القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني 30 يوليو – تموز 2019
الثلاثاء الثامن من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 23a-11:16
يا إِخْوَتِي : أَقلَعْنا مِن تُرْوَاس، وٱتَّجَهْنا تَوًّا إِلى سَامُطْرَة، وفي ٱليَوْمِ ٱلتَّالي إِلى نِيَابُولِيس،
ومِنْها إِلى فِيلِبِّي، وهِيَ أَوَّلُ مَدينَةٍ في مُقَاطَعَةِ مَقْدُونِيَة، وهِيَ مُسْتَعمَرَةٌ رُومَانِيَّة. فأَقَمْنَا في هذِهِ ٱلمَدِينَةِ بِضْعَةَ أَيَّام.
ويَوْمَ ٱلسَّبْتِ خَرَجْنا خَارِجَ بَابِ ٱلمَدِينَةِ إِلى ضَفَّةِ نَهْر، وكُنَّا نتَوَقَّعُ أَنْ نَجِدَ هُنَاكَ مَكَانًا لِلصَّلاة. فجَلَسْنا نُكَلِّمُ ٱلنِّسَاءَ ٱلمُجْتَمِعَاتِ هُنَاك.
وكَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَينا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا لِيدِيَة، بائِعَةُ أُرْجُوان، مِن مَدِينَةِ طِيَاطِيرَة، عابِدَةٌ لله. فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِكَي تُصْغِيَ إِلى أَقْوَالِ بُولُس.
ولَمَّا ٱعْتَمَدَتْ هِيَ وأَهلُ بَيتِها، قَالَتْ لَنَا رَاجِيَةً: «إِنْ كُنْتُم تَحْسُبُونِي مُؤْمِنَةً بِٱلرَّبِّ فَٱدْخُلُوا بَيْتِي وأَقِيمُوا فِيه». وأَلْزَمَتْنا بِذلِكَ.
وحَدَثَ، بَيْنَمَا كُنَّا ذاهِبِينَ إِلى ٱلصَّلاة، أَنْ لاقَتْنا جَارِيَةٌ بِها رُوحُ عِرَافَة، وكانَتْ بِعَرَافَتِها تُكْسِبُ مَوَالِيهَا مَالاً كَثيرًا.
وكَانَتْ تَتْبَعُ بُولُسَ وتَتْبَعُنا عَنْ كَثَب، وتَصِيحُ قائِلَةً: «هؤُلاءِ ٱلنَّاسُ هُم عَبِيدُ ٱللهِ ٱلعَلِيّ. وهُم يُبَشِّرُونَكُم بِطَريقِ ٱلخَلاص».
وظَلَّتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرة، فَٱغتاظَ بُولُسُ وٱلتَفَتَ فقَالَ لِروُحِ ٱلعِرَافَةِ فِيها: «آمُرُكَ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلمَسيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنها!». فَخَرَجَ ٱلرُّوحُ لِسَاعَتِهِ.
فلمَّا رأَى مَوَالِيها أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ أَمَلُهُم في كَسْبِ ٱلمَال، قَبَضُوا عَلى بُولُسَ وسِيلا، وجَرُّوهُمَا إِلى ٱلسَّاحَة، إِلى ٱلحُكَّام.
وقدَّمُوهُما إِلى قادَةِ ٱلحَرَسِ وقالُوا: «هذَانِ الرَّجُلانِ يُبَلْبِلانِ مَدِينَتَنا، وهُمَا يَهُودِيَّان،
ويُنَادِيَانِ بِعَوائِدَ لا يجُوزُ لنا أَنْ نَقْبَلَها ولا أَن نَعمَلَ بِها نَحْنُ ٱلرُّومانِيِّين».
فَهَاجَ ٱلجَمْعُ كُلُّهُ علَيْهِمَا، وجَرَّدَهُمَا قَادَةُ ٱلحَرَسِ مِنْ ثِيَابِهِمَا، وأَمَرُوا بِجَلْدِهِما.
وبَعْدَمَا أَوْسَعُوهُمَا ضَرْبًا، أَلقَوْهُما في ٱلسِّجْن، وأَمَرُوا ٱلسَّجَّانَ بِأَنْ يُشَدِّدَ ٱلحِرَاسَةَ علَيْهِمَا.
إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11
قالَ الربُّ يَسوعُ: «مَنْ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ صَدِيق، وَيَذْهَبُ إِلَيهِ في نِصْفِ ٱللَّيل، وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقِي، أَقْرِضْنِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَة،
لأَنَّ صَدِيقًا لي قَدِمَ عَلَيَّ مَنْ سَفَر، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُهُ لَهُ؛
فَيُجِيبُهُ صَدِيقُهُ مِنَ الدَّاخِلِ ويَقُول: لا تُزْعِجْنِي! فَٱلبَابُ الآنَ مُغْلَق، وَأَوْلادِي مَعِي في الفِرَاش، فَلا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ لأُعْطِيَكَ؟
أَقُولُ لَكُم: إِنْ كَانَ لا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لأَنَّهُ صَدِيقُهُ، فإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَنْهَضُ وَيُعْطِيهِ كُلَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْه.
شرح لإنجيل اليوم :
عظة منسوبة للقدّيس مقاريوس (؟ – 405)، راهب مصريّ
العظة 16، المجموعة الثالثة
«ما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه» (لو 11: 13)
للحصول على خبز الجسد، لا يشعرُ المتسوّل بأيّ إحراج في أن يقرعَ الباب ويسألَ: وإن لم يعطِه أحدٌ شيئًا، يدخلُ إلى المنزل ويطلبُ بمزيد من قلّة الإحراج، خبزًا أو لباسًا أو حذاءً في سبيل راحة جسده. هو لا يرحلُ إن لم يحصلْ على شيء ما، حتّى لو تمّ طرده. أمّا نحن الذين نسعى للحصول على الخبز السماوي الحقّ لنقوّي انفسنا والذين نتوق إلى ارتداء لباس النور السماويّ وإلى انتعال حذاء الرُوح غير الماديّ الذي يُريح النفس الخالدة، فكم حريّ بنا الانتظار بحزم وبإيمان وبحبّ، أمام باب الله الرُّوحيّ، نقرعه ونطلب بإصرار تامّ أن نكون أهلاً للحياة الأبديّة.
هكذا فإنّ الرّب يسوع “ضرَبَ لَهم مثَلاً في وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل” (لو 18: 1)، ثمّ أضافَ قائلاً: “أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟” (لو 18: 6). وفي موضوع الصديق، قال أيضًا: “إِن لم يَقُمْ ويُعطِه لِكونِه صَديقَه، فإِنَّه يَنهَضُ لِلَجاجَتِه، ويُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه”. وأضاف أيضًا: “اِسأَلوا تُعطَوا، اُطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم” (لو 11: 9). وتابع: “فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه”(لو 11: 13) لذا، نجدُ أنّ الرّب يسوع المسيح يحثّنا دومًا على أن نطلبَ منه بحزمٍ ومن دون ملل، وعلى أن نصرَّ على قرع الباب باستمرار: لأنّه وعدَ بأن يُعطي للذين يطلبون ويصرّون ويقرعون الباب، وليس للذين لا يطلبون. هو يريدُ أن يعطينا الحياة الأبديّة عبر صلاتنا ومناجاتنا وحبّنا له.