القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 19 ديسمبر – كانون الأول 2019 “
الخميس الثامن والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الرابع عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد بونيفاسيوس
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى طيطس 14-5:1
يا وَلَدي تيطُسَ، إِنّي لِهَذا تَرَكتُكَ في كِريتَ لِتُصلِحَ ٱلناقِصَ، وَتُقيمَ كَهَنَةً في كُلِّ مَدينَةٍ كَما قَد رَسَمتُ لَكَ.
إِن كانَ ثَمَّ مَن لا مُشتَكى عَلَيهِ، رَجُلُ ٱمرَأَةٍ واحِدَةٍ، أَولادُهُ مُؤمِنونَ غَيرُ مُتَّهَمينَ بِٱلدَّعارَةِ وَلا عُصاة.
لِأَنَّهُ يَجِبُ أَن يَكونَ ٱلأُسقُفُ بِغَيرِ مُشتَكًى بِما أَنَّه وَكيلُ ٱللهِ، غَيرَ مُعجَبٍ بِنَفسِهِ، وَلا سَريعَ ٱلغَضَبِ، وَلا مُدمِنَ ٱلخَمرِ، وَلا مَيّالاً إِلى ٱلضَّربِ، وَلا ذا حِرصٍ عَلى ٱلمَكسَبِ ٱلخَسيسِ،
بَل مُضيفًا لِلغُرَباءِ، مُحِبًّا لِلخَيرِ، عاقِلاً، عادِلاً، بارًّا، عَفيفًا،
مُلازِمًا ٱلكَلامَ ٱلصّادِقَ ٱلَّذي بِمُقتَضى ٱلتَّعليمِ، لِكَي يَكونَ قادِرًا أَن يَعِظَ بِٱلتَّعليمِ ٱلصَّحيحِ وَيُحاجَّ ٱلمُناقِضين.
لِأَنَّ كَثيرينَ هُم عُصاةٌ وَذَوو كَلامٍ باطِلٍ وَخَدّاعونَ، وَلا سِيَّما ٱلَّذينَ مِنَ ٱلخِتانِ،
فَيَجِبُ أَن تُسَدَّ أَفواهُهُم، لِأَنَّهُم يَقلِبونَ بُيوتًا بِتَمامِها بِتَعليمِهِم ما لا يَجِبُ مِن أَجلِ مَكسَبٍ خَسيس.
قالَ واحِدٌ مِنهم وَهُوَ نَبِيُّهُم ٱلخاصّ: «إِنَّ ٱلكِريتِيّينَ أَبدًا كَذّابونَ، وُحوشٌ خَبيثَةٌ، بُطونٌ بَطّالَة».
إِنَّ هَذِهِ ٱلشَّهادَةَ حَقّ. فَلِذَلِكَ أَغلِظ في تَوبيخِهِم، لِيَكونوا أَصِحّاءَ في ٱلإيمانِ،
وَلا يُصغوا إِلى خُرافاتٍ يَهودِيَّةٍ وَوَصايا أُناسٍ مُعرِضينَ عَنِ ٱلحَقّ.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ خارِجٌ إِلى ٱلطَّريقِ بادَرَ إِلَيهِ واحِدٌ وَجثا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّها ٱلمُعَلِّمُ ٱلصّالِحُ، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ ٱلحَياةَ ٱلأَبَدِيَّة؟»
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لِماذا تَدعوني صالِحًا؟ لا صالِحَ إِلاّ واحِدٌ هُوَ ٱلله!
أَنتَ تَعرِفُ ٱلوَصايا: لا تَزنِ، لا تَقتُل، لا تَسرِق، لا تَشهَد بِٱلزّور، لا تَهضِم حَقًّا، أَكرِم أَباكَ وَأُمَّك».
فَأَجابَ وَقالَ لَهُ: «يا مُعَلِّمُ، هَذا كُلُّهُ قَد حَفِظتُهُ مُنذُ صِباي».
فَنَظَرَ إِلَيهِ يَسوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقالَ لَهُ: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: إِذهَب وَبِع كُلَّ ما لَكَ وَأَعطِهِ لِلمَساكينَ، فَيَكونَ لَكَ كَنـزٌ في ٱلسَّماء. ثُمَّ تَعالَ ٱتبَعني».
فَٱكتَأَبَ مِن هَذا ٱلكَلامِ وَمَضى حَزينًا، لِأَنَّهُ كانَ ذا مالٍ كَثير.
فَنَظَرَ يَسوعُ حَولَهُ وَقالَ لِتَلاميذِهِ: «ما أَعسَرَ عَلى ذَوي ٱلأَموالِ أَن يَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلله».
فَبُهِتَ ٱلتَّلاميذُ لِكَلامِهِ، فَأَردَفَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ عَلى ٱلمُتَّكِلينَ عَلى ٱلأَموالِ أَن يَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلله.
إِنَّهُ لَأَسهَلُ أَن يَمُرَّ ٱلجَمَلُ مِن ثَقبِ ٱلإِبرَةِ مِن أَن يَدخُلَ غَنِيٌّ مَلَكوتَ ٱلله».
فَٱزدادوا دَهَشًا قائِلينَ فيما بَينَهُم: «مَن يَستَطيعُ إِذَن أَن يَخلُص؟»
فَنَظَرَ إِلَيهِم يَسوعُ وَقال: «ذَلِكَ غَيرُ مُستَطاعٍ عِندَ ٱلنّاسِ لا عِندَ ٱللهِ، لِأَنَّ كُلَّ شَيءٍ عِندَ ٱللهِ مُستَطاع».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
العظة 63 حول إنجيل القدّيس متى
« ماذا أَعمَلُ لأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟ »
لم يكن الحماس الذي أظهره الشاب ضعيفًا؛ بل كان كالعاشق. بينما كان البعض يأتون إلى الرّب يسوع المسيح ليجرّبوه أو ليخبروه عن أمراضهم وأمراض أهلهم أو حتّى عن أمراض الآخرين، تقدّم هو ليتحدّث معه عن الحياة الأبديّة. الأرض كانت غنيّة وخصبة، لكنّها كانت مليئة بالأشواك الجاهزة لخنق الزرع النامي (راجع مت 13: 7). أنظر كم كان مهيّأ جيّدًا ليطيع الوصايا: “ماذا أَعمَلُ لأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة ؟”… لم يبادر أيّ فرّيسي بهذا الشعور من قبل؛ بل كانوا غاضبين لأن الرّب قد أسكتهم. فيما عاد هذا الشاب، وعيناه تنظران إلى الأرض من شدّة الحزن، ممّا يدلّ على أنّه لم يكن عنده سوء نية. لقد كان ضعيفًا فقط؛ كان يحبّ أن يعيش، ولكن انتابته رغبة يصعب تخطّيها…
“اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني… فاغتَمَّ لِهذا الكَلامِ وانصَرَفَ حَزيناً”… أوضح الإنجيلي ما كان سبب ذلك الحزن: “لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير”. فالذين ليس عندهم الكثير والغارقين في الغنى لا يحتفظون بممتلكاتهم بالطريقة نفسها. فعند الأغنياء، يمكن أن يكون البخل رغبة شديدة وظالمة. فامتلاكهم لشيء جديد، يضرم فيهم نارًا حيّة، والذين تدركهم هذه النار، يصبحون أكثر فقرًا من قبل. فتجتاحهم رغبة الاقتناء أكثر فأكثر، ويشعرون أكثر “بفقرهم”. أنظر كيف أظهرت الرغبة قوّتها… “ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ عَلى ذَوي المال” لم يقصد الرّب يسوع المسيح الأغنياء بقوله ذلك إنّما قصد أولئك الذين تمتلكهم أموالهم.