القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 16 سبتمبر – أيلول 2019 “
الاثنين الخامس عشر بعد العنصرة (الإنجيل الأوّل بعد الصليب)
تذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا الجديرة بكلّ مديح
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 16-11:2
يا إِخوَة، لَمّا قَدِمَ بُطرُسُ إِلى أَنطاكِيَةَ، قاوَمتُهُ مُواجَهَةً لِأَنَّهُ كانَ مَلومًا.
لِأَنَّهُ قَبَل قَدومِ قَومٍ مِن عِندِ يَعقوبَ كانَ يَأكُلُ مَعَ ٱلأُمَم. فَلَمّا قَدِموا تَنَحّى وَٱعتَزَلَ خَوفًا مِنَ ذَوي ٱلخِتان.
وَتَظاهَرَ مَعَهُ سائِرُ ٱليَهودِ أَيضًا، حَتّى إِنَّ بَرنابا نَفسَهُ قَدِ ٱنجَذَبَ إِلى تَظاهُرِهِم!
لَكِنّي لَمّا رَأَيتُ أَنَّهُم لا يَسيرونَ سَيرًا مُستَقيمًا بِحَسَبِ حَقِّ ٱلإِنجيلِ، قُلتُ لِبُطرُسَ أَمامَ ٱلجَميع: «إِن كُنتَ أَنتَ مَعَ كَونِكَ يَهودِيًّا تَعيشُ عَيشَ ٱلأُمَمِ لا كَٱليَهودِ، فَلِمَ تُلزِمُ ٱلأُمَمَ أَن يَسلُكوا مَسلَكَ ٱليَهود؟»
نَحنُ بِٱلطَّبيعَةِ يَهودٌ لا خَطَأَةٌ مِنَ ٱلأُمَمِ،
عالِمينَ أَنَّ ٱلإِنسانَ لا يُبَرَّرُ بِأَعمالِ ٱلنّاموسِ، بَل إِنَّما بِٱلإيمانِ بِيَسوعَ ٱلمَسيح. وَنَحنُ قَد آمَنّا بِٱلمَسيحِ يَسوعَ، لِكَي نُبَرَّرَ بِٱلإيمانِ بِٱلمَسيحِ لا بِأَعمالِ ٱلنّاموسِ، إِذ لَن يُبرَّرَ بِأَعمالِ ٱلنّاموسِ أَحَدٌ مِن ذَوي ٱلجَسَد.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 22-19:3
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، إِذ كانَ يوحَنّا يُبَكِّتُ هيرودُسَ رَئيسَ ٱلرُّبعِ مِن أَجلِ هيرودِيّا ٱمرَأَةِ أَخيهِ، وَمِن أَجلِ جَميعِ ٱلشُّرورِ ٱلَّتي كانَ هيرودُسُ قَد فَعَلَها،
زادَ عَلى ذَلِكَ جَميعِهِ أَنَّهُ حَبَسَ يوحَنّا في ٱلسِّجن.
وَلَمّا ٱعتَمَدَ جَميعُ ٱلشَّعبِ ٱعتَمَدَ يَسوعُ أَيضًا. وَفيما هُوَ يُصَلّي ٱنفَتَحَتِ ٱلسَّماءُ،
وَنَزَلَ عَلَيهِ ٱلرّوحُ ٱلقُدُسُ في صورَةٍ جِسمِيَّةٍ مِثلَ حَمامَة. وَكانَ صَوتٌ مِنَ ٱلسَّماءِ يَقول: «أَنتَ ٱبنِيَ ٱلحَبيبُ، بِكَ سُرِرت».
التعليق الكتابي :
الطوباويّ غيريك ديغني (نحو 1080-1157)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة رقم 3 عن مولد يوحنّا
«كانَ يوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير» (يو5: 35)
عندما قال العدل الإلهي لنوح: “إِنِّي رأَيتُكَ بارًّا أَمامي” (تك7: 1)، كان ذلك بمثابة مديح كبير لبرّه. عندما أكّد الله لإبراهيم أنّه بفضله سوف تتحقّق وعود الله، كان ذلك بمثابة علامة لاستحقاق كبير… أي مجد لموسى، عندما سارع الله للدفاع عنه ولإرباك أعدائه (عد12: 6)… وماذا نقول عن داود الذي هنّأ الربّ نفسه به لأنّه وجد “رَجُلاً على حَسَبِ قَلبِه”؟ (1صم13: 14).
لكن مهما كانت عظمة هؤلاء الرجال، “لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان”، بشهادة ابن العذراء. بالطبع، لا تتمتّع النجوم كلّها بالضياء نفسه (1قور15: 41)، ووسط مجموعة القدّيسين النجوم الذين أضاءوا ليل هذا العالم قبل طلوع الشمس الحقيقي، فإنّ البعض لمع بضياء مذهل. مع ذلك، ما من أحد بينهم كان أعظم وأكثر تألّقًا من نجم الصبح، هذا القنديل المتّقد والمشعّ المعدّ من الله لمسيحه (مز132(131): 17). نور الصباح الأوّل، ونجم الفجر وسابق الشمس، لقد أعلن للبشر قدوم النهار وصرخ للذين كانوا نائمين “في الظُّلمَةِ وَظِلالِ المَوت” (لو1: 79): “توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات” (متى3: 2). وكأنّه كان يقول: “قد تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم. فْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور” (رو13: 12). “تَنبَّهْ أَيُّها النَّائِم وقُم مِن بَينِ الأَمْوات يُضِئْ لَك المسيح” (أف5: 14).