هل أنت الآتي أم ننتظر آخر – الأب وليم سيدهم
هل أنت الآتي أم ننتظر آخر
هذا السؤال حمّله يوحنا المعمدان لتلاميذه لينقلوه ليسوع، كان يوحنا المعمدان في السجن قبل أن يقطع رأسه هيرودس استجابة لطلب سالومي.
في هذه اللحظات الحرجة وهو في السجن شك يوحنا المعمدان في كون يسوع هو المسيح الذي بشر بقدومه. كيف نسى المعمدان ما أعلنه بنفسه عن يسوع؟ إن هذا الشك يرقى الى موقف بطرس الرسول حينما أنكر يسوع وأمام الجارية حينما كان يسوع مسجون ينتظر المحاكمة.
إننا اليوم نتسائل عن أسس إيماننا بيسوع. نتسائل عن أوقات ضعفاتنا وتوارت صورة يسوع من مخيلتنا. إننا لا نستطيع أن ندَّعي أننا لم نمر أو قد نمُر بهذه اللحظات الحزينة القاتمة حيث تتحول الحقائق في أذهاننا إلى هلوسات تحت الظروف الصعبة، بالله كيف نصدق أن يوحنا الذي شهد ليسوع حينما سأله الفريسيون وقال: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.” (لو 3: 16) إن ذهبت هذه الكلمات التي سجلها الانجيل كشهادة ليوحنا المعمدان للاعتراف بالمسيح المخلص
«أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» (لو 7: 19) سؤال يهز كياننا ونحن نستعد للإحتفال بميلاد المسيح تفاجئنا القراءات الليتورجية بهذا المشهد المأساوي لأحد أعمدة إيماننا بالمخلص يسوع.
المهم وصلت الرسالة فورًا ليسوع نفسه وقد كان يبشر بالملكوت في المدن المجاورة لأورشليم. لنتخيل وقع هذا السؤال علي يسوع وهو محاط بتلاميذه الإثنى عشر.
لا شك إن رد فعل يسوع كان حزينًا على ما وصل إليه حال يوحنا البشير، إلا أن يسوع لأنه أدرك حراجة الموقف الذي يعيشه يوحنا المعمدان خاطب تلاميذه والجموع بشأن يوحنا المعمدان قائلًا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ فِي اللِّبَاسِ الْفَاخِرِ وَالتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ الْمُلُوكِ.(لوقا 7: 24، 25)
ثم يرد على تلاميذ يوحنا قائلًا: ” فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ». (لوقا 7: 22، 23).
نعم يا يسوع أنت الآتي ننتظرك ونمجدك.