stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم إمرأته – الأب وليم سيدهم

2.5kviews

لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم إمرأته

هل يحل للرجل أن يُطلق إمرأته؟ سؤال خبيث من أحد الفريسيين إلى يسوع هذا السؤال مازال مطروحًا حتى ‏يومنا هذا، وقد مر على هذا السؤال أكثر من أفلين عامًا ولكن يكفي بنظرة واحدة إلى حالات المسيحيين ‏والمسيحيات الذين يطلبون الطلاق كل عام تفض مضاجعنا، آلاف مؤلفة والكنيسة ترفض وترفض ويتساقط ‏طالبي الطلاق واحد بعد الآخر في براثن الإجراءات المعقدة ويتبارى المحامون في الوصول إلى هذه الورقة ‏اللعينة “ورقة الطلاق” فالبعض يلجأ إلى تغيير ملته، والبعض الآخر إلى تغيير ديانته والبعض الثالث إلى ‏الهجرة إلى قوانين مدنية أرحب وأقل تعقيدًا، ناهيك عن الآثار المدمرة على الأطفال ضحايا الطلاق من ‏إضطراب وإصابة بأمراض نفسية وصحية وفقدان الهوية والوقوع فريسة الصراعات الأسرية غير ‏المنتهية.‏

ونحن نتسائل مع المسيح لماذا أصلًا يلجأ الزوجان إلى الطلاق؟ ويكفي أن ننظر إلى الأسس التى تنظم ‏الزواج في بلادنا لنرى أن أغلب هذه الزيجات تتم على هيئة صفقات بين أهل الزوج وأهل الزوجة فيها ‏المال وقيمة ما يسمى بالشبكة وفيها الضغط أو القهر على الزوج أو الزوجة لقبول الصفقة ووضعهم تحت ‏ضغوط نفسية ومعنوية وصحية ومعيشية صعبة، وينتفي من الأساس شروط الزواج الصحيح المبني على ‏الحب والشراكة والعطاء.‏
وفي شريعة موسى صرّح بإمكانية الطلاق ولكن يسوع يرد على سؤال الفريسي بأن موسى أفتى بالطلاق ‏‏”لقساوة قلوبكم” ولكن أصر يسوع على رفض الطلاق مشيرًا إلى ما جاء في سفر التكوين: “لِذلِكَ يَتْرُكُ ‏الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.” (تك 2: 24‏‎(‎‏.‏

مُكرسًا سر الزواج بأنه مقدس ومأمور به في الكتاب المقدس، لذلك يرفض المسيح التنازل عن الوحدة التى ‏تجمع بين الزوجين بقوله: ‏‎”‎فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ.” (مر 10: 9) ، ويعبر تلاميذ يسوع عن ‏دهشتهم من هذا الموقف ويخاطبون يسوع بقولهم بشبه استحالة عدم الطلاق، لكن يسوع يرد عليهم قائلًا ‏‏”فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم”(متى 19: 11) مما يؤكد أنه بدون ‏الإيمان الثابت واليقين بالله لا يمكن للزوج أو الزوجة أن يتحمل مثل هذا الإرتباط الحميمي مدى الحياة، إذن ‏المسألة ليست مجرد صفقات أو مغامرات غير محسوبة بل إقرار المسيح بإستحالة هذا الزواج في غياب الله ‏بين الزوجين.‏

ويحدد يسوع أربعة أنواع من الناس: النوع الأول هم المصابون منذ مولدهم بعجز تام عن الزواج أى بغياب ‏قدراتهم الجنسية والنوع الثانى هم من يتعرضون لضغوط الحياة وتجاوزات البشر والنوع الثالث هم من ‏إختاروا بحريتهم الزواج والنوع الرابع هم من اختاروا بكامل حريتهم تكريس حياتهم لله.‏

وملخص القول إن الزواج المسيحي الصحيح مؤسس على الإيمان بالمسيح وعلى الإختيار الحر للزوجين ‏بعيدًا عن الضغوط والضعفات. وسواء كان الزواج مدنيًا أو كنسيًا فهو محكوم بحرية المتزوجين وبإيمانهم ‏بالمسيح مساندًا ومتضامنًا مع الزوجين.‏