تعظم نفسي الرب – الأب وليم سيدهم
تعظم نفسي الرب
أجمل نشيد لأجمل إمرأة لتسبيح وتمجيد الرب، أعمق ما يمكن أن ينطق به مؤمن لتسبيح وتمجيد الخالق على كل عطاياه “تعظم نفسي الرب “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّب، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي” (لوقا 1 : 46-47) .
لماذا هذا الإعتراف بجميل الله عليها وهذا الفرح العارم؟ ” لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ” (لوقا 1 :48) نعم وهل من تواضع أكثر من التى أختيرت لتكون ملتقى السماء مع الأرض؟ تذهب مرنمة تلبي نداء الخدمة لنسيبتها اليصابات. لم تتكبر مريم ولم تعاير اليصابات كونها تحمل هى أيضًا بالفتى يوحنا المعمدان الذي سيكون خادمًا وممهدًا لحضور إبنها يسوع إلى الأرض.
هذا التواضع المريمى لا يضاهيه تواضع إلا تواضع إبنها يسوع وتجرده من هيبته ومجده الإلهى في حضن ابيه، هل نحن قادرين على مثل هذه الدرجة من التواضع الذى يُفضل الآخرين دائمًا على ذاته؟ أم أغلب الأحيان نتهاون في تقديم أبسط الخدمات لإخوتنا وأخواتنا.
لقد تهلل الجنين في بطن اليصابات حينما سمع صوت مريم وفي بطنها ملك الملوك “فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ” (لوقا 1 :48) نعم، نحن نطوب مريم العذراء ونجلها من جيل إلى جيل لأنها حظيت وهي الفتاة الفقيرة البسيطة بنعمة إختيارها أمًة لله، تعترف مريم أن لا فضل لها في هذا الاختيار الإلهى وأن النعم التى نالتها من الله هي نعم مجانية تمامًا. فقط انفتاحها على الله وتسليمها نفسها له، من سمح لمشروع التجسد أن يتم بطريقة عادية وبسيطة، إن إيمانها الحقيقي بعمل الله وقدرته هم من سمح لها أن تحظى بكل هذه النعم.
”وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ” (لوقا 1 :48) يلخص هذا النشيد موقف مريم العذراء من مسيرة الخلاص التى أصبحت إلى الأبد جزًء جوهريًا فيها، فلم تنسى ابراهيم أبو الإيمان والمسيرة التي تمت منذ ابراهيم إلى اسحق ويعقوب وموسى وايليا.
هكذا نحن نرى انفسنا عنصرًا هامًا في مسيرة الله الخلاصية على الأرض وبقدر ما نعي رسالتنا ودورنا في بناء مملكة الله على الأرض بقدر ما نستطيع أن نشكر ونعترف ونمجد الله الذي جعل من نفسه رفيقًا ومرشدًا لنا في كل خطوة نخطوها في حياتنا لنخط بها سيرتنا المقدسة في خدمة الله وخدمة شعب الله في كل مكان.
نعم، نفتخر ونفرح مع مريم لأن الله إختارنا شركاء له يعملون بكل قوتهم في تغيير القلوب وفي تمهيد الطرق لتمديد الله إلى أبناءه وبناته البشر فتحولهم إلى أناس فرحين متهللين في حياتهم وخدماتهم.
نعم يارب، ها أنذا خادم لك.