stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: إن معرفة اتهام أنفسنا أمام الله ستحرّرنا من الرياء

662views

15 أكتوبر 2019

إن يسوع لا يسمح بالرياء ويصف الفريسيين بالـ “قبور المكلّسة” هذا ما ذكّر به قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وقال علينا أن نشفى من الرياء والدواء هو أن نعرف كيف نتّهم أنفسنا أمام الله.

الرياء هو الموضوع الذي تمحورت حوله عظة البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وقد استهلها الأب الأقدس انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي لوقا والذي يخبرنا عن دعوة أَحَد الفِرّيسِيّينَ ليسوع إِلى الغَداءِ عِندَهُ. فَدَخَلَ بَيتَهُ وَجَلَسَ لِلطَّعام. وَرَأى الفِرّيسِيُّ ذَلِكَ فَعَجِبَ مِن أَنَّهُ لَم يَغتَسِل قَبلَ الغَداء. قال البابا فرنسيس هناك موقف لا يسمح الرب به وهو الرياء، وهذا ما يحدث في إنجيل اليوم، تتم دعوة يسوع إلى الغداء وإنما لإدانته وليس لخلق صداقة معه. فالرياء هو الظهور بأسلوب ما فيما يكون المرء مختلف تمامًا عما يظهر عليه، وكذلك الرياء هو أيضًا أن نفكر في الخفاء بشكل مختلف عما نظهره.

 

تابع الأب الأقدس يقول إن لا يسوع لا يطيق الرياء، وغالبًا يصف الفريسيين بالـ “قبور المكلّسة”، وهذه ليست شتيمة وإنما هي الحقيقة. تكون كاملاً في الظاهر وتتصف بالاستقامة والنزاهة ولكنّك في داخلك مختلف تمامًا، وموقف الرياء هذا يولد من الكاذب الكبير، من الشيطان. إنّه المرائي الكبير والمراؤون هم ورثته.

 

أضاف الحبر الأعظم يقول الرياء هو لغة الشيطان، إنه لغة الشرّ الذي يدخل إلى قلوبنا والذي يزرعه الشيطان. لا يمكننا أن نتعايش مع الناس المرائين ولكنّهم موجودون. ويسوع يحب أن يكشف الرياء وهو يعرف جيّدًا أن موقف الرياء هذا هو الذي سيحمله إلى الموت، لأنَّ المرائي لا يفكّر إن كان يستعمل أدوات شرعيّة أم لا ولكنّه يسير قدمًا في طريقه: الاغتياب والافتراء؟ فليكن افتراء إذًا! شهادة زور؟ لنبحث إذًا عن شاهد زور.

 

تابع البابا فرنسيس مشيرًا إلى أنّه قد يكون هناك من يعترض قائلاً: “ليس لدينا هذا الرياء!”. لكنَّ مجرّد التفكير بهذه الطريقة هو خطأ، لأنّ لغة الرياء، لن أقول إنها طبيعية، ولكنّها منتشرة ورائجة وهي يوميّة. كذلك الظهور بأسلوب معيّن فيما أن ما نحن عليه يختلف تمامًا. في الكفاح من أجل السلطة على سبيل المثال يجعلك الحسد والغيرة تظهر بأسلوب معيّن فيما أن هناك سمٌّ في داخلك قادر على أن يقتل لأنّ الرياء يقتل على الدوام، إن الرياء يقتل عاجلاً أم آجلاً.

 

أضاف الحبر الأعظم يقول من الضروري أن نشفى من هذا الموقف ولكن ما هو الدواء يتساءل البابا فرنسيس الجواب هو أن نقول الحقيقة أمام الله وأن نتّهم أنفسنا. علينا أن نتعلّم أن نتّهم أنفسنا: “لقد فعلتُ كذا وكذا، تراودني هذه الأفكار الشريرة… أنا أحسد الآخرين أو أنا أريد أن أدمّر ذلك الشخص…” وبالتالي علينا أن نتعلّم أن نقول أمام الله ما نحمله في داخلنا. إنّه تمرين روحي غير اعتيادي وغير مألوف ولكن علينا أن نسعى للقيام به: أن نتّهم أنفسنا ونرى أنفسنا في الخطيئة وفي الرياء والشر الموجود في قلوبنا. لأنّ الشيطان يزرع الشر وبالتالي علينا أن نقول للرب: “أنظر يا رب، هذا ما أنا عليه!” وعلينا أن نقول ذلك بتواضع.

 

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لنتعّلم أن نتّهم أنفسنا، وأضاف إنّه لربما قول قاس ولكن هكذا هو الأمر: المسيحي الذي لا يعرف كيف يتّهم نفسه ليس مسيحيًّا صالحًا ويواجه خطر الوقوع في الرياء، وذكّر البابا في هذا السياق بصلاة بطرس عندما قال للرب: “تباعد عني يا رب لأني رجل خاطئ!” لنتعلّم إذًا نحن أيضًا أن نتّهم أنفسنا!

 

نقلا عن الفاتيكان نيوز