stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 29 أغسطس – أب 2019 “

the wooden rosary on the open Bible
636views

عيد قطع هامة القدّيس المجيد والنبيّ السابق يوحنّا المعمدان الكريمة

 

سفر أعمال الرسل 33-25:13

في تِلكَ ٱلأيّامِ، لَمّا كانَ يوحَنّا يُتِمُّ سَعيَهُ، كانَ يَقول: ٱلَّذي تَحسَبونُ أَنّي أَنا هُوَ لَستُ أَنا بِهِ، وَلَكِن هُوَذا يَأتي بَعدُ مَن لا أَستَحِقُّ أَن أَحُلَّ حِذاءَ رِجلَيه.
«أَيُّها ٱلرِّجالُ ٱلإِخوَةُ، بَنو ذَرِيَّةِ إِبرَهيمَ وَمَن يَتَّقي ٱللهَ بَينَكُم، إِلَيكُم أُرسِلَت كَلِمَةُ هَذا ٱلخَلاصِ،
لِأَنَّ ٱلسّاكِنينَ في أورَشَليمَ وَرُؤَساءَهُم، إِذ لَم يَعرِفوهُ، أَتَمّوا بِٱلقَضاءِ عَلَيهِ أَقوالَ ٱلأَنبِياءِ ٱلَّتي تُتلى في كُلِّ سَبت.
وَمَعَ أنَّهُم لَم يَجِدوا عَلَيهِ عِلَّةً لِلمَوتِ، ٱلتَمَسوا مِن بيلاطُسَ أَن يُقتَل.
وَلَمّا أَتَمّوا كُلَّ ما كُتِبَ عَنهُ، أَنزَلوهُ عَنِ ٱلخَشَبَةِ وَجَعَلوهُ في قَبرٍ،
لَكِنَّ ٱللهَ أَنهَضَهُ مِن بَينِ ٱلأَموات.
وَتَرَاءى أَيّامًا كَثيرَةً لِلَّذينَ صَعِدوا مَعَهُ مِنَ ٱلجَليلِ إِلى أورَشَليمَ، وَهُم شُهودُهُ ٱلآنَ عِندَ ٱلشَّعب.
وَنَحنُ نُبَشِّرُكُم بِٱلمَوعِدِ ٱلَّذي صارَ لِآبائِنا،
بِأَنَّ ٱللهَ قَد أَتَمَّهُ لَنا نَحنُ أَولادَهُم إِذ أَقامَ يَسوع».

 

هلِّلويَّات الإنجيل

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 4)

 

إنجيل القدّيس مرقس 30-14:6

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، سَمِعَ هيرودُسُ ٱلمَلِكُ بِخَبَرِ يَسوع. فَإِنَّ ٱسمَهُ كانَ قَد ٱشتَهَرَ، فَقال: «إِنَّ يوحَنّا ٱلمَعمَدانَ قَد قامَ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، وَمِن أَجلِ ذَلِكَ هَذِهِ ٱلعجائِبُ تُعمَلُ بِواسِطَتِهِ».
وَقالَ آخَرون: «إِنَّهُ إيلِيّا» وَآخَرونَ قالوا: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَو كَأَحَدِ ٱلأَنبِياء».
فَلَمّا سَمِعَ هيرودُسُ قال: «إِنَّ هَذا هُوَ يوحَنّا ٱلَّذي قَطَعتُ أَنا رَأسَهُ، فَإِنَّهُ قَد قامَ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ!»
لِأَنَّ هيرودُسَ نَفسَهُ كانَ قَد أَرسَلَ وَأَمسَكَ يوحَنّا وَأَوثَقَهُ في ٱلسِّجنِ، مِن أَجلِ هيرودِيّا ٱمرَأَةِ أَخيهِ فيلِبُّس، لِأَنَّهُ كانَ قَد تَزَوَّجَها.
فَكانَ يوحَنّا يَقولُ لِهيرودُس: «إِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ أَن تَكونَ لَكَ ٱمرَأَةُ أَخيك».
أَمّا هيرودِيّا فَكانَت ناقِمَةً عَلَيهِ وَتُريدُ قَتلَهُ وَلَم تَستَطِع.
فَإِنَّ هيرودُسَ كانَ يَخافُ يوحَنّا لِعِلمِهِ أَنَّهُ رَجُلٌ صِدّيقٌ وَقِدّيسٌ، وَيُحافِظُ عَلَيهِ، وَيَصنَعُ أُمورًا كَثيرَةً بَعدَ أَن يَسمَعَ لَهُ، وَيُصغي إِلَيهِ بِٱرتِياح.
وَلَمّا كانَ يَومٌ مُوافِقٌ، وَقَد صَنَعَ هيرودُسُ في ذِكرى مَولِدِهِ عَشاءً لِعُظَمائِهِ وَقُوّادِ ٱلأُلوفِ وَأَعيانِ ٱلجَليلِ،
دَخَلَتِ ٱبنَةُ هيرودِيّا وَرَقَصَت فَأَعجَبَت هيرودُسَ وَٱلمُتَّكِئينَ مَعَهُ. فَقالَ ٱلمَلِكُ لِلصَّبِيَّة: «سَليني ما أَرَدتِ فَأُعطِيَكِ».
وَحَلَفَ لَها أَن «مَهما سَأَلِتني أُعطيكِ حَتّى نِصفَ مَملَكَتي».
فَخَرَجَت وَقالَت لِأُمِّها: «ماذا أَسأَلُهُ؟» فَقالَت: «رَأسَ يوحَنّا ٱلمَعمَدان».
وَلِلوَقتِ دَخَلَت عَلى ٱلمَلِكِ مُسرِعَةً وَسَأَلَت قائِلَةً: «أُريدُ أَن تُعطِيَني عَلى ٱلفَورِ رَأسَ يوحَنّا ٱلمَعمَدانِ في صَحفَة».
فَٱستَحوَذَ عَلى ٱلمَلِكِ حُزنٌ شَديدٌ، وَلَكِنَّهُ مِن أَجلِ ٱلأَيمانِ وَٱلمُتَّكِئينَ مَعَهُ لَم يُرِد أَن يَصُدَّها.
وَلِساعَتِهِ أَنفَذَ ٱلمَلِكُ سَيّافًا وَأَمَرَ أَن يُؤتى بِرَأسِهِ. فَٱنطَلَقَ وَقَطَعَ رَأسَهُ في ٱلسِّجنِ،
وَأَتى بِرَأسِهِ في صَحفَةٍ وَدَفَعَهُ إِلى ٱلصَّبِيَّةِ، فَدَفَعَتهُ ٱلصَّبِيَّةُ إِلى أُمِّها.
وَسَمِعَ تَلاميذُهُ فَجاؤوا وَأَخَذوا جُثَّتَهُ وَوَضَعوها في ٱلقَبر.
وٱجتَمَعَ ٱلرُّسُلُ إِلى يَسوعَ وَأَخبَروهُ بِكُلِّ شَيءٍ وَبِكُلِّ ما عَمِلوا وَكُلِّ ما عَلَّموا.

شرح لإنجيل اليوم :

عيد قطع هامة القدّيس المجيد والنبيّ السابق يوحنّا المعمدان الكريمة
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
كرامة الإنسان (Dignitatis Humanæ): بيان في “الحرية الدينية”، العدد 11

شهودٌ للحقّ

إنّ الرّب يسوع المسيح… قد شهِدَ للحقّ ولمْ يشأ أن يفرضه بالقوة على معارضيهِ. فهو لا يُدافع عن مملكته بقوّة السيف (راجع مت 26: 51 وما يليها) هذه المملكة التي تتوطَّد بالخضوع للحق وبالشهادة لهُ وتنمو بفضل قوَّةِ محبّة الرّب يسوع المسيح الذي اجتَذَبَ إليهِ، وهو فوقَ الصليب، كلَّ الخليقة (راجع يو 12: 32)

وتَعَلَّمَ الرسلُ من كلام الرّب يسوع المسيح واقتدوا بهِ، فتَرَسَّموا خُطاهُ فلم يلجأوا… إلى طرقِ العنفِ… وإنَّما لجأوا قبلَ كلّ شيء إلى قوّة كلمة الله، وأعلَنوا بشجاعةٍ تدابير الله المخلِّصة: “إِنَّه يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إِلى مَعرِفَةِ الحَقّ” (1 تم 2: 4)، وفي الوقت نفسه كان موقفهم تجاه الضعفاء يتَّسِمُ بالاحترام حتى مَن كانَ منهم يعيشُ في ضلالٍ وأعلنوا أن “كُلَّ واحِدٍ مِنَّا سيُؤدِّي إِذًا عن نَفْسِه حِسابًا لله” (رو 14: 12)، وأنّه مُلزَمٌ بطاعةِ ضميره الذاتي…

وقد كانوا يؤمنون الإيمان الراسخ بأن الإنجيلَ نفسه هو في الحقيقة قوّة الله لخلاصِ كل من يؤمن بهِ (راجع رو 1: 16). ولمّا رفضوا كلّ “أسلحة الجسد” (2كور 10: 4) اقتداءً بوداعةِ الرّب يسوع المسيح وتواضعهِ، بشَّروا بكلمة الله وهم على ثقة من أنّها قوّة إلهية قادرة على تحطيم القوى المعادية لله… واعترفَ الرسلَ بشرعية السلطات المدنيّة كما فعلَ المعلم… ولكنهم في الوقت ذاته لم يَخشوا معارضةَ السُلُطاتِ العامة عندما كانت تناقضُ مشيئة الله المقدسة إذ “إنَّ الله أحقُّ من الناس بأن يُطاع” (أع 5: 29) وسلك هذا الطريق عددٌ لا يُحصى من الشهداء والمؤمنين في كل زمانٍ ومكان.