القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 28 مارس/أذار 2019
خميس الأسبوع الرابع من الصوم
تذكار أبينا البارّ استفانوس الصانع العجائب
تذكار أبينا البارّ ايلاريون الحديث
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 2-1:6.26-22:5
يا إِخوَة، ثَمَرُ ٱلرّوحِ هُوَ ٱلمَحَبَّةُ وَٱلفَرَحُ وٱلسَّلامُ، وَطولُ ٱلأَناةِ وَٱللُّطفُ وَٱلصَّلاحُ، وَٱلإيمانُ
وَٱلوَداعَةُ وَٱلعَفافُ، وَأَمثالُ هَذهِ لَيسَ ضِدَّها ناموس.
وَٱلَّذينَ هُم لِلمَسيحِ صَلَبوا ٱلجَسَدَ مَعَ ٱلأَهواءِ وٱلشَّهَوات.
إِن كُنّا نَحيا بِٱلرّوحِ، فَلنَسلُك أَيضًا بِٱلرّوح.
وَلا نَكُن ذَوي عُجبٍ، وَلا نُغاضِب، ولا نَحسُد بَعضُنا بَعضًا.
إِحمِلوا بَعضُكُم أَثقالَ بَعضٍ، وَهَكَذا أَتِمّوا ناموسَ ٱلمَسيح.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى .9:13.30-14:25
قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «وَذَلِكَ كَرَجُلٍ مُسافِرٍ دَعا عَبيدَهُ وَسَلَّمَ إِلَيهِم أَموالَهُ.
فَأَعطى واحِدًا خَمسَ وَزَناتٍ وَآخَرَ وَزنَتَينِ وَآخَرَ وَزنَةً، كُلَّ واحِدٍ عَلى قَدرِ طاقَتِهِ. وَسافرَ في ٱلحال.
فَذَهَبَ ٱلَّذي أَخَذَ ٱلخَمسَ ٱلوَزَناتِ وَتاجَرَ بِها، فَرَبِحَ خَمسَ وَزناتٍ أُخَر.
وَكَذَلِكَ ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَتَينِ، رَبِحَ هُوَ أَيضًا وَزنَتَينِ أُخرَيَين.
وَأَمّا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَةَ ٱلواحِدَةَ، فَذَهَبَ وَحَفَرَ في ٱلأَرضِ وَدَفَنَ فِضَّةَ سَيِّدِهِ.
وَبَعدَ زَمانٍ طَويلٍ قَدِمَ سَيِّدُ أولَئِكَ ٱلعَبيدِ وَحاسَبَهُم.
فَدَنا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلخَمسَ ٱلوَزَناتِ، وَأَدّى خَمسَ وَزَناتٍ أُخَرَ قائِلاً: يا سَيِّدُ، خَمسَ وَزَناتٍ سَلَّمتَ إِلَيَّ، وَهَذِهِ خَمسُ وَزَناتٍ أُخَرَ قَد رَبِحتُها عَلاوَةً عَلَيها.
فَقالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمّا أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلصّالِحُ ٱلأَمين! كُنتَ أَمينًا في ٱلقَليلِ فَسَأُقيمُكَ عَلى ٱلكَثير. أُدخُل إِلى فَرَحِ سَيِّدِك.
وَدَنا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَتَينِ فَقال: يا سَيِّدُ، وَزنَتَينِ سَلَّمتَ إِلَيَّ، وَهاتانِ وَزنَتانِ أُخرَيانِ قَد رَبِحتُهُما عَلاوَةً عَلَيهِما.
فَقالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمّا أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلصّالحُ ٱلأَمين! كُنتَ أَمينًا في ٱلقَليلِ فَسَأُقيمُكَ عَلى ٱلكَثير. أُدخُل إِلى فَرَحِ سَيِّدِك.
وَدَنا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَةَ وَقال: يا سَيِّدُ، عَلِمتُ أَنَّكَ إِنسانٌ قاسٍ، تَحصُدُ حَيثُ لَم تَزرَع وَتَجمَعُ مِن حَيثُ لَم تَبذُر.
فَخِفتُ وَذَهَبتُ فَدَفَنتُ وَزنَتَكَ في ٱلأَرض. فَهُوَذا ما لَكَ عِندَكَ.
فَأَجابَ سَيِّدُهُ وَقالَ لَهُ: أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلشِّرّيرُ ٱلكَسلان! قَد عَلِمتَ أَنَّني أَحصُدُ حَيثُ لَم أَزرَع وَأَجمَعُ مِن حَيثُ لَم أَبذُر،
فَكانَ يَنبَغي أَن تُسَلِّمَ فِضَّتي إِلى ٱلصَّيارِفَةِ، وَمَتى قَدِمتُ أَنا أَستَرِدُّ مالي مَعَ رِبًى.
فَخُذوا مِنهُ ٱلوَزنَةَ، وَأَعطوها لِلَّذي مَعَهُ ٱلعَشرُ ٱلوَزَنات.
لِأَنَّ كُلَّ مَن لَهُ يُعطى فَيَزدادُ، وَمَن لَيسَ لَهُ فَحَتّى ما هُوَ لَهُ يُنـزَعُ مِنهُ.
وَٱلعَبدَ ٱلبَطّالَ أَلقوهُ في ٱلظُّلمَةِ ٱلخارِجِيَّة. هُناكَ يَكونُ ٱلبُكاءُ وَصَريفُ ٱلأَسنان».
مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!»
شرح لإنجيل اليوم :
تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة
«أرادَ رَجل السَّفَر، فدعا خَدَمَه وسَلَّمَ إِلَيهِم أَموالَه»
إنّ هذا الرجل هو بالتأكيد المسيح. بعد قيامته، فيما كان على وشك الصعود منتصرًا نحو الآب، دعا الرسل وسلّمهم عقيدة الإنجيل، فأعطى أحدهم أكثر وأحدهم أقلّ، لا كثيرًا ولا قليلاً، لكن وفقًا لقدرات أولئك الذين كانوا يتلقّونها. بالطريقة نفسها، قال الرسول بولس إنّه غذّى باللبن الحليب مَن كانوا لا يطيقون الطعام (راجع 1قور3: 2)…
خمس وزنات، وزنتان، وزنة: فلنفهم أنّها إمّا النِّعَم المختلفة التي منحها الله لكلّ إنسان، وإمّا الحواس الخمس للأوّل، وذكاء الإيمان والأعمال للثاني، والعقل الذي يميّزنا عن باقي المخلوقات للثالث. «فأَسرَعَ الَّذي أَخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ إِلى المُتاجَرَةِ بِها فَربِحَ خَمسَ وَزَناتٍ غَيرَها»، أي انطلاقًا من الحواس الجسديّة والماديّة التي تلقّاها، أضاف معرفة الأمور السماويّة؛ ارتفع ذكاؤه من المخلوقات إلى الخالق، من الجسديّ إلى غير الجسديّ، من المرئيّ إلى المخفيّ، من العابر إلى الأبديّ. «وكذلِكَ الَّذي أَخَذَ الوَزْنَتَيْن فرَبِحَ وَزْنَتَينِ غَيرَهُما». هذا أيضًا على قدر قدراته، ضاعف في مدرسة الإنجيل ما تعلّمه في مدرسة الإيمان. أو يمكننا القول إنّه فهم أنّ ذكاء الإيمان وأعمال الحياة الحاليّة يؤدّي إلى السعادة الآتية.
«وأَمَّا الَّذي أَخذَ الوَزْنَةَ الواحِدة، فإِنَّه ذهَبَ وحفَرَ حُفرَةً في الأَرض ودَفَنَ مالَ سيِّدِه». إذ سحرت الخادم الشرير أعمال هذه الدنيا وملذّات هذا العالم، أهمل وصايا الله. لكن بحسب إنجيليّ آخر، نلاحظ أنّه لفّ الوزنة في قطعة قماش: نفهم بذلك أنّه نزع الحيويّة عن تعليم سيّده عبر عيش حياة الرخاء والملذّات…
رحّب السيّد بالخادمين الأوّلين بالثناء نفسه؛ من كانت له الوزنات الخمس بات يملك عشر وزنات ومن كانت له الوزنتان بات يملك أربع وزنات. وقال: أدخل فرح سيّدك واحصل على «ما لم تَرَهُ عَيْنٌ ولا سَمِعَت بِه أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر» (1قور: 9). أي مكافأة أكبر قد يقدّمها أحد لخادم أمين؟