stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

عاموس يتوعد – الأب وليم سيدهم

813views

عاموس يتوعد

عاش النبي عاموس في القرن الثامن قبل الميلاد أى حوالي ما بين787 و 747 ق.م. كانت الحياة ‏المترفة للأغنياء اليهود لافتة للنظر، وشكّل ضعف الدول المجاورة للمالك يهوذا وإسرائيل مناخًا ‏للإزدهار الإقتصادي إلاّ أن الأغنياء إمتلكوا كل شيء وتزايد عدد الفقراء بسبب غياب العدالة وفساد ‏الطبقة الحاكمة.‏

جاء عاموس في هذا السياق يتوعّد المسيطرين على زمام الأمور وفضح وهدد هذه الطبقة الغنية لأنها ‏تركت وصايا الله، يقول عاموس النبي:” إسمعوا هذا يا دائسي الفقير لإفناء وضعاء الأرض ‏قائلين: متى يمضي رأس الشهر فنبيع الحبوب والسبت فنصرف القمح مصغرين الايفة ومكبرين ‏المثقال ومستعملين موازين غش مشترين الضعفاء بالفضة والفقير بنعلين وبائعين نفاية ‏القمح؟” (عا 8: 5- 6) (الترجمة اليسوعية)‏

‏”وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ، وَأُقْتِمُ الأَرْضَ فِي يَوْمِ ‏نُورٍ، وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحًا، وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ الأَحْقَاءِ مِسْحًا، وَعَلَى كُلِّ ‏رَأْسٍ قَرَعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ الْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْمًا مُرًّا!” (عا 8: 9- 10)‏

كان دور الأنبياء في العهد القديم هو تقويم الملوك وفضح تجاوزاتهم وعدم أمانتهم للشريعة، ويعتبر ‏عاموس نبي العدالة في العهد القديم. إن الفروق الطبيعية التي تقسم الشعب إلى جزءٍ يحكم ويستغل، ‏وجزء آخر مقهور يُستَغلّ. جاء في الكتاب المقدس “إِلاَّ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيكَ فَقِيرٌ”(تثنية 15 :4) ، ولكن ‏هيهات يرتدع الطماعون في كل العصور وفي يومنا هذا. ورغم نداءات المُدافعين الحقيقيين عن ‏الحقوق الإقتصادية والإجتماعية لأفراد الشعب فإن المظالم نفسها والكبائر نفسها التي تحدث عنها ‏النبي عاموس من حوالي ثلاثة آلاف سنة نعيشها اليوم. ورغم التطور الكبير الذي حصل في المائة سنة ‏الأخيرة لتقنين العلاقات بين أصحاب رؤوس الأموال وبين العاملين تحت سيطرتهم، فإن الإستغلال ‏والإستبعاد وأكل حق الفقير يتردد في مجتمعنا وكل المجتمعات.‏

وها هو عاموس ينادينا من عمق التاريخ ويحذرنا من غضب الله ومن مغبة صمّ آذاننا عن تطبيق روح ‏العدالة و الدفاع عن المظلومين. إن اللعب في الموازين والسرقات التي تتم من خلال اللعب في ‏المقاييس في الحياة الصناعية والتجارية والزراعية تجعلنا نستعرِّ من أنفسنا ومن نوعيات البشر التي ‏تسيطر على قوت وأرزاق الناس.‏

إن توعد الله للمترفين الذين غيبوا الله من حياتهم أن يدفعون ثمن إختياراتهم. فالطبيعة نفسها لا ‏ترحمهم. الشمس والقمر والمواجع القتالة التي تنهش جسم هؤلاء الذين نفضوا العهود وإزدروا دور الله ‏في صقل ضميرهم وشفاء إرادتهم الملتوية. إن بركة الرب تتركهم لأنهم أصرّوا على أخطائهم ‏المفارقة لمحبة القريب.‏
إن صوت النبي عاموس مازال يجلجل في حياتنا ويدعونا إلى التوبة وتغيير السلوك عسى أن نحصل ‏على رحمة الله ومغفرته.‏