مريم القديسة الصامتة، لنعمق تأملنا بالرسالة التي تنقلها الينا العذراء مريم اليوم – الكاردينال لويس روفائيل ساكو
“وكانت تحفظ هذه الاشياء في قلبها وتتأمل بها” (لوقا 2: 19)
في الأناجيل لا يوجد شيءٌ كثيرٌ عن العذراء مريم، لربما عن قصد، لان المركز والاساس هو يسوع المسيح، لكن ثمّةَ كلماتٍ قليلة وبسيطة وعميقة، هي بمثابة لآليء فيها تتجلى شخصيّة مريم أمِّنا وروحانيَّتها. مريم إنسانة مؤمنة، تُصغي لصوتِ الله، وتستقبل نداءه، وتُصلي شاكرةً، وتهتم بحاجات الناس، وتقول لنا: “مهما قال لكم فافعلوه” (يوحنا 2: 5).
ابحث عن المزيد
2. مريم القديسة الصامتة، ام يسوع، وكما يصفها الانجيليّ لوقا “كانت تحفظ هذه الاشياءَ في قلبِها، وتتأملُ بها” (لوقا 2: 19)، هي مثال الكمال المسيحي. تمسَّكت مريم بإيمانها بمستواهُ المطلق وبثقة وفرح وشكر لله الذي اصطفاها. ونحن اليوم بحاجة الى خشوع مريم وصفائها وسط صخب مشاغلنا المتنوعة وقلقنا ومخاوفنا، لنَتلُو صلواتنا بعناية، ولنركِّز على فهمها، ولنطبِّقها لكي تغدو لنا منبع تجدُّد يوميّ، يساعدنا على القيام بمسؤولياتنا بفاعلية، على مثال مريم التي دخلت في حلقة تسبيحة الله “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مُخلِّصي” (لوقا 1: 46-55). انها تدعونا للانضمامِ الى الكنيسة في تسبيح الله وتمجيده.
ابحث عن المزيد
3. آمنت مريم بكلمة الرب فقالت للملاك: “ها أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك” (لوقا 1: 38). لقد عبَّرّت بهذه الكلمات وبطريقة حرّة ومسؤولة عن تسليم ذاتها تسليماً كاملاً للرب، لتكون تحت تصرفه. لنضع نحن أيضاً ذاتنا في خدمة المسيح الذي إتخذ وضع الخادم (فيليبي 2: 7). هذه النعمة نقدر ان ننالُها بالصلاة والاصغاء والرحابة والطاعة.
ابحث عن المزيد
4. مريم المُبَشَّرة والمُبَشِّرة. البشارة بالمسيح سببت لمريم فرحاً كبيراً، فهرعت تبشِّر بها نسيبتها اليصابات. هذه البشارة هي سبب رجاء وفرح لنا ايضاً، وهي رسالة علينا أن ندركها ونستقبلها ونعيشها ونحملها للآخرين مثل مريم، الى النهاية، فتغدو بركة لنا.
ابحث عن المزيد
5. الامومة المريميّة كما الاُبوّة الالهيّة تخرج من حدود الرجل والمرأة، لتكون دعوة لكل انسان ليولد من “الله” كما يقول القديس امبروسيوس اسقف ميلانو (339-397): “إن كل نفس مؤمنة تحبل، وتلِد كلمة الله، فلتستقر نفسُ مريم في كل واحد منّا لتمجيد الله، اذا لم يكن للمسيح غير أم واحدة بحسب الجسد، فأنه يبقى ثمرة الجميع بحسب الايمان”.
ابحث عن المزيد
6. بهذه الروحانيّة المريميّة العميقة، تستطيع أن تخرج من بيتك، من ذاتك، وتذهب، وتمشي، لا بل تجري إلى لقاءٍ يكشف لك سرَّ من يسكن فيك. أدْخُل بقلبك وصلاتك إلى سر كيان الشخص الذي تتوق للقائِه. افتح له بابك، قاسِمْه ما عندك، حينئذٍ، تتدفّق حياتُك فرحاً كالشلاّل، فتروح مثل مريم تُنشد نشيد الحّب والشكران: “تعظِّم نفسي الرب” (لوقا 1: 46-55).
نقلا عن الموقع الرسمى لبطريركية بابل للكلدان