”أقوم وأمضي إلى أبي” – القدّيس يعقوب السروجيّ
القدّيس يعقوب السروجيّ (حوالى 449 – 521)، راهب وأسقف سريانيّ
قصيدة
”أقوم وأمضي إلى أبي”
سأعود إلى منزل أبي مثل الإبن الشاطر، وسَأُستَقبَل. كما فعل، كذلك سأفعل: ألن يلبّي طلبي؟ ها أنا أقرع على بابك، أيّها الآب الرحوم؛ افتح لي كي أدخل خشية من أن أتوه وأبتعد وأهلك! أنت جعلتني وريثًا لك، وأنا تركت ميراثي وبدّدت ثرواتي؛ عاملني منذ الآن كأجير وكخادم.
كما فعلت مع العشاّر، أشفق عليّ فأعيش بنعمتك! كما فعلت مع الزانية، أغفر لي خطاياي، يا ابن الله. كما فعلت مع بطرس، انتشلني أيضًا من وسط الأمواج. كما فعلت مع اللص، أشفق على قذارتي واذكرني! كما فعلت مع الخروف الضائع، إبحث عنّي يا ربّي، وستجدني؛ وعلى كتفيك، احملني إلى منزل أبيك، يا ربّي.
كما فعلت مع الأعمى، افتح لي عينيّ كي أرى نورك! كما فعلت مع الأصمّ، افتح لي أذنيّ كي أسمع صوتك. كما فعلت مع المخلّع، إشفِ إعاقتي كي أسبّح اسمك. كما فعلت مع الأبرص، بالزوفى طهّرني من خطيئتي (مز51: 9). كما فعلت مع الطفلة ابنة يائيرس، أحيِني يا ربّنا. كما فعلت مع حماة بطرس، إشفِني لأنّني مريض. كما فعلت مع الطفل ابن الأرملة، إجعلني أقف على قدميّ. كما فعلت مع ليعازر، نادني بصوتك وفكّ أكفاني. لأنّني متّ من الخطيئة، كما من المرض؛ أقِمني من خرابي كي أمجّد اسمك! أرجوك يا سيّد الأرض والسماء، تعالَ لمساعدتي ودلّني على طريقك كي أذهب إليك. خذني إليك، يا ابن الكلّي الرحمة، وأفِض برحمتك. سأذهب إليك حيث سأرتوي من السعادة