الويل لكم أيها الفريسيون – الأب وليم سيدهم
الويل لكم أيها الفريسيون
شتان الفرق بين ما قاله القديس بولس بعد إرتداده من الفريسية إلى المسيحية وبين ما يقوله يسوع بحزن شديد للفريسيين اللذين كانوا يعانون من إنفصام في حياتهم إذ كانوا يقولون شيء ويفعلون عكسه.
“الويل الويل لكم أيها الفريسيون” لماذا الويل؟ يعدد يسوع الأسباب الأساسية لهذه الإنذارات بالويلات، أولها:
- وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. (إنجيل متى 23: 23)
- وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. (إنجيل متى 23: 27)
- ”وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ.” (لو 11: 43)
هناك أوصاف أخرى للفريسيين حذر فيها تلاميذه منها: “وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ».” (مت 16: 6) وأيضًا “قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ،3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.” (مت 23: 2- 3) وهناك الكثير من المشاهد التي ينتقد فيها الكتبة والفريسيين.
إن الشفافية التي بها عامل ومازال يعامل يسوع الفريسيين في الماضي والحاضر لا يمكن بأى حال من الأحوال تجاهلها، فيسوع المسيح لم يجامل أحدًا على حساب رسالته التي تسلمها من الآب: رسالة الخلاص لكل إنسان ، وحينما سُلم ظلمًا إلى بيلاطس البنطي دافع عن نفسه في حدود اللياقة ولخص مجمل رسالته “36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».(يوحنا 18: 36- 37)
حينما يُحذر المسيح الفريسيين والكتبة فإنه يذكرهم بواجبهم الأول وهو أن لا يشككوا الرعية التي أئتمنهم الله عليها ولا يرضوا لأنفسهم ما يحرمونه على رعيتهم.
ولقد كان يسوع عنيفًا جدًا مع الفريسيين حينما صرّح بالويل لمن يشكك هؤلاء الأطفال الصغار “خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ.” (لو 17: 2)
إلا أننا يجب أن نفهم أن هذا التهديد المقصود منه أن يساعد المخطئين والخطأة على عدم الإستمرار في غيهم، فلو أنهم ابتعدوا عن الشكوك فإن شيئًا من ذلك لن يحدث.
لا يُمكن أن يعرف الإنسان أنه توجد حفرة عميقة أمامه وأنه أُنذر بأن يأخذ حذره حتى لا يقع ورغم ذلك يصمم على الوقوع في الحفرة.
فإن وقع في الحفرة فلا يلوم إلا نفسه ولا يمكن المساواة بين الخطايا المتعمدة مع سبق الإصرار وبين الخطايا النابعة عن جهل.
إن نور الشمس معطى نعمة لجميع الناس ولكن أن يغلق إنسان ما شباك حجرته ليمنع النور من الدخول فلا يلومن إلا نفسه إذا إختار الظلمة على النور.
فهل نستطيع أن نميز بين إختياراتنا اليومية؟ ويل لنا إن لم نميز.