القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين” 18 سبتمبر – أيلول 2019 “
الأربعاء الخامس عشر بعد العنصرة (الإنجيل الأوّل بعد الصليب)
تذكار أبينا البار إفمانيوس الصانع العجائب أسقف غرتيني في كريت
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 22-15:3
يا إِخوَة، أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ ٱلبَشَرِيَّة: «إِنَّ ٱلوَصِيَّةَ وَإِن كانَت مِن إِنسانٍ، إِذا قُرِّرَت، لا يُبطِلُها أَحَدٌ وَلا يَزيدُ عَلَيها».
وَقَد قيلَتِ ٱلمَواعِدُ لِإِبرَهيمَ وَلِنَسلِهِ. إِنَّهُ لا يَقول: «وَلِلأَنسالِ» كَأَنَّهُ لِكَثيرينَ، بَل كَأَنَّهُ لِواحِد: «وَلِنَسلِكَ» ٱلَّذي هُوَ ٱلمَسيح.
فَأَقولُ هَذا: أَنَّ وَصِيَّةً قَد قَرَّرَها ٱللهُ لِلمَسيحِ، لا يَنسَخُها ٱلنّاموسُ ٱلَّذي كانَ بَعدَها بِأَربَعِ مِئَةٍ وَثَلاثينَ سَنَةً، فَيُبطِلُ ٱلمَوعِد.
لِأَنَّها إِن كانَت ٱلوِراثَةُ مِنَ ٱلنّاموسِ، فَلَيسَت مِنَ ٱلمَوعِدِ أَيضًا. غَيرَ أَنَّ ٱللهَ قَد وَهَبَها لِإِبرَهيمَ بِٱلمَوعِد.
فلِمَ ٱلنّاموسُ إِذَن؟ إِنَّما أُضيفَ بِسَبَبِ ٱلمَعاصي، إِلى أَن يَأتي ٱلنَّسلُ ٱلَّذي جُعِلَ لهُ ٱلمَوعِدُ، مُرَتَّبًا بِواسِطَةِ ٱلمَلائِكَةِ عَلى يَدِ وَسيط.
فَٱلوَسيطُ لا يَكونُ لِواحِدٍ، وَإِنَّما ٱللهُ واحِد.
فَهَلِ ٱلنّاموسُ إِذَن مُضادٌّ لِمَواعِدِ ٱلله؟ حاشى! لِأَنَّهُ لَو أُعطِيَ ناموسٌ يَقَدِرُ أَن يُحيِيَ لَكانَ ٱلبِرُّ في ٱلحَقيقَةِ بِٱلنّاموس.
لَكِنَّ ٱلكِتابَ أُغلِقَ عَلى ٱلجَميعِ تَحتَ ٱلخَطيئَةِ، لِيُعطى ٱلمَوعِدُ بِٱلإيمانِ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ لِلَّذينَ يُؤمِنون.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس لوقا 15-1:4
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَجَعَ يَسوعُ مِن ٱلأُردُنِّ وَهُوَ مُمتَلِئٌ مِن ٱلرّوحِ ٱلقُدُس، فَٱقتادَهُ ٱلرّوحُ إِلى ٱلبَرِّيَّةِ
يُجَرِّبُهُ إِبليسُ أَربَعينَ يَومًا. وَلَم يَأكُل شَيئًا في تِلكَ ٱلأيّامِ. فَلَمّا ٱنقَضَت جاع.
فَقالَ لَهُ إِبليس: «إِن كُنتَ ٱبنَ ٱللهِ، فَمُر هَذا ٱلحَجَرَ أَن يَصيرَ خُبزًا».
فَأَجابَهُ يَسوعُ قائِلاً: «مَكتوبٌ: لَيسَ بِٱلخُبزِ وَحدَهُ يَحيا ٱلإِنسانُ، بَل بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱلله».
فَأَصعَدَهُ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عالٍ وَأَراهُ جَميعَ مَمالِكِ ٱلمَسكونَةِ في لَمحَةٍ مِن ٱلزَّمان.
وَقالَ لَهُ إِبليس: «لَكَ أُعطي كُلَّ هَذا ٱلسُّلطانِ وَمَجدَ هَذِهِ ٱلمَمالِكِ، لِأَنَّها دُفِعَت إِلَيَّ، وَأَنا أُعطيها لِمن أَشاء.
فَإِن أَنتَ سَجَدتَ أَمامي، فَهَذِه كُلُّها لَكَ».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «إِذهَب خَلفي يا شَيطان! فَإِنَّهُ مَكتوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسجُدُ، وَإِيّاهُ وَحدَهُ تَعبُد».
وَأَتى بِهِ إِلى أورَشَليمَ، وَأَقامَهُ عَلى جَناحِ ٱلهَيكَلِ وَقالَ لَهُ: «إِن كُنتَ ٱبنَ ٱللهِ فَأَلقِ بِنَفسِكَ مِن هَهُنا إِلى أَسفَل.
فَإِنَّهُ مَكتوبٌ: أَنَّهُ يوصي مَلائِكَتَهُ بِكَ لِتَحفَظَكَ،
وَأَيضًا: إِنَّها تَحمِلُكَ عَلى ٱلأَيدي، لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجَرٍ رِجلَكَ».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «قَد قيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ».
فَلَمّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجرِبَةٍ ٱبتَعَدَ عَنهُ إِلى حين.
وَرَجَعَ يَسوعُ بِقُدرَةِ ٱلرّوحِ إِلى ٱلجَليلِ، وَذاعَ صيتُهُ في تِلكَ ٱلنّاحِيَةِ كُلِّها،
وَكانَ يُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم وَٱلجَميعُ يُمَجِّدونَهُ.
التعليق الكتابي :
غيغ الكرتوزيّ (؟ – 1188)، رئيس دير الكرتوزيّين
تأمّلات، التّأمّل الأوّل
«وقامَ قَبلَ الفَجْرِ مُبَكِّراً، فخَرجَ وذهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، وأَخذَ يُصَلِّي هُناك»
إنّ يسوع، الربّ والإله، الّذي كان له القوّة الكافية بحيث لم يكن بحاجة إلى خلوة ليزيدها، ولم يكن ازدحام الشعب حوله ليزعجه، حرص على إعطاءنا مثالاً وافيًا. فقبل مباشرته التبشير والمعجزات، خضع في الخلوة، إلى امتحان التجربة والصّوم (راجع مت 4: 1 وما يليها). يُعلِمُنا الكتاب المقدّس أنّ الرّب يسوع ترك تلاميذه والجموع “وذهَبَ إِلى الجَبَلِ ليُصَلِّي” (مر6: 46). وحين اقتربت ساعة آلامه، قال لتلاميذه: “أُمكُثوا هُنا، رَيثَما أَمضي وأُصَلِّي هُناك” (مت26: 36). إن هذه الأمثال، تُعلِّمنا كم هي مفيدة الخلوة للصلاة، إذ إنّ الرّب بذاته لم يرغب في الصلاة في حضرة الجموع وحتى مع الرّسل.
لا يجوز لنا أن نجهل هذا السرّ الذي يخصّنا جميعًا. فالرّب ومُخَلِّص الجنس البشريّ قد قدّم ذاته مثالاً حيًّا. فقد اختلى في الصّحراء ليصلّي ويقوم بأعمال الحياة الدّاخليّة: الصوم والسّهر وغيرها… وهكذا انتصر على تجارب العدوّ بأسلحة الرُّوح.
يا ربيّ يسوع، أقبل ألا يكون لدي أحدٌ في الخارج؛ إنّما ليكن هذا الأمر لكي حتّى أتمكّن من أن أكون معك أنت أكثر في الدّاخل. ويل لمن هو وحده، إن لم تكن أنت وحدك معه. وكم من الناس يعيشون في جماعات بينما هم في الواقع أفرادًا، وحيدين لأنّهم ليسوا معك. أود، بصحبتك، ألّا أكون أبدًا لوحدي. لأنني في هذا الوقت ليس معي أحد، وبالرّغم من ذلك، لست وحدي: فأنا جماعة بالنسبة لي.