القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 12 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 “
الثلاثاء من أسبوع تجديد البيعة
الرسالة إلى العبرانيّين 13-7:8
يا إِخوَتِي، لَو كَانَ ذلِكَ العَهْدُ الأَوَّلُ بِلا لَوم، لَمَا كَانَ هُنَاكَ دَاعٍ إِلى عَهْدٍ آخَر.
فإِنَّ الرَّبَّ يَلُومُ شَعْبَهُ قَائِلاً: «هَا إِنَّهَا تَأْتِي أَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ، أَقْطَعُ فيهَا مَعَ آلِ إِسْرَائِيلَ وآلِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا،
لا كَالعَهْدِ الَّذي جَعَلْتُهُ لآبَائِهِم، يَوْمَ أَخَذْتُ بِيَدِهِم، لأُخْرِجَهُم مِن أَرْضِ مِصْر. ولأَنَّهُم مَا ثَبَتُوا عَلى عَهْدِي، أَنَا أَيْضًا أَهْمَلْتُهُم، يَقُولُ الرَّبّ.
وهذَا هوَ العَهْدُ الَّذي سأُعَاهِدُ بِهِ آلَ إِسْرائِيل، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرَائِعِي في أَذْهَانِهِم، وأَكْتُبُهَا على قُلُوبِهِم، وأَكُونُ لَهُم إِلهًا، وهُم يَكُونُونَ لي شَعْبًا.
ولَنْ يُعَلِّمَ أَحَدٌ ٱبْنَ مَدِينَتِهِ، ولا أَحَدٌ أَخَاه، قائِلاً: إِعْرِفِ الرَّبّ، لأَنَّ جَمِيعَهُم سَيَعْرِفُونَنِي، مِنْ صَغِيرِهِم إِلى كَبِيرِهِم،
لأَنِّي سأَصْفَحُ عَنْ آثَامِهِم، ولَنْ أَذْكُرَ مِن بَعْدُ خَطايَاهُم».
فَبِقَولِهِ: «عَهْدًا جَدِيدًا»، جَعَلَ الأَوَّلَ عَتِيقًا، ومَا يَعْتُقُ ويَشِيخُ هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الزَّوَال.
إنجيل القدّيس يوحنّا 10-7:10
قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف.
جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف.
أَنَا هُوَ البَاب. فَمَنْ يَدْخُلْ مِنِّي يَخْلُصْ، يَدْخُلْ ويَخْرُجْ ويَجِدْ مَرعًى.
السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك. أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 46، عن الخراف
« أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم »
قال الربّ: “أنا أتيت”… هذا ما فعله بدون أدنى شكّ وهذا ما سيفعله مجددًا. “هاءنَذا أَنشُدُ خِرافي وأَفتَقِدُها أَنا. كما يَفتقِدُ الرَّاعي قَطيعَه”. لا يكترث الرعاة السيّئون لخرافهم لأنّهم لم يشتروها بدمائهم… “إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي (يو 10: 27). هاءنَذا أَنشُدُ خِرافي وأَفتَقِدُها أَنا. كما يَفتقِدُ الرَّاعي قَطيعَه يَومَ يَكونُ في وَسَطِ خِرافِه المُنتَشِرَة، كذلك أَفتَقِدُ أَنا خِرافي وأُنقِذُها مِن جَميعِ المَواضِعِ الَّتي شُتَتت فيها يَومَ الغَيمِ والغَمام المُظلِم، وأُخرِجُها مِن بَينِ الشُّعوب، وأَجمَعُها مِنَ الأَراضي وآتي بِها إِلى أَرضِها وأَرْعاها على جِبالِ إِسْرائيلَ”. (راجع حز 24: 10-14)
“جبال إسرائيل” هذه ترمز إلى مؤلّفي الكتب المقدّسة. هذه هي المراعي حيث يجب أن ترعوا، إن أردتم أن تفعلوا ذلك بأمان. تلذّذوا بكلّ ما تتعلّمونه هنا، وارفضوا كلّ ما يأتي من الخارج. لا تضلّوا الطريق وسط الضباب، أصغوا إلى صوت الراعي. تجمّعوا على جبال الكتاب المقدّس حيث ستجدون المتعة الحقيقيّة لقلوبكم؛ في هذا المكان، لا شيء سامّ ولا شيء خطِر؛ إنّها مراعٍ خصبة. “سأقودها على ضفاف الأنهر، إلى الأماكن الأفضل”. من هذه الجبال التي تكلَّمنا عنها للتوّ، انسكبتْ أنهر التبشير بالإنجيل، لأنّ “صوتهم (صوت الرسل) ذَهَبَ في الأرضِ كُلِّها وكَلماتهم إِلى أَقاصي الدُّنْيا” (راجع مز 19[18]: 5)، ولأنّ جميع أماكن الأرض تقدّم للخراف مراعٍ خصبة وممتعة.
“في مَرعًى صالِحٍ أَرْعاهاَ وفي جِبالِ إِسْرائيل العالِيَةِ يَكون مَرْعاها”، أي أنّها سترتاح حيث يمكنها أن تقول: “إنّه لممتع التواجد هنا؛ هذا صحيح، هذا واضح تمامًا، لقد وجدنا الحقيقة”. سترتاح في مجد الله، كما في مرعاها.