القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني 29 يوليو – تموز 2019
الاثنين الثامن من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 10-6.3-1:16.41-36:15
يا إِخوتي، بَعْدَ أَيَّام، قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ ونَتَفَقَّدِ ٱلإِخوَةَ في كُلِّ مَدِينَةٍ بَشَّرْنَا فِيها بَكَلِمَةِ ٱلرَّبّ، ونَرَ كَيْفَ أَحْوَالُهُم».
وكَانَ بَرْنَابَا يُرِيدُ أَنْ يَسْتَصْحِبَ يُوحَنَّا ٱلمَدْعُوَّ مَرْقُس.
أَمَّا بُولُسُ فلَمْ يَكُنْ يَسْتَحْسِنُ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فَارَقَهُما في بَمْفِيلِيَة، ولَمْ يُرافِقْهُمَا لِلْعَمَل.
وتَفَاقَمَ ٱلخِلافُ بَيْنَهُما حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُما ٱلآخَر. فَٱسْتَصْحَبَ بَرْنَابَا مَرْقُسَ وأَبْحَرَ إِلى قُبْرُس.
أمَّا بُولُسُ فَٱخْتَارَ سِيلا ومَضَى، بَعْدَمَا ٱسْتَودَعَهُ ٱلإِخْوَةُ لِنِعْمَةِ ٱلرَّبّ.
فَٱجْتازَ سُورِيَّا وقِيلِيقِيةَ يُشّدِّدُ ٱلكَنائِس.
ووَصَلَ إِلى دِرْبَةَ ولِسْترَة، فإِذَا بِتِلْمِيذٍ كَانَ هُنَاك، ٱسْمُهُ طِيمُوتَاوُس، ٱبْنُ ٱمْرَأَةٍ يَهُوديَّةٍ مُؤْمِنَة، وأَبٍ يُونَانِيّ.
وكانَ ٱلإِخوَةُ في لِسْترَةَ وإِيقُونِيَةَ يَشْهَدُونَ لهُ.
فأَرادَ بُولُسُ أَنْ يَصْحَبَهُ في ٱلتَّبْشِير، فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ، مُرَاعَاةً لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ في تِلْكَ ٱلدِّيَار، وقَدْ كَانُوا كُلُّهُم يَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَاهُ يُونَانِيّ.
وٱجْتازُوا بِلادَ فِرِيْجِيَةَ وغَلاطِيَة، لأَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ مَنَعَهُمْ منَ التَّبْشِيرِ بالكَلِمَةِ في آسِيَا.
ولَمَّا وصَلُوا إِلى نَوَاحي مِيسِيَة، حاوَلُوا أَنْ يَدْخُلُوا بِيتِينِيَة، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُم بِذلِكَ رُوحُ يَسُوع.
فَٱجْتَازُوا مِيسِيَة، ونَزَلُوا إِلى تُرْوَاس.
وتَرَاءَتْ لِبُولُسَ في ٱللَّيْلِ رُؤْيَا، رَجُلٌ مَقْدُونِيٌّ وَاقِفٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ ويَقُول: «أُعْبُرْ إِلى مَقْدُونِيَة، وأَغِثْنَا!».
ولَمَّا رَأَى ٱلرُّؤْيَا، عَزَمْنَا حَالاً أَنْ نَخْرُجَ إِلى مَقْدُونِيَة، مُوقِنِينَ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُم.
إنجيل القدّيس لوقا 4-1:11
كَانَ يَسُوعُ يُصَلِّي في أَحَدِ ٱلأَمَاكِن. وَلَمَّا ٱنْتَهَى قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ: «يا رَبّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّي، كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا تَلامِيذَهُ».
فَقَالَ لَهُم: «عِنْدَمَا تُصَلُّون، قُولُوا: أَيُّهَا ٱلآب، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.
أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفافَنَا كُلَّ يَوْم.
وَٱغْفِرْ لَنَا خَطايَانَا، فَنَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ إِلَيْنا. وَلا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيسة تيريزيا الآبِليّة (1515 – 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة
طريق الكمال، الفصل 30
الصلاة تدخلنا في ملكوت الله
“لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ، لِيَأتِ مَلَكوتُكَ”. أيّتها الفتيات، تأمّلنَ هنا حكمة ربّنا الواسعة! ماذا نطلب حين نطلب هذا الملكوت؟ كان ربّنا يعرف ضعفنا الكبير. كان يعرف أنّنا عاجزون عن تقديس الاسم القدّوس للآب السماوي، وعن مدحه وتمجيده بطريقة لائقة، إلاّ إنه استبدل ذلك من خلال إعطائنا ملكوته، هنا على الأرض. لهذا السبب، قام الرّب يسوع الطيّب بجمع هذين المطلبين.
برأيي، أحد أهمّ الخيرات التي يختزنها ملكوت السماوات، هو أنّنا نتخلّص من جميع الأمور الموجودة على الأرض، ونتذوّق راحة وغبطة حميمتين، ونستمتع بفرح الجميع وسط سلام دائم، وسط سعادة عميقة لرؤية جميع المختارين يقدّسون الربّ ويمدحونه، ويباركون اسمه، بدون أن يكون هنالك أحد لإهانته. يحبّه الجميع وليس للنفس أيّ انشغال آخر سوى أن تحبّه، وهي لا تستطيع التوقف عن محبّته لأنّها تعرفه.
حسنًا! لو أُعطي لنا أن نعرفه، لأحبَبناه أيضًا هنا على الأرض، لكن ليس بهذه الطريقة المثاليّة وليس بهذا الثبات. بالمختصر، كنّا سنحبّه بطريقة مختلفة عمّا نحبّه… هذا معقول بالنسبة إلى النفس، منذ هذا النفي، بنعمة الربّ. لكن يبقى صحيحًا أنّها لا تستطيع بلوغه بشكل كامل… لأنّنا ما زلنا نبحر على بحر هذا العالم، وما زلنا مسافرين. لكن في بعض الأوقات، حين يرى الربّ أنّنا تعبنا من الطريق، يقوم بوضع قدراتنا كلّها وسط الهدوء ونفسنا وسط السكينة. حينها، يكشف بكلّ وضوح، من خلال نكهة مسبقة، ما هي نكهة المكافأة المحفوظة لأولئك الذين يدخلهم إلى ملكوته.