stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان – الأب وليم سيدهم

1.5kviews

إن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان

حينما يصبح المظهر أهم من الجوهر فمعناه أن السطحية أصبحت سيدة الموقف. لقد عاب يسوع على ‏الفريسيين تدقيقهم على الطقوس الشكلية للصيام والصلاة والصدقة. فحينما يصبح غسل الأيدى قبل الطعام ‏أهم من غسل القلب ونظافته فمعناه أن داء السطحية وتحويل الأنظار عن الجوهر والتمسك بالمظهر.‏

لذلك يحث المسيح المؤمن على التحرر من ضغوط الشكليات والمظهرة واللجوء إلى “أبوك الذي يرى في ‏الخفاء يجازيك علانية” ( مت 6: 4) هكذا أيضًا يلفت المسيح نظر المؤمن بأن النجاسة لا تأتي من الخارج ‏ولكنها تنبغ من الداخل. فالحقد والحسد والغيرة والرغبة في الانتقام تنبع من قلب الإنسان وليس من يديه، ‏أيضًا إن التصورات الخاطئة التي يحتفظ بها الإنسان في قلبه عن الله تنبع من الداخل من القلب.‏

نحن نسأل أنفسنا ما الفرق بين المظهر والجوهر؟ بين السطحية والعمق، بين الحقيقي والمزيف، ينصحنا ‏يسوع أن ننظر الخشبة التي في أعيننا قبل أن نطلب من الآخرين أن يخرجوا القذى من أعينهم، إن اتهام ‏الآخرين بالنجاسة شيء خطير. فغالبًا ما نظلم القديسين من حولنا ونتهمهم بما ليس فيهم بل فينا نحن. لذا ‏يقول المسيح “وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا.” (لو 6: 37) وبدلًا من محاكمة الآخرين ظلمًا علينا أن نبدأ بمحاكمة ‏أنفسنا “وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ.” ‏‏(مر 4: 24) ‏

هكذا وصم الفريسيون يسوع بأنه شيطان وأنه ببعلزبول يخرج الشياطين، وفند يسوع هذا الحكم الجائر عليه ‏وأظهر فساده وتهافته. لأنه بالمنطق والعقل لا يمكن أن يشفي الشيطان المرضى أو يفتح أعين العميان ‏وبالتالي هذه طريقة الحاقدين وقليلي الحيلة طريقة وضيعة تحول الخير إلى شر ولا ترضى إلا بالشر ‏للقديسين، وطهارة الباطن فريضة على كل مؤمن.‏