القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 23 سبتمبر – أيلول 2019 “
الاثنين من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا 6-1:3
يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان : «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنيسَة ٱلَّتي في سَرْدِيس: هذا مَنْ يَقُولُهُ مَنْ لَهُ أَرواحُ ٱللهِ ٱلسَّبعَةُ وٱلكَواكِبُ ٱلسَّبْعَة: إِنِّي عَالِمٌ بِأَعْمَالِكَ، أَنَّكَ بِٱلٱسْمِ حَيّ، ولكِنَّكَ مَيْت!
كُنْ يَقِظًا وَثَبِّتْ ما بَقِيَ لَدَيْكَ وقَدْ أَوشَكَ أَن يَمُوت، فَإِنِّي لا أَجِدُ أَعْمَالَكَ مُتَمَّمَةً أَمَامَ إلهي.
فَتَذكَّرْ إِذًا ما تَلَقَّيْتَهُ ومَا سَمِعْتَهُ، وَٱحْفَظْهُ وَتُبْ! وإِنْ لَمْ تَتَيَقَّظْ، فَإنِّي آتٍ كَٱللِّص، ولا تَعْلَمُ في أَيِّ سَاعَةٍ آتِيك.
ولكِنْ عِنْدَكَ في سَرِدِيسَ أَشْخَاصٌ قَليلُونَ لَمْ يُدَنِّسُوا أَثْوَابَهُم، فَهُم سَيَمْشُونَ مَعِي في أَثوابٍ بَيْضاء، لأَنَّهم مُسْتَحِقُّون.
وٱلظَّافِرُ يَلْبَسُ هُوَ أَيضًا أَثوابًا بَيْضَاء، ولَنْ أَمْحُوَ ٱسْمَهُ مِن كِتَابِ ٱلحَياة، وأَعتَرِفُ بِٱسْمِهِ أَمَامَ أَبي وأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.
مَنْ لَه أُذُنانِ فَلْيَسمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنائِس.
إنجيل القدّيس متّى 22-16:10
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام.
إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم .
وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم.
وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.
فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.
التعليق الكتابي :
القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ (؟ – نحو 110)، بطريرك أنطاكية وشهيد
رسالة إلى القدّيس بوليقَربُس (69 – 155)، أسقف وشهيد
«هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب»
إنّي أحثّك، بالنعمة التي تلبسها، أن تضاعف نشاطك وأن تحثّ جميع الأخوة من أجل أن يخلصوا. برّر كرامتك الأسقفيّة بيقظة مستمرّة للجسد والروح. وليكن عندك همّ الوحدة: لا شيء يتخطّاها. احمل بصبر كلّ الأخوة كما الربّ يحملك أنت؛ تحمّلهم كلّهم بمحبّة، كما أنت فاعل أصلا. صلِّ بلا كلل؛ أطلب المزيد من الحكمة أيضًا؛ اسهر واحفظ روحك في حالة تأهّب؛ تكلّم مع كلّ واحد بشكل خاصّ؛ على مثال الله. “احمل أمراض الجميع “(راجع مت 8: 17) مثل رياضيّ بارع. فحيث يكون الجهد أكبر، يكون الربح أكثر.
إن كنت لا تحبّ إلاّ التلاميذ الأبرار، فلا فضل لك؛ إنّهم بالأخصّ أولئك الأكثر خطاً الذين عليك أن تعاملهم بالليونة. لا يوضع البلسم نفسه على كلّ الجراح؛ خفّف النوبات الحادّة بواسطة مركّبات رطبة. في كلّ شيء، ” كن حكيما” كالحيّة” ودائمًا ” وديعًا كالحمامة”. أنت الذي هو جسد ونفس، عامل بطيبة ما يقع تحت الحواس، ولكن صلِّ أيضًا كي يُكشَف لك العالم غير المرئيّ. وهكذا لن ينقصك شيء إذ حينها تكون غنيًّا بكلّ مواهب الروح.
كما يطلب الملاّح الرياح وكما ينشد البحّار الميناء الذي ضربته العاصفة، هكذا يدعوك هذا الزمن أن تلتقي بالله. عش القناعة والاعتدال … وسوف تربح بالمقابل الحياة الأبديّة وغير الفانية… إنّ الرياضيّ الكبير يربح بالرغم من الضربات. علينا أن نقبل كلّ المحن من أجل الربّ بالأخصّ، لكي يقبلنا هو أيضًا. ضاعف حماسك؛ تفحّص جيّدًا هذا الزمن. انتظر ذلك الذي هو خارج الزمن، أبديّ، غير مرئيّ، ولكن من أجلنا كشف عن ذاته- ذلك الذي هو غير ملموس وغير قابل للألم، عرف الآلام وقبل بكلّ الأوجاع.