كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الخامسة ” اللقاء الثالث “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الخامسة
الطقس القبطى
اللقاء الثالث
العقيدة والطقس
- إلى خادم الكلمة:
يحدث فى كثيرٍ من الأحيان خلطٌ ما بين العقيدة والطقس، ونحن هنا نسعى إلى المساعدة فى التمييز بينهما، لأن هذا يساعدنا على فهم أمورٍ كثيرة فى إيماننا المسيحى فهماً صحيحاً.
العقيدة: وجمعها عقائد، وهى ما عقد عليه القلب والضمير، وهى ما آمن به الإنسان إيماناً راسخاً. وفى المسيحيّة يضمّ قانون الإيمان معظم العقائد التى يجب على المسيحى أن يؤمن بها، بالإضافة إلى النصوص التعليمية الصادرة من السلطة الكنسيّة، بخصوص الأسرار والسلوك….. إلى آخره.
الطقس: هو الطريقة والنظام والترتيب الذى تقام به العبادة. والطقس يتأثر باللغة والثقافة والتقاليد السائدة فى حياة مجتمع ما، وهو التعبير عن العقيدة ولكن طبقاً لثقافة شعبٍ ما فى زمنٍ معيّن.
ومما لا شكّ فيه أن العقيدة تؤثّر على الطقس، وبالتالى هناك تداخل بين الإثنين، ولكن هذا لا يمنع من التمييز بينهما حتّى تستقيم الأمور.
على سبيل المثال: استخدام الألوان فى الطقس القبطى له أصول، فنحن نؤمن أن المسيح قام من بين الأموات، وانتصر على الموت، لذلك اللّون السائد فى احتفالات القيامة هو اللون الأبيض الذى يشير إلى الانتصار، فهنا نرى تأثير العقيدة (الإيمان بقيامة المسيح) على الطقس (استعمال اللون الأبيض للدلالة على النصر).
ولا بدّ أن ننتبه إلى حقيقةٍ أخرى وهى أن العقيدة ثابتة ولا تتغيير بسبب المكان أو الزمان، ولكن يمكن شرحها وتوضيحها بأساليب مختلفة، حسب المكان والزمان، أمّا الطقس فهو مرتبط بالمكان والزمان، ويمكن للسُلطة الكنسيّة أن تقوم بتعديله ليكون مناسباً لحياة المؤمنين، ولكن بشروطٍ دقيقة وصارمة سنتعرض لها فى لقاء آخر.
وفى الكنيسة الكاثوليكية (=الجامعة) نجد شعوباً عديدة، هذه الشعوب لها عقيدة واحدة (الإيمان الكاثوليكى)، ورئاسة واحدة (الحبر الأعظم)، ولكن لديها طقوساً مختلفة لاختلاف شعوب المؤمنين: نجد الطقس القبطى، والسريانى، والأرمنى، واللاّتينى، والبيزنطى…إلخ، وهذا الاختلاف بين الطقوس لا يهدّد وحدة العقيدة، بل على العكس نجد من دواعى قوّة الإيمانوجمال التعبير عنه، وحيويّة الكنيسة، فى وجود طقوس مختلفة داخلها. إن التنوع غنى وقوّة ولا يهدّد وحدة الإيمان.
وقد جاء فى كتاب التعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكية فقرة 1125:
“لا يجوز لأى خادم أو جماعة أن يغيّرا أو يحوّرا على هواهما طريقة الاحتفال بالأسرار (الطقس)، وحتّى السُلطة العليا فى الكنيسة لا يجوز أن تغيّر اللّيتورجيّا (الطقس) وفق رغبتها، بل فى طاعة الإيمان وفى شعور من الورع والاحترام لسرّ اللّيتورجيّا”.
- الفكرة الأساسيّة:
الطقس كالجسد المرئى، والعقيدة هى مضمون الإيمان والروح الذى يحيى الجسد.
- الهدف:
- أن يستطيع المخدومون التمييز بين ما هو طقس، وما هو عقيدة.
- أن يهتموا بالدرجة الأولى بالعقيدة أو الإيمان، ثُمَّ يأتى الاهتمام بالطقس.
- أن يقودهم هذا التمييز إلى احترام طقوس الشعوب الأخرى المختلفة عمّا يعرفونه، ويروا فيه غنى التعبير عن الإيمان.
- الاحتياجات والصعوبات:
- يحتاج الخادم نفسه إلى الإلمام بالموضوع إلماماً جيّداً يجيب على تساؤلات المخدومين.
- من تساؤلات المخدومين معنى أسماء الطوائف المختلفة، وسيجد الخادم جدولاً يساعده على فهم الأمر.
- قد يقول بعض المخدومين: إيه لازمة الطقوس المختلفة؟ ما نخلّيه كلّه طقس واحد. على الخادم أن يوضّح أن اختلاف الطقوس ضرورة لأن الشعوب مختلفة، وهو غنى، لأن كلّ طقس يُعطى تأثيراً جميلاً فى نفوس مؤمنيه.
- على الخادم توضيح فكرة أنه لا يوجد طقس أفضل من الآخر، بل كلّ طقس له مميّزاته وروحانيّته.
- الغرض الأساسى من اللقاء مساعدة المخدومين على التمييز بين العقيدة والطقس، وأن كلاً منهما له خصائصه كما أوضحنا.
- قد يقلّل بعض المخدومين من أهميّة الطقس، أو يتمنّى لو لم يكن موجوداً، وعلى الخادم التركيز على أننا لا يمكن أن نقدّم عبادة دون طقس، فهو ضرورى لوجود جماعة مؤمنين، وضرورى للإنسان كشخص مفرد.
- ملحوظة:
- ستلاحظ عزيزى الخادم فى الجدول الآتى، أن الاسم الأوّل للطائفة هو اسم الطقس المستخدم، والاسم الثانى هو اسم العقيدة التى تؤمن بها الجماعة.
- لم نذكر كلّ الطوائف فى الكنيسة الكاثوليكيّة أو الأرثوذكسيّة حتّى لا نخرج عن السياق.د
- لم نذكر الطوائف البروستانتيّة لأنها لا ينطبق عليها ما نُريده أن نوصلّه للمخدومين.
- كلمة “أرثوذكسيّة” هى من أصل يونانى تعنى الإيمان المستقيم.
- كلمة “كاثوليكيّة” هى من أصل يونانى تعنى الجامعة، أى التى تجمع شعوباً مختلفة.
- كلمة “خلقيدونيّة” تعنى أن هذه الكنيسة تعترف بمجمع خلقيدونية سنة 451م. الذى أقرّ بوجود طبيعتين فى السيّد المسيح، والذى يتّفق مع الإيمان الكاثوليكى.
م | اسم الطائفة | الشرح |
1 | الأقباط الكاثوليك | المصريون المؤمنون بالعقيدة الكاثوليكية ويصلون بالطقس القبطى |
2 | الأقباط الأرثوذوكسى | المصريون المؤمنون بالعقيدة الأرثوذوكسية ويصلون بالطقس القبطى |
3 | الروم الكاثوليك | السوريون واللبنانيون والفلسطنيون واليونانيون المؤمنون بالعقيدة الكاثوليك ويصلون بالطقس البيزنطى |
4 | الروم الأرثوذكس | السوريون واللبنانيون والفلسطنيون واليونانيون المؤمنون بالعقيدة الارثوذوكسية الخلقيدونية المختلفة عن الأرثوذكسية القبطية ويصلون بالطقس البيزنطى |
5 | السريان الكاثوليك | بعض مواطنى سوريا ولبنان ومصر….. المؤمنون بالعقيدة الكاثوليكية ويصلون بالطقس السريانى |
6 | الأرمن الكاثوليك | الارمن المؤمنون بالعقيدة الكاثوليكية ويصلون بالطقس الأرمنى |
7 | الأرمن الأرثوذوكسى | الأرمن المؤمنون بالعقيدة الأرثوذكسية الخلقيدونية ويصلون بالطقس الأرمنى |
8 | الموارنة | اللبنانيون المؤمنون بالعقيدة الكاثوليكية ويصلون بالطقس المارونى |
9 | الكلدان الكاثوليك | العراقيون والإيرانيون المؤمنون بالعقيدة الكاثوليكية ويصلون بالطقس الكلدانى |
10 | اللاّتين | الأوربيون والامريكيون والافارقة وكثير من الآسيويين المؤمنون بالعقيدة الكاثوليكية (معظم الكاثوليك فى العالم)، ويصلون بالطقس اللاتينى وبلغاتٍ مختلفةٍ. |