يونان في حريصا إحياءً لعيد شفيع الكنيسة السّريانيّة مار أفرام السّريانيّ
الأحد 17 مارس – أذار 2019 – المصدر: نورنيوز
إحتفالًا بعيد القدّيس أفرام السّريانيّ، ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ، البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان، أمس السّبت القدّاس الإلهيّ في كنيسة الدّير الأمّ لجمعيّة الرّاهبات الأفراميّات، بنات أمّ الرحمة، في حريصا.وقد شارك في القدّاس لفيف من المطارنة والآباء الخوارنة والكهنة والرّهبان الأفراميّون والرّاهبات الأفراميّات والشّمامسة الإكليريكيّون طلاب إكليريكيّة دير الشّرفة. وفي عظته بعد الإنجيل، تحدّث يونان عن سيرة مار أفرام شفيع الكنيسة السّريانيّة وملفان الكنيسة الجامعة، فقال بحسب “إعلام البطريركيّة”:
“عيد مار أفرام السّريانيّ يدعونا لنعتزّ بهذا الملفان الوديع والمتواضع الذي رفعه ربّنا إلى درجة الملفنة في الكنيسة الجامعة، وفي العام القادم 2020 سنقيم ذكرى المئويّة لإعلانه ملفانًا، برسالة خاصّة من البابا بنديكتوس الخامس عشر في تشرين الأوّل عام 1920.
وإنّ هذه المناسبة تملأ قلوبنا فرحًا، لأنّنا نفتخر بهذا القدّيس العظيم الذي سُمِّي بقيثارة وكنّارة الرّوح القدس وشمس السّريان. هذا الشمّاس، الذي بالرّغم من أنّه أعطانا الكثير من ينبوع إيمانه وتأمّلاته في الكتاب المقدّس وأسرار الخلاص، كان أيضًا مشهورًا ببذل الذّات والتّفاني في المجتمع الذي عاش فيه، وقد عانى الهجرة من مدينته نصيبين إلى مدينة الرّها.
ومن الضّروري أن نجدّد دائمًا إيماننا بالمخلّص الذي افتدى البشريّة بعد سقطة الإنسان الأوّل آدم. وأحثّ الجميع على ضرورة التّقرّب من الله والعيش معه عبر الصّلاة بلا انقطاع، مثل الأرملة المسكينة التي يتحدّث عنها الرّبّ يسوع، والتي لم يكن لديها أيّ دفاع أو أشخاص يطالبون بحقّها، إلاٍ أنّها راحت تترجّى قاضي الظّلم الذي لم يكن يخاف من الله ولا يستحي من إنسان؛ فاستطاعت بإلحاحها وبالصّبر أن تجعل هذا القاضي يرقّ قلبه لها، مذكّرًا بوصيّة مار أفرام الأخيرة التي يطلب فيها من تلاميذه أن يكونوا أمناء على الصّلاة.
كما أدعو الجميع إلى المواظبة على الصّلاة، لأنّ الصّلاة مهمّة جدًّا بالنسبة لنا ككنيسة شرقيّة معرّضة للكثير من المعاناة ومن التّجارب الصّعبة، إن كان في الشّرق، في لبنان والعراق وسوريا ومصر والأردن والأراضي المقدّسة، وإن كان في كنيسة الانتشار حيث تبدّد أولادنا وجماعاتنا الكنسيّة، بما فيهم أيضًا الكهنة، وهم يسعون كي يحافظوا على إيمانهم لأنّهم أُرغِموا على ترك أرض أجدادهم، خاصةً في العراق وفي سوريا، كما حدث منذ مئة عام في تركيا.
لذا، من الضّروري أيضًا الصّلاة من أجل الدّعوات الكهنوتيّة والرّهبانيّة في الكنيسة، لاسيّما من أجل الرّهبانيّة الأفراميّة، إن كانت رجاليّة وإن كانت نسائيّة، وأهمّية تعزيز الصّداقة بيننا وبين الله. وهناك الكثير من التّجارب التي تأتينا من عالم اليوم، وليس أقلّها وسائل التّواصل الاجتماعيّ التي تجعلنا نتناسى دعوتنا ونفكّر أنّ هذا العالم يستطيع أن يعطينا السّعادة، بينما نعرف أنّ السّعادة لا تأتي من هذا العالم، وإنّما من الرّبّ يسوع.
وأُشجّعكن على أن تعيشوا دعوتكم بالاتّكال الكلّيّ على الله والاتّحاد به والتخلّي عن كلّ شيء في سبيله، مع ملء الثّقة والقناعة أنّ الذي يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يستحقّ الرّبّ.
وختامًا أتضرّع إلى الله كي يبارك كنيسته، إكليروسًا ومؤمنين، حتّى تكمل مشيئة الله فينا، ونكون الشّهود لمحبّة الله فينا وفي كنيستنا ومجتمعاتنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء أمّ الرّحمة، ومار أفرام الملفان، وجميع القدّيسين والشّهداء.”