إذهبي واعلمى أخوتي أن يذهبوا الى الجليل – الأب وليم سيدهم
إذهبي واعلمى أخوتي أن يذهبوا الى الجليل
لقد قضى الأمر وانتصر الباطل على الحق، صُلب البار ومات. لقد تنفس أعداء الحياة الصعداء وظنوا أنهم أخرسوا صوت الحق وإمعانًا في التأكيد على نجاحهم ختموا القبر بالشمع الأحمر ووضعوا عليه حراسًا لكى يثبتوا للتاريخ أن الباطل وإن إنتصر إلى لحظات فهو باطل.
قام المسيح في اليوم الثالث وتدحرج الحجر ومادت الارض تحت أرجل الحراس. لقد حدث ماهو أقوى منهم ومن حكام اليهود ومدبريهم العميان، قام المسيح والعلامة الواضحة أن القبر فارغ والحجر دُحرج والشمع الأحمر زال ومعه زال مجد الباطل.
ولكن مريم المجدلية التى رافقت يسوع حتى القبر جاءت من الفجر لتكمل طقوس الموتى فوجئت المجدلية وارتعدت من هول المفاجأة «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». (يوحنا 20: 2).
إلى هذا الحد كانت المفاجأة لأحد يفهم أو يدرك ما معنى “القيامة” رغم أن الإنجيل يستخدم هذا الكلام مرارًا على لسان يسوع نفسه أمام القبر الفارغ فقط أدرك الجميع أن الله جاد في إعلانه قيامة المسيح في اليوم الثالث.
لقد كان يسوع القائم من الأموات واقفًا ولكن هيئته تغيرت بعد القيامة لدرجة أن مريم ظنت أنه حارس البستان ولم تتعرف المجدلية علي يسوع القائم إلا حينما ناداها بإسمها : “يا مريم”
كم من المرات يتواجد الرب أمام اعيننا ولكن لا نراه، لقد عميت أعين تلميذا عماوس عن رؤيته وهو يحدثهم ويفسر لهم الكتب وحتى صوته لم يتعرفوا عليه فقط عندما كسر الخبز وبارك تذكروا ما فعله في خميس العهد قبل أن يُصلب ويموت.
ولما جاء بطرس ويوحنا وجدا القبر فارغ ويسوع خارج القبر، فرحت مريم المجدلية فرحًا لا يوصف. فقال يسوع :” لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي” (متى 28 : 10).
هكذا أحدثت القيامة حالة من الذعر لدى الذين حكموا عليه بالموت وهم تلاميذه ومحبيه الفقراء الضحايا الذين كادوا أن يقفدوا الأمل في كل شيء، ها هم ينادون ويتذكرون كل ثانية من حياته معهم ومعاشرته لهم، ولكن ظلوا في حالة من الرعب من رد فعل الفريسيين الجهلة، ما العمل؟ لقد ظهر يسوع وهم مجتمعين والأبواب مغلقة عليهم. ولكن شجعهم وقال لهم السلام لكم، “«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا” (يو 14: 27).
وبعد أربعين يومًا من الظهورات ومن استيعاب الصدمة الألهية حلَّ عليهم الروح القدس في اليوم الخمسين فانطلقوا بكل شجاعة يبشرون لا يخشون السجن او القتل، لقد أصبحت القيامة سندًا قويًا وحقيقة مطلقة بالنسبة لهم، ويكفي أن نقرأ سفر أعمال الرسل لنرى الشفاءات والمعجزات التى تمت على ايديهم باسم المسيح.
لقد حررت قيامة المسيح هؤلاء البسطاء من كل خوف على حياتهم بعد أن فهموا أن على مثال المسيح هم أيضًا لن يخضعوا لحكم الموت الأبدي. بل إن الموت ما هو إلا عبور للجلوس عن يمين القائم من بين الاموات.
“فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ. (متى 28 :19 – 20)