«الجيزويت».. 140 عاما من التربية والتعليم والمسئولية
كتبت : نيرمين قطب
«سنكون في شدة السعادة يوم نستطيع أن نعطي هذا البلد جيلا من الرجال ذوى الشخصية والخلق والقلوب المتفانية في خدمته وجماعة من الشبان سوف يعرفون كيف يكرسون عقولهم وتعليمهم وسواعدهم في خدمة الوطن».
منذ 140 عاما ألقى أنطوان فوجول رئيس الآباء اليسوعيين في مصر هذه الكلمات وبالتحديد عام 1879، حينما تم الإعلان عن وضع حجر الأساس لواحدة من أقدم المدارس في مصر، وهي مدرسة العائلة المقدسة «الجيزويت»، التي تعد واحدة من المدارس التاريخية في مصر، التي أنشئت في القرن التاسع عشر، ومنها المدرسة الخديوية العسكرية، ومدرسة السنية للبنات.
فمنذ قدوم ثلاثة من الآباء اليسوعيين من لبنان إلى مصر عام 1879 واستقبال الخديوى توفيق لهم، بدأت مسيرة الجيزويت في مصر حاملة نهجاً تربوياً ينتشر داخل أكثر من 500 مدرسة على مستوى العالم.
وبدأت المدرسة في فيلا صغيرة بحي الموسكي تسمى فيلا «بغوص»، وداخل غرفتين تم إنشاء أول فصل ضم 16 تلميذاً، وسريعا زاد الإقبال على المدرسة، فحصلوا علي قطعة ارض علي مشارف القاهرة في ذلك الوقت وسط الحقول الزراعية بحي الفجالة، وتم افتتاح المدرسة عام 1889.
في ذلك الوقت كانت المدرسة على أطراف القاهرة كما توضح الصور التاريخية، حيث كانت أبواب المدرسة تطل علي ترعة الإسماعيلية شارع رمسيس حاليا!.
تخرج فى المدرسة الكثير من الوزراء والعلماء والفنانين منهم وزير التجارة والصناعة السابق منير فخري عبدالنور، ود.زياد بهاء الدين وزير الاستثمار السابق، والسفير حمدي لوزة نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، وإيهاب بدوي سفير مصر في فرنسا، وسفير مصر في لبنان نزيه النجاري، والجراح رفعت رفعت كامل، ود.عبدالله حسونة، وأيضا الأديب الفرنسي المصري الأصل روبير سوليه، والفنان جيلبرت سينويه، والفنان هشام سليم، ومحمد ورامي عادل إمام، وأيضا حفيد الرئيس جمال عبدالناصر ــ ناصر عبدالحكيم عبدالناصر، وأحفاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وغيرهم، ووفقا للأب نادر ميشيل اليسوعي مدير مدرسة العائلة المقدسة، فإن تكوين شخصية الطالب واحترام تفكيره والتربية على العمل الجماعي والمشاريع المشتركة والمسئولية الاجتماعية، هي المحاور الأساسية التي تهتم بها المدرسة، فمنذ السنوات الأولى للطلاب بالمدرسة يشارك الأطفال في زيارة دور المكفوفين وكبار السن.
ويضيف قائلا: «تقدم المدرسة رسالة تقوم على حبين، حب مصر وحب شبابها، فنحن نرغب في الخير لمصر، فنكد ونجتهد في تكوين أبنائها، وقد جمعنا العام الماضي نحو 33 ألف جنيه لصالح مستشفي سرطان الأطفال، وجمع طلاب الإعدادي تبرعات لمستشفي الخانكة، من وجبات وملابس وبطاطين، كما تم جمع مبلغ 300 ألف جنيه حصيلة ثلاثة مهرجانات سنوية لشراء جهاز تنفس صناعي لمستشفي أبو الريش للأطفال، وساهم طلاب الثانوي في تجهيز غرفة عناية مركزة بمستشفي الدكتور مجدي يعقوب بأسوان، وأيضا في المساهمة بأثاث لمدارس في النوبة».
نقلا عن الموقع الرسمى لجريدة الأهرام