القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 14 مارس/أذار 2019
خميس الأسبوع الثاني من الصوم
تذكار أبينا البار بندكتوس
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 12-5:10
يا إِخوَة، إِنَّ أَكثَرَ ٱلآباءِ لَم يَرضَ ٱللهُ عَنهُم، إِذ قَد صُرِعوا في ٱلبَرِّيَّة.
وَإِنَّ هَذهِ قَد حَدَثَت رُموزًا لَنا، لِئَلاَّ نَشتَهِيَ ٱلشُّرورَ كَما ٱشتَهى أولَئِكَ.
فَلا تَصيروا عابِدي أَوثانٍ كَقَومٍ مِنهُم، كَما هُوَ مَكتوب: «جَلَسَ ٱلشَّعبُ يَأكُلونَ وَيَشرَبونَ ثُمَّ قاموا يَلعَبون».
وَلا نَزنِ كَما زَنى قَومٌ مِنهُم، فَسَقَطَ في يَومٍ واحِدٍ ثَلاثَةٌ وَعِشرونَ أَلفًا.
وَلا نُجَرِّبِ ٱلمَسيحَ كَما جَرَّبَ أَيضًا قَومٌ مِنهُم، فَأَهلَكَتهُمُ ٱلحَيّات.
وَلا تَتَذَمَّروا كَما تَذَمَّرَ أَيضًا قَومٌ مِنهُم، فَأَهلَكَهُمُ ٱلمُهلِك.
فَهَذهِ ٱلأُمورُ كُلُّها عَرَضَت لَهُم رُموزًا، وَكُتِبَت لِمَوعِظَتِنا نَحنُ ٱلَّذينَ ٱنتَهَت إِلَينا أَواخِرُ ٱلدُّهور.
وَهَكذا مَن ظَنَّ أَنَّهُ قائِمٌ، فَليَحذَر أَن يَسقُط!
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى .32-27:5
قالَ ٱلرَّبّ: «قَد سَمِعتُم أَنَّهُ قيلَ لِلأَقدَمين: لا تَزنِ.
أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ مَن نَظَرَ إِلى ٱمرَأَةٍ كَي يَشتَهِيَها، فَقَد زَنى بِها في قلبِه.
فَإِن شَكَّكَتكَ عَينُكَ ٱليُمنى، فَٱقلَعها وَأَلقِها عَنكَ. فَإِنَّهُ خَيرٌ لَكَ أَن يَهلِكَ أَحَدُ أَعضائِكَ وَلا يُلقى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.
وَإِن شَكَّكَتكَ يَدُكَ ٱليُمنى، فَٱقطَعها وَأَلقِها عَنكَ. فَإِنَّهُ خَيرٌ لَكَ أَن يَهلِكَ أَحَدُ أَعضائِكَ وَلا يُلقى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.
قَد قيل: مَن طَلَّقَ ٱمرَأَتَهُ، فَليَدفَع إِلَيها كِتابَ طَلاق.
أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: مَن طَلَّقَ ٱمرَأَتَهُ إِلاّ لِعِلَّةِ زِنى، فَإِنَّهُ يَجعَلُها زانِيَة. وَمِن تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً، فَإِنَّهُ يَزني».
شرح لإنجيل اليوم :
القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
حديث موجّه إلى شبيبة هولندا، 14 مايو/ ايار 1985
طلبات الرّب يسوع وفرح القلب
أعزّائي الشباب، لقد أعلمتموني أنّكم غالبًا ما تعتبرون الكنيسة كمؤسّسة يقتصر عملها فقط على إصدار القوانين والشرائع … وأنتم تستنتجون من ذلك أنّه يوجد فجوة بين الفرح المنبعث من كلام الرّب يسوع المسيح وبين مفهوم “الاضطهاد” الذي تخلقه فيكم صلابة مواقف الكنيسة… غير أنّ الإنجيل يُبدي لنا مسيحًا مُتطلّبًا جدًّا يدعو الى توبة القلب العميقة والى التجرّد عن خيرات الارض والى مغفرة الإهانات وحبّ العدّو والى قبول الإضطهادات بصبر، وحتى التضحية بحياتنا الخاصة حبًّا بالقريب. أما فيما يتعلق بالمجال الخاص بالأمور الجنسيّة، فإنّنا كلّنا نعلم الموقف الصَّلب الذي إتخذه الرّب يسوع دِفاعًا عن ديمومة الزواج وإدانته المعلنة حتى بما يتعلّق بالزنى البسيط المرتكب بالقلب. وهل بإستطاعتنا ألّا ننفعل أمام أمر “قَلع العين” أو “قطع اليد” إن كانت هذه الأعضاء سبب “شكّ”؟…
إنَّ الإباحة الخُلُقيّة لا تجعل الانسان سعيدًا. كما أن المجتمع الإستهلاكي لا يجلب الفرح الى القلوب. لا يستطيع الكائن البشري أن يحقّق بناء شخصيته إلّا بقدر ما يقبل من المتطلّبات التي تفرضها عليه كرامته كمخلوق “على صورة الله كمثاله” (راجع تك 1: 26). من أجل ذلك، فإنّ الكنيسة حين تقول في زمننا الحاضر أشياءًا لا تُرضي، تكون مضطرّة على ذلك. وهذا التصرّف يفرضه عليها واجب الأمانة…
إذًا هل يمكننا القول أنّ رسالةُ الإنجيل المُعلنة كرسالة فرح هي غير حقيقيّة؟ بالعكس، إنّها حتمًا رسالة فرح حقيقيّة! فكيف يكون ذلك ممكنًا؟ يوجد الجواب في كلمة، كلمة واحدة، كلمة مختصرة، لكنّ محتواها هو رحبٌ كالبحر. وهذه الكلمة هي: الحبّ. أنّ صرامة الوصيّة وفرح القلب يستطيعان أن يتوافقا بالتمام. مَن يحبّ لا يخشى التضحية. لا بل إنّه يرى في التضحية البرهان المقنع عن صِدق الحبّ.