تاملك 16-9-2019
مز5
1لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. 2اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. 3يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ.
4لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلهًا يُسَرُّ بِالشَّرِّ، لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. 5لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. 6تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ. 7أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ بِخَوْفِكَ.
8يَا رَبُّ، اهْدِنِي إِلَى بِرِّكَ بِسَبَبِ أَعْدَائِي. سَهِّلْ قُدَّامِي طَرِيقَكَ. 9لأَنَّهُ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهِمْ صِدْقٌ. جَوْفُهُمْ هُوَّةٌ. حَلْقُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. أَلْسِنَتُهُمْ صَقَلُوهَا. 10دِنْهُمْ يَا اَللهُ! لِيَسْقُطُوا مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ. بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ طَوِّحْ بِهِمْ، لأَنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.
11وَيَفْرَحُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَهْتِفُونَ، وَتُظَلِّلُهُمْ. وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو اسْمِكَ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ الصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِالرِّضَا.
الكلمة
لوقا .7: 1-10
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا أَتَمَّ يَسوعُ جَميعَ كَلامِهِ بِمَسمَعٍ مِنَ ٱلشَّعب، دَخَلَ كَفَرناحوم.
وَكانَ لِقائِدِ مائَةٍ عَبدٌ مَريضٌ قَد أَشرَفَ عَلى ٱلمَوت، وَكانَ عَزيزًا عَلَيه.
فَلَمّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيهِ بَعضَ أَعيانِ ٱليَهود، يَسأَلُهُ أَن يَأَتِيَ فَيُنقِذَ عَبدَهُ.
وَلَمّا وَصَلوا إِلى يَسوع، سَأَلوهُ بِإِلحاح، قائِلين: «إِنَّهُ يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَهُ ذَلِكَ،
لِأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنا، وَهُوَ ٱلَّذي بَنى لَنا ٱلمَجمَع».
فَمَضى يَسوعُ مَعَهُم. وَما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ ٱلبَيت، حَتّى أَرسَلَ إِلَيهِ قائِدُ ٱلمائَةِ بَعضَ أَصدِقائِهِ يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي.
وَلِذَلِك، لَم أَرَني أَهلًا لِأَن أَجيءَ إِلَيك، وَلَكِن قُل كَلِمَةً يُشفَ خادِمي.
فَأَنا مَرؤوسٌ وَلي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لِهَذا: إِذهَب! فَيَذهَب، وَلِلآخَر: تَعالَ! فَيَأتي، وَلِعَبدي: إِفعَل هَذا! فَيَفعَلُهُ».
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ ذَلِك، أُعجِبَ بِهِ وَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمعِ ٱلَّذي يَتبَعُهُ، فَقال: «أَقولُ لَكُم، لَم أَجِد مِثلَ هَذا ٱلإيمانِ حَتّى في إِسرائيل».
وَرَجَعَ ٱلمُرسَلونَ إِلى ٱلبَيت، فَوَجَدوا ٱلعَبدَ قَد رُدَّت إِلَيهِ ٱلعافِيَة.
تأمل
«أَقولُ لَكم: لم أَجِدْ مِثلَ هذا الإيمانِ حتَّى في إسرائيل»
إن التّوق إلى الله أمر محفورٌ في قلب الإنسان، لأنّ الإنسان مخلوقٌ من الله ومن أجل الله؛ ولا ينفكُّ الله من جذب الإنسان نحوه، كما أن الإنسان لن يجد الحقيقة ولا السعادة اللتان ينشدهما إلاّ في الله… على مدى العصور وحتّى تاريخنا هذا، عبّر البشر بطرقٍ مختلفة عن بحثهم المستمر عن الله انطلاقًا من معتقداتهم وتصرّفاتهم الدّينيّة (صلوات، تقادم، عبادات، تأمّلات، إلخ…). وبالرّغم من الغموض الّذي يمكن أن تنطوي عليه طرق تلك التّعابير، فإنّها ذات طابع عالمي لدرجة يمكن أن نسمّي الإنسان كائنًا دينيًّا… غير أنّ هذه “العلاقة الحميمة والحيويّة الّتي تربط وتوحّد الإنسان بالله” يمكن أن يلفّها النسيان وأن تصبح غير معروفة لا بل يمكن أن تُرفض قطعيًّا من الإنسان. إن مواقف كهذه قد يكون لها جذورًا مختلفة جدًّا: الثورة ضد الشّر في العالم، الجهل واللامبالاة الدّينيّين، “هَمّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَة الغِنى” (مت 13: 22)، المثال السّيّء الّذي قد يقدّمه بعض المؤمنين، التّيّارات الفكريّة المعادية للدّين، وأخيرًا وليس آخرًا ذلك الموقف الّذي يتخذه الإنسان الخاطئ بداعي الخوف، يختبئ من وجه الرّب (راجع تك 3: 8 وما يليها) ويهرب من وجهه (راجع يون 1: 3)