stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إبراهيم .. اترك أرضك وعشيرتك – الأب وليم سيدهم

891views

إبراهيم .. اترك أرضك وعشيرتك

لقد آمن إبراهيم فحُسب له ذلك برًا، هكذا يتحدث القديس بولس الرسول عن أبينا إبراهيم، لقد تحدث ‏بولس مرات كثيرة عن إبراهيم بصفته المؤمن بإمتياز، أبو المؤمنين. ولم يكن إيمان إبراهيم منذ ‏حوالى أكثر من أربعة آلاف سنة وهو أبو الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام إلا البذرة ‏الأولي التى شيد الله عليها إيمان الأمم المسيحية واليهودية والإسلامية.‏

يتلخص هذا الإيمان في أن إبراهيم صدّق دعوة الخالق وترك أرضه وعشيرته وبلاد أجداده التى ‏كانت تعج بالآلهة المختلفة (بلاد مابين النهرين – العراق حاليًا) وإرتحل إلى أرض كنعان، أرض ‏الغربة أرض التربية الأولى التي تلقاها من الله مباشرة بين شعوب مختلفة وغريبة.‏

نعم، لقد أخذ إبراهيم معه مواشيه وجواريه وأخيه لوط ولم يترك بلاده خالي الوفاض. ولكن يحسب ‏لإبراهيم أنه أطاع كلام الله الذي سمعه في أعمق أعماقه وفي كيانه وذهب إلى أرض جديدة وربط ‏الله أمره لإبراهيم بوعد ‏‎”‎فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً‎.‎وَأُبَارِكُ ‏مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».” (تك 12: 2-3).‏

وكان ابراهيم محرومًا من الخلفة. وزوجته سارة تتقدم في السن دون أى علاقة على قدوم الوريث. ‏لنتأمل هذا الرجل البسيط وهو يستمع إلى أصوات متناقضة عن حياته ومستقبله، فهو مدعو لترك ‏أرضه ويعانى من عدم وجود ابن يرثه وكم كان الأبناء مهمين في ذلك الوقت لأنهم ممن يخلدوا ‏آبائهم. ولم تكن عقيدة قيامة الأموات موجودة في ذلك الحين. بل العمر الطويل والذرية الكثيرة هي ‏التى تؤمن استمرار وخلود الأشخاص، ولكن إيمان إبراهيم لم يضعف في هذا الاله.‏

لم يكن ناموس موسى قد نزل فالفرق بين ابراهيم وموسى مئات السنين لكن ناموس القلب هو الذي ‏قاد ابراهيم إلى طاعة الله وتأمله المستمر في عظمته وفي سخائه وفي رعايته كان الله، كان الله ‏قريبًا من إبراهيم لدرجة أن أطلق عليه خليل الله.‏

لقد كان الحوار مستمرًا بين الله وإبراهيم، وأينما إرتحل إبراهيم كان يبني هيكلًا ويقدم الذبائح شكرًا ‏لله، وفي مسيرة تكوينه الإلهية قدم إليه ثلاثة أشخاص ليخبروه بخبر ولادة اسحق، وكان ابراهيم قد ‏استضافهم على عادة الرعاة والذين كانوا يقطنون في الخيام حول الينابيع الموجودة في الصحراء، ‏وضحكت سارة ورغم ذلك تم الوعد وأصبح لإبراهيم إبن يرثه من المرأة التى كانت عاقرًا وليس ‏من الجارية هاجر المصرية.‏

واسحق ولد يعقوب الذي لُقب اسرائيل ويعقوب ولد الأسباط الأثنى عشر. وكان الله يتسامر مع ‏ابراهيم فمثلًا حينما عرض الله على ابراهيم قراره بحرق سدوم وعمورة ظل ابراهيم يتشفع إلى الله ‏من أجل الصالحين من سدوم وعمورة أن يرجع في قراره ولكن سلوك سكان سدوم وعمورة كان ‏صادمًا لدرجة أن بعضًا منهم حاول أن يعتدي جنسيًا على لوط أخي ابراهيم نفسه بطريقة شاذة كما ‏يذكرها الكتاب المقدس.‏

لقد نأى ابراهيم عن الممارسات الشاذة والدنيئة لحضارة سدوم وعمورة وحاول رغم ذلك أن يتشفع ‏لهم ولكن باءت محاولاته بالفشل.‏