إن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان – الأب وليم سيدهم
إن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان
حينما يصبح المظهر أهم من الجوهر فمعناه أن السطحية أصبحت سيدة الموقف. لقد عاب يسوع على الفريسيين تدقيقهم على الطقوس الشكلية للصيام والصلاة والصدقة. فحينما يصبح غسل الأيدى قبل الطعام أهم من غسل القلب ونظافته فمعناه أن داء السطحية وتحويل الأنظار عن الجوهر والتمسك بالمظهر.
لذلك يحث المسيح المؤمن على التحرر من ضغوط الشكليات والمظهرة واللجوء إلى “أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” ( مت 6: 4) هكذا أيضًا يلفت المسيح نظر المؤمن بأن النجاسة لا تأتي من الخارج ولكنها تنبغ من الداخل. فالحقد والحسد والغيرة والرغبة في الانتقام تنبع من قلب الإنسان وليس من يديه، أيضًا إن التصورات الخاطئة التي يحتفظ بها الإنسان في قلبه عن الله تنبع من الداخل من القلب.
نحن نسأل أنفسنا ما الفرق بين المظهر والجوهر؟ بين السطحية والعمق، بين الحقيقي والمزيف، ينصحنا يسوع أن ننظر الخشبة التي في أعيننا قبل أن نطلب من الآخرين أن يخرجوا القذى من أعينهم، إن اتهام الآخرين بالنجاسة شيء خطير. فغالبًا ما نظلم القديسين من حولنا ونتهمهم بما ليس فيهم بل فينا نحن. لذا يقول المسيح “وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا.” (لو 6: 37) وبدلًا من محاكمة الآخرين ظلمًا علينا أن نبدأ بمحاكمة أنفسنا “وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ.” (مر 4: 24)
هكذا وصم الفريسيون يسوع بأنه شيطان وأنه ببعلزبول يخرج الشياطين، وفند يسوع هذا الحكم الجائر عليه وأظهر فساده وتهافته. لأنه بالمنطق والعقل لا يمكن أن يشفي الشيطان المرضى أو يفتح أعين العميان وبالتالي هذه طريقة الحاقدين وقليلي الحيلة طريقة وضيعة تحول الخير إلى شر ولا ترضى إلا بالشر للقديسين، وطهارة الباطن فريضة على كل مؤمن.