البابا فرنسيس يشدد على ضرورة العودة إلى ثقافة الحياة وثقافة الطفل
24 مايو 2019
””حاجة عالم اليوم إلى ثقافة الحياة وثقافة الطفل، وضرورة العمل على تقديم أفضل ما لدينا للفقراء والضعفاء، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس خلال استقباله قبل ظهر اليوم وفدا من معهد Spedale degli Innocenti من فلورنسا والذي يعتني منذ تأسيسه بالأطفال.
استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي وفدا من معهد Spedale degli Innocenti من مدينة فلورنسا الإيطالية يتألف من مسؤولي هذا المعهد والعاملين فيه ولأطفال المستضافين فيه، حيث يعمل هذا المعهد منذ تأسيسه على دعم وحماية الطفولة. وفي كلمة لهذه المناسبة سُلمت إلى ضيوفه رحب الأب الأقدس بالجميع وذكّر بإشارته إلى هذا المعهد خلال زيارته مدينة فلورنسا سنة 2015 كمثال على الجمال المكرس لخدمة المحبة في هذه المدينة. ثم توقف قداسته عند ما يمكن لهذا المعهد الذي له ستة قرون من التاريخ أن يعلِّمنا اليوم، ومن الأمثلة على ذلك تأسسه بفضل تبرع مصرفي غني بالمال، وشدد البابا فرنسيس هنا على أهمية المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية لعالم المالية اليوم أيضا من أجل بناء مجتمع عادل وتضامني. مثال آخر هو تكليف أهم معماريي تلك الفترة بتشييد هذا المعهد، أي فيليبو برونيليسكي، وذلك بينما كان ينفذ رائعة تدهش العالم حتى اليوم وهي قبة كاتدرائية فلورنسا. وتابع الأب الأقدس مشيرا إلى الاهتمام بأن يكون الجمال المكرس لبيت الرب مكرسا أيضا لهيئة تخدم الأطفال المحتاجين إلى ملجأ ومكان يعتني بهم.
وفي سياق حديثه عن عمل هذا المعهد شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن نقول اليوم بوضوح أن علينا تقديم أفضل ما لدينا للفقراء والضعفاء ومَن يعيشون في الضواحي، ومن بين أكثر الأشخاص ضعفا والذين علينا العناية بهم هناك الكثير من الأطفال المرفوضين والمحرومين من طفولتهم ومن مستقبلهم. وتحدث الأب الأقدس هنا عن القاصرين الذين يواجهون رحلات صعبة هربا من الجوع أو من الحرب، وعن الأطفال الذين لا يرون النور لأن أمهاتهم يتعرضن لضغوط اقتصادية واجتماعية وثقافية تدفعهن إلى التخلي عن تلك الهبة الرائعة، ولادة ابن. وشدد البابا هنا على حاجتنا الكبيرة اليوم إلى ثقافة تعترف بقيمة الحياة وخاصة الحياة الضعيفة والمهددة، ثقافة وبدلا من التفكير في أن تُبعد هذه الحياة وفي إقصائها بالجدران والانغلاق تهتم بتوفير العناية والجمال، ثقافة ترى في كل وجه، حتى أصغر الوجوه، وجه يسوع الذي قال “ومَن قَبِل طفلا مثله إكراما لاسمي، فقد قَبِلني أنا” (متى 18، 5(.
وفي ختام الكلمة التي سُلمت إلى وفد معهد Spedale degli Innocenti، المؤلف من مسؤوليه والعاملين فيه والأطفال المستفيدين مما يقدم هذا المعهد من خدمات، دعا قداسة البابا فرنسيس إلى أن نضع اليوم هدفا ألا تكون أي أم في ظروف تجعلها تهجر طفلها، وأن تكون هناك منشآت ومسيرات استقبال تحظى فيها الطفولة دائما بالحماية والعناية في حال وقوع أي حدث مأساوي يمكنه أن يُبعد الأطفال عن والديهم.
أما في الكلمة العفوية التي وجهها إلى ضيوفه خلال استقباله لهم فتوقف الأب الأقدس عند تعبير استخدمته رئيسة المعهد في كلمتها، وهو “ثقافة الطفل”، ودعا البابا إلى العودة إلى هذا التعبير المؤثر، وتحدث عن ثقافة المفاجأة في رؤية الأطفال يكبرون ومشاهدة كيف يفاجَؤون بالحياة ويدخلون في علاقة معها. ذكّر البابا أيضا بعودة رئيسة المعهد إلى كلمات يسوع “دعوا الأطفال يأتون إلي”. وتابع قداسته مذكرا بمقاطع أخرى من الإنجيل حيث لا يتوقف يسوع عند استقبال الأطفال، فقد قال “إِن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السموات”. وتابع الأب الأقدس مشيرا إلى ضرورة أن نعود إلى بساطة الأطفال، وفي المقام الأول إلى قدرتهم على التفاجؤ. ثم عاد قداسته إلى حديث رئيسة المعهد في كلمتها عن ترك النساء اللواتي يتركن أطفالهن في الملاجئ نصف قطعة من العملة محتفظات بالنصف الآخر، وذلك للتعرف على أبنائهن في المستقبل، في ظروف أفضل، وقال البابا فرنسيس إن أطفالا كثيرين اليوم، مثل ضحايا الحرب والهجرة، الأطفال غير المرافَقين وضحايا الجوع، لديهم نصف العملة، أما من لديه النصف الآخر فهي الكنيسة الأم. كما وتحدث الأب الأقدس عن التبني وأهميته .
نقلا عن الفاتيكان نيوز