إن حفظتم كلامى صرتم تلاميذى – الأب وليم سيدهم
إن حفظتم كلامى صرتم تلاميذى
ومن أنت حتى نحفظ كلامك؟ هكذا يدافع اليهود عن أنفسهم أمام من يعتبرونه غريبًا عليهم وأعني به يسوع. ” نحن ابناء ابراهيم” هكذا يردون بكل ثقة في أنفسهم، ولكن يسوع يفضح منطقهم الجهول “وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.” (يوحنا 8: 40)، فهل من المنطق أن من يدعون أنهم أبناء ابراهيم يحاولون قتل من أعطاهم أن يكونوا ابناء ابراهيم.
شيء ما غريب، عن أى ابراهيم يتحدثون؟ إنهم نحتوا تمثالًا وجعلوا منه صنمًا لا يسمع ولا يتحدث مثل صنم العجل الذهب الذي نصبوه إلهًا لهم في صحراء سيناء، إن ابراهيم آمن فحسب له برًا. أما هؤلاء فلا يؤمنون بإله ابراهيم ولكن يؤمنون بابراهيم ساحرًا مقطوعًا من شجرة الإيمان.
وحينما قال له اليهود: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» (يو 8: 57) يذكرهم يسوع بهذه الحقيقة:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».(يو 8: 58) ، عبثًا يحاول يسوع أن يصحح لهم خريطة الإيمان بالله لأنهم لا يدركون العلاقة بين إيمان ابراهيم وبين إيمانهم بإله ابراهيم. هذا الصم الذين يعيشون فيه ناتج عن جهلهم بحقيقة القيامة هذه الأرضية التى يتحدث منها يسوع. فهم يتحدثون عن ابراهيم الذي مات ودُفن ويسوع يتحدث عن ابراهيم الحيّ أبو اسحق ويعقوب ومؤسس الإيمان بالله.
ابراهيم ابو الموعد: “فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.” (تك 12: 2)، هذه الأمة التى بدأت باسحق ثم يعقوب ثم الأسباط الاثنى عشر وأخيرًا مجيء يسوع المسيح كما تقول الرسالة إلى العبرانين: “اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ” (عبرانين 1 : 1-2).
لقد اختصر اليهود من معاصري يسوع تاريخ الخلاص في التوقف عند داوود الملك وأسقطوا الفترة الممتدة من داود إلى مجيء المسيح لذا فقدوا القدرة على التمييز بين أصنامهم وبين الاله الحقيقي بين ابيهم ابليس كما قال لهم يسوع وبين الله الحي .. لقد قالها بطرس: “فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ،” (يو 6: 68).