stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

«والصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم» – القدّيس أوغسطينُس

770views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات حول سفر المزامير

«والصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم»

“ومتَى لَبِسَ هذا الكائِنُ الفاسِدُ ما لَيسَ بِفاسِد، ولَبِسَ الخُلودَ هذا الكائِنُ الفاني” (1كور15: 54)، حينَئذٍ يلاقي البهجة التامّة والغبطة الكاملة والتمجيد الذي لا ينتهي والحبّ الذي لا يشوبه خطر… وماذا عن هذا العالم؟ ألا نذوق فيه طعم الفرح؟… لا شكّ في أنّنا نجد الفرح على الأرض ونذوق، على رجاء الحياة الآتية، فرحًا سنشبع منه تمامًا في السماء.

لكن على القمح أن يتحمّل الكثير وسط الزؤان. تنبت الحبوب بين القشّ والزنبق بين الأشواك. وماذا قيل عن الكنيسة؟ “كالسّوسَنَةِ بَينَ الشَّوك كذلكَ خَليلَتي بَينَ البَنات” (نش 2: 2). قيل “بين البنات” وليس بين الغريبات. يا ربّ، ما هو العزاء الذي تمنحه؟ أي مواساة؟ أو بالأحرى أي ورع؟ وهل تسمّي الأشواك بناتك؟ فأجاب: هنّ أشواك بسلوكهنّ لكن بنات بحكم أسراري…

لكن إلى أين يلجأ المسيحي لئلاّ يتأوّه وسط إخوة كذبة؟ إلى أين يذهب؟ وماذا يفعل؟ هل يهرب إلى الصحراء؟ ستتبعه تجارب السقوط. هل سيصل، هو الذي يتقدّم في مسيرته، إلى مرحلة لا يعود فيها قادرًا على تحمّل ذويه؟ لكن قل لي لو لم يشأ أحد أن يتحمّله قبل أن يهتدي؟ إذا لم يشأ أن يتحمّل أحدًا بذريعة أنّه يحرز تقدّمًا، فهذا دليل مؤكّد على أنّه لم يتقدّم بعد. أصغوا جيّدًا إلى هذا الكلام: “فأُناشِدُكم إِذًا… أَن تَسيروا… سيرةً مِلؤُها التَّواضُعُ والوَداعَةُ والصَّبْر، مُحتَمِلينَ بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة ومُجتَهِدينَ في المُحافَظَةِ على وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِباطِ السَّلام” (أف 4: 1-3). أوَليس فيك شيء على الآخر أن يتحمّله؟