وكان الرب مع يوسف – الأب وليم سيدهم
وكان الرب مع يوسف
لم يكن يوسف الصديق الشخصية اليهودية الوحيدة التي خرجت من السجن إلى تبوء مرتبة رئيس وزراء مصر في عهد رمسيس الثانى أو غيره على عرش مصر، لقد سبقه أبو الآباء ابراهيم حينما وقعت مجاعة كبيرة في أرض كنعان، وكان ابراهيم قد أوعز إلى زوجته سارة ألا تصرح بأنها زوجته حتى لا يتتعرض للخطر طمعًا في جمالها، ولحقه موسى النبي الذي ترعرع في قصر الفرعون وهو الذي تلقى رسالة واضحة من الله كي يخرج اليهود من مصر بعد أن كثُر عددهم وأصبحوا أقلية مقلقة للفراعنة في مصر.
أمام هذه العلاقات الوثيقة التي ربطت الشعب اليهودي بمصر يمكننا أن نستنتج أن اليهود هم صنيعة مصر الفرعونية، فمنذ ابراهيم إلى موسى مرورًا بيوسف الصديق وكل الأسباط الإثنى عشر الذين نزلوا جميعًا ليشتروا قمحًا من مصر وحتى مجيء السيد المسيح هربًا من هيرودس مع مريم ويوسف يمكننا أن نرصد هذه العلاقة الفريدة بين شعب الله وبين دور الفراعنة في استضافة وتكريم الشعب العبرانى وفي عصر موسى حينما ترعرع اليهود في مصر وأصبحوا خطرًا يُهدد الدولة من الداخل، قام الفراعنة بالتضييق عليهم وبالتالي تم تدخل الله لكى ينقذهم من بطش المصريين بهم.
ولا شك في أن تاريخ الشعب اليهودي ارتبط إرتباطًا وثيقًا بمصر لدرجة أننا لا نجد سفرًا من العهد القديم والعهد الجديد يخلو من ذكر مصر مكانًا وأشخاصًا، والمدقق يرى أن الشعب اليهودى إرتبط بمصر في نشأته كقوة عظمى، ولا شك أن وجود أرض الميعاد الملاصق للدولة المصرية جغرافيًا يُفسر هذه العلاقة الجوهرية، كما يفسر البعد الجغرافي للممالك البابلية والأشورية القوة العظمى الثانية في ذلك العصر وعدم تأثير بابل وآشور على الشعب العبراني إلا في عصر الجلاء البابلي حيث تأتي الخبرة الجوهرية الأخرى، وهو استبعاد امبراطورية بابل للشعب اليهودي بعد دمار الهيكل على يد (نبوخذ نصر) وبروز التيار المسيحانى خاصة في سفر اشعيا النبي، والدعوة لإعادة تقييم العلاقة مع الله خاصة والأنبياء يعبروا عن السبي البابلي بصفته عقابًا من الله بسبب ترك الشعب اليهودي له واتباع الآلهة الغريبة.