ندوة بعنوان” دور الإعلام في بناء ثقافة السلام” بالمنيا- مصر والإعلامية ليا عادل مسؤولا اعلاميا للمركز الثقافي الكاثوليكي -مصر

المطران بطرس فهيم” قناة تيلي لوميار أنتجت الغرس الصالح في العمل الاعلامي وكم احوجنا الى هذا الاعلام”

(ليا عادل معماري، نورسات، المنيا، مصر)

برعاية راعي أبرشية المنيا للأقباط الكاثوليك المطران بطرس فهيم وحضوره، وبدعوة من مدير المركز الثقافي باسم مكرم، عقدت ندوة بعنوان” دور الاعلام في بناء ثقافة السلام” أدارتها الإعلامية ليا عادل بحضور نخبة من الاعلاميين والمثقفين والأدباء وكهنة.
وتأتي هذه الندوة لتضع الخطوط العريضة حول مسالة تعاطي الجسم الاعلامي مع قضايا الساعة والاوضاع الاجتماعية بطريقة سلامية بعيدا عن التضليل والتجريح والفتن.
استهلت الندوة بكلمة ألقاها مساعد رئيس مركز ومدينة المنيا محمد سعودي عسقلاني نوه فيها بمزايا الاعلامية ليا عادل وبرسالتها المهنية في الحقل الاعلامي حتى باتت إمرأة رائدة في الفكر والمعرفة ودحضت التحديات بمزيد من الثبات والعزيمة.
ومن ثم، تحدث المطران بطرس فهيم عن أهمية بناء السلام الداخلي في حياة كل واحد منا، هذا السلام الذي ترجمته الاعلامية ليا عادل طوال سنوات في قناة تيلي لوميار ونورسات ونقلت الحقيقة ببساطة وموضوعية وازدانت بالخلقية وبتحليها بالضمير الانساني.
وتابع، شرقنا يتعطش الى مثل هذا الاعلام وهذه الخلقية، شرقنا يجوع الى الكلمة السواء الحقة التي تجمع الكل تحت سقف الانسانية، وكم أحوجنا اليوم الى إعلام غير مأجور ومسير كي تتحقق عدالة السلام والانسانية.
كما نوه المطران بطرس بدور قناة تيلي لوميار ونورسات وتضحياتها الجسام في سبيل تقوية وتعزيز الروابط بين سائر الطوائف والديانات. شاكرا إياها على كل ما قامت به في محافظة المنيا من تغطية اعلامية لا سيما في المناطق المهمشة إعلاميا.
بعد ذلك، تحدثت الاعلامية ليا عادل بلغة ملؤها البساطة والتواضع عن تجربتها في العمل الاعلامي منذ ان كانت في عمر ١٧عاما وشغفها لهذا العمل رغم تخصصها في مجالي الحقوق والعلوم السياسية والادارية.
وقدمت شهادة حياة مؤثرة عن عملها في الميادين الساخنة وتغطيتها لكل الاماكن التي كانت بيد الارهاب سواء في سورية او في العراق.
كما تطرقت الاعلامية ليا عادل الى مفهوم السلام وكيفية تطبيقه في المجتمعات والدول قائلة:” إذا اردنا أن نصنع ثقافة السلام علينا أن نبدأ من ذاتنا من بيئتنا، مجتمعنا كي نصل الى تحقيق السلام العالمي، ولكن هذا الامر لا يتحقق الا بعد تضحيات كبيرة يخطها الاعلامي برسالته وقلمه المفعمين بالمناقبية والشفافية وبتجرده عن الأنا في ممارسة عمله وابتعاده عن المحسوبيات التي قد تدخله في زواريب تخرجه عن النطاق الاعلامي.
وفي ما يتعلق بالمنطقة، أسفت الاعلامية ليا عادل لما يشهده عالمنا من تطور في مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تؤثر في كثير من الاحيان سلبا على مجتمعاتنا بسبب عرض اخبار وصور ومشاهد قد تمس الانسانية. ومن هنا نسأل اين هي الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أين هي السياسات الاعلامية التي تغذي الانسان بثقافة الفكر والعيش بسلام بعيدا عن نشر الفتن والاساءة الى الانسانية؟ ومن هنا علينا ان نواجه هذه الغمامة السوداء بإيمان وعدم خوف والاحتكام الى العقل وعدم الانصياع والاكتراث لما نراه او نشاهده لانه في كثير من الأحيان تقودنا تلك المشهدية الى الهلاك.
وتابعت، علينا أن نكثف من ورشات العمل الثقافية واعداد دورات توعوية لنشر الوعي في أذهان الكثيرين كي نعيش في مجتمع مسالم وفق قواعد سلامية متينة.”.
بعد ذلك، استعرضت الاعلامية ليا عادل مهمتها الاعلامية التي قامت بها في نينوى والموصل وما رصدته من مشاهد أليمة بعدسة المصور شربل بسطوري وما نتج عن هذه المهمة من اعداد كتاب بعنوان” تراب الغربة” الذي لاقى ترحيبا محليا وشرق أوسطيا وعالميا.
وتخللت الندوة مناقشة ملؤها الحماس بين الاعلامية ليا عادل والحضور حول العديد من القضايا الساخنة التي تشغل بال الشبان والشابات لا سيما تلك المتعلقة بالقضايا الانسانية والفقر والعوز وكيفية إيجاد الحلول والمشاكل.
وفي ختام الندوة، شكر المطران بطرس الاعلامية ليا عادل على محبتها للشعب المصري وللكنيسة القبطية الكاثوليكية مقدما لها شهادة انتساب وتعيين كمسؤولة اعلامية عن المركز الثقافي الكاثوليكي بالمنيا كأول اعلامية تعطى لها هذه المسؤولية.
كما قدم لها شهادة ودرعا تقديرية.
اكثر من ذلك، قدم المطران بطرس شهادة تقدير للمصور شربل بسطوري على عطاءاته وتفانيه في عمله الاعلامي.
أما كلمة مسك الختام فكانت لرئيس المركز باسم مكرم الذي رحب بتعيين الاعلامية ليا عادل مسؤولة اعلامية لما يعطي ذلك للمركز من قيمة اعلامية كبيرة تدفع به الى الأمام من اجل اعلاء صوت الحق والانسانية.
وردت الاعلامية ليا بكلمة جوابية نوهت فيها بدور رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور عبد الفتاح السيسي وانفتاحه ومسيرته الراقية وشعب مصر الطيب، مشيدة بوثيقة الاخوة الانسانية التي تم توقيعها في دولة الامارات العربية المتحدة بين أهم مرجعين دينيين في العالم البابا فرنسيس والشيخ الأزهر الشريف متمنية ان يصار الى تعميمها وتدريسها في المعاهد والمدارس ونشرها في سائر الدول العربية”.
وفي الختام جرى تبادل للصور التذكارية ووقعت الاعلامية ليا عادل كتابها تراب الغربة وسط محبة وحفاوة كبيرتين.