ لأَمْرٍ رَدِيءٍ. يَتَحَادَثُونَ بِطَمْرِ فِخَاخٍ. قَالُوا: «مَنْ يَرَاهُمْ؟ ». 6يَخْتَرِعُونَ إِثْمًا، تَمَّمُوا اخْتِرَاعًا مُحْكَمًا. وَدَاخِلُ الإِنْسَانِ وَقَلْبُهُ عَمِيقٌ.
7فَيَرْمِيهِمِ اللهُ بِسَهْمٍ. بَغْتَةً كَانَتْ ضَرْبَتُهُمْ. 8وَيُوقِعُونَ أَلْسِنَتَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. يُنْغِضُ الرَّأْسَ كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. 9وَيَخْشَى كُلُّ إِنْسَانٍ، وَيُخْبِرُ بِفِعْلِ اللهِ، وَبِعَمَلِهِ يَفْطَنُونَ. 10يَفْرَحُ الصِّدِّيقُ بِالرَّبِّ وَيَحْتَمِي بِهِ، وَيَبْتَهِجُ كُلُّ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
الكلمة
يوحنا 10/1-16
قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق.
أَمَّا مَنْ يَدْخُلُ مِنَ البَابِ فَهُوَ رَاعِي الخِرَاف.
لَهُ يَفْتَحُ البَوَّاب، وَالخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ بِأَسْمَائِهَا ويُخْرِجُهَا.
وعِنْدَمَا يُخْرِجُ كُلَّ خِرَافِهِ، يَسيرُ قُدَّامَهَا، والخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ.
أَمَّا الغَرِيبُ فَلَنْ تَتْبَعَهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لا تَعْرِفُ صَوْتَ الغُرَبَاء».
قَالَ لَهُم يَسُوعُ هذَا المَثَل، فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا كَانَ يُكَلِّمُهُم بِهِ.
فَعَادَ يَسُوعُ يَقُول: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف.
جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف.
أَنَا هُوَ البَاب. فَمَنْ يَدْخُلْ مِنِّي يَخْلُصْ، يَدْخُلْ ويَخْرُجْ ويَجِدْ مَرعًى.
السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك. أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة.
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. والرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ الخِرَاف.
أَمَّا الأَجِير، وهُوَ لَيْسَ بِرَاعٍ، ولَيْسَتِ الخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً، ويَتْرُكُ الخِرَافَ ويَهْرُب، فيَخْطَفُهَا الذِّئْبُ ويُبَدِّدُهَا؛
لأَنَّ الأَجِيرَ أَجِير، ولا يُبَالِي بِٱلخِرَاف.
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. أَعْرِفُ خِرَافِي وخَرِافِي تَعْرِفُنِي،
كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وأَنَا أَعْرِفُ الآب، وأَبْذُلُ نَفْسِي عَنِ الخِرَاف.
ولِي خِرَافٌ أُخْرَى لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الحَظِيرَة، عَلَيَّ أَنْ آتِيَ بِهَا هِيَ أَيْضًا. وَسَتَسْمَعُ صَوتِي، فَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ ورَاعٍ وَاحِد
تأمل
هدف الراعي:
السَّارِقُ لا يأتي إِلاَّ لِيَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِك. أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم”. السارق يسعى الى التبديد والتدمير، وغرضه هو استغلال الآخرين، اما يسوع الراعي فقد جاء لكي “تكون لهم حياة ”. إنه يخلّص من الموت ومن كل ما من شأنه ان يُدمّر الانسان، “فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم “( 3/ 17). اذا نال التلميذ الخلاص، وجد الامان والحرية “تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم” (8/32). لذا يسوع يُعرّف نفسه ” بابُ الخِراف” ،أي “باب السماء” (تكوين 28/ 17) الباب المؤدي الى ملكوت الله ، باب دخول وخروج. الدخول الى الحضيرة والخروج الى المرعى، باب نحصل بتجسده على الدخول الى حضرة الآب واكتشاف المواهب السماوية والحصول عليها، وباب نخرج الى العالم من اجل الخدمة والحرية والحياة والوحدة