stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وأما هو فكان نائمًا – الأب وليم سيدهم

701views

وأما هو فكان نائمًا

يقول الناس: النوم سلطان، فحينما ينام الإنسان بعمق فهو يمارس نشاطًا ضروريًا لصحة الإنسان ‏وسلامة جسده ونفسه. ولكن أثناء النوم تظل أعضاؤه وأجهزته التنفسية والهضمية مستيقظة لا ‏تنام، وقلبه ينبض فهذه الأجهزة لا تنام للمحافظة على حياة الإنسان.‏

ولا يفوتنا هنا أن نتذكر النص الانجيلي الذي يتحدث عن الزارع الذي يبذر أرضه ويرويها ثم ينام ‏ويقوم فيجد النباتات تنمو، إذن نمو النباتات غير مرتبط بسهر الإنسان بل بعمل الله الخلاق ، وفي ‏مشهد العاصفة حيث يسوع ينام وهو هادئ البال فإننا أمام مشهد يجعلنا نثق أن عمل الله لا يتوقف ‏وأن حضوره مع تلاميذه على ظهر السفينة كان يلهم التلاميذ الموجودون فيه السلام والسكينة، فعلى ‏غرار الفلاح الذي ينام ويقوم يجد البذرة أصبحت شجرة فإن يسوع أيضًا يثق في عمل الآب في ‏الطبيعة وفي الانسان، وحينما ينزعج التلاميذ خائفين من الغرق فإن يسوع يهدئ من روعهم ويأمر ‏الريح بالصمت فتصمت.‏

والدرس الذي نستفيده من هذا المشهد أن الله “ضابط الكل” لديه القدرة والقوة للسيطرة على ‏الظواهر الطبيعية فلن نخشي من أنفسنا لأن الله يسهر علينا ويدافع عنا ضد الكوارث الطبيعية ‏والأخطار.‏
وفي مشهد هام في الكتاب المقدس يؤكد على ما نقول نجد يونان النبي الذي هرب من تكليف الله له ‏ببشارة أهل نينوى ينام في قلب السفينة بينما العواصف تتقاذف في السفينة، وربط المسافرون بين ‏وجوده على ظهر المركب وغضب الطبيعة بغضب الله، وأجروا قرعة ليعرفوا من الذي تسبب في ‏هذا الغضب وحينما قصّ يونان قصة هروبه من الله استنتج المسافرون على المركب أن يونان هو ‏سبب غضب الطبيعة فألقوه في البحر إلا أن حوتًا إالتقطه وهذه شهادة أخرى عن العناية الإلهية التى ‏تنقذ الإنسان من نفسه، وإذا كانت الطبيعة تعلن أحيانًا غضب الله على سلوك الإنسان المستفز فإننا ‏نجد العكس تمامًا إذ أن الله يستطيع أن يسيطر على تقلبات هذه الطبيعة وهذا ما يعبر عنه المزمور ‏‎”‎اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا‎ ‎لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ ‏انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ.” (مز 46: 1-2)‏
إن عطايا الله لا تعفينا من استخدام عقولنا لكي نأمن على أنفسنا من الكوارث الطبيعية التي تعتبر ‏إستثناءات للقوانين الصارمة التى تسير بمقتضاها الظواهر الطبيعية.‏