stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يلتقي مهاجرين قادمين من جزيرة ليسبوس اليونانية

989views

19 ديسمبر 2019

نقلا عن الفاتيكان نيوز

الصليب وسترة الإنقاذ كانا محور الكلمة التي وجهها البابا فرنسيس بعد زهر اليوم خلال لقائه مجموعة من المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا مؤخرا من جزيرة ليسبوس اليونانية بفضل مبادرة الممرات الإنسانية.

التقى قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم في الفاتيكان مع مجموعة من اللاجئين القادمين مؤخرا من جزيرة ليسبوس اليونانية بفضل مبادرة الممرات الإنسانية. وبدأ قداسته كلمته مشيرا الى سترة نجاة تلقاها هدية مذكرا بأن هذه السترة الثانية التي يتلقاها حيث أهدته مجموعة من فرق الإغاثة سترة إنقاذ قبل سنوات كانت لفتاة غرقت في مياه البحر المتوسط. وأضاف البابا أنه أهدى السترة الأولى بدوره إلى قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة قائلا لمسؤوليه: هذه هي رسالتكم، وذلك للتشديد على التزام الكنيسة من أجل إنقاذ حياة المهاجرين للقيام بعد ذلك باستقبالهم وحمايتهم، مساندتهم ودمجهم. وتابع الأب الأقدس أن السترة الثانية التي عرضها على ضيوفه قد تلقاها قبل أيام من مجوعة إغاثة أخرى، وهي لمهاجر فُقد أثره في البحر في شهر تموز يوليو المنصرم، ولا أحد يعرف مَن هو أو من أين يأتي. وواصل البابا فرنسيس متحدثا بالتالي عن حالة وفاة أخرى بسبب اللامساواة، فهي التي تجبر مهاجرين كثر على الرحيل عن بلدانهم وعبور الصحاري والتعرض لانتهاكات وتعذيب في مراكز احتجاز، اللامساواة هي ما يجعلهم يموتون في البحر.

توقف قداسة البابا بعد ذلك عند وضع سترة الإنقاذ المذكورة على صليب شفاف هو تعبير، حسب ما قال البابا، عن الخبرة الروحية التي لمسها لدى استماعه لما روى عناصر الإنقاذ. وتحدث البابا عن الصليب الذي هو في يسوع المسيح ينبوع الخلاص مذكرا بما كتب بولس الرسول في الرسالة الثانية إلى أهل قورنتس “فإِنَّ لُغَةَ الصَّليبِ حَماقةٌ عِندَ الَّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الهَلاك، وأَمَّا عِندَ الَّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الخَلاص، أَي عِندَنا، فهي قُدرَةُ اللّهُ” (1قور 1، 18). وتابع البابا أن الصليب في التقليد المسيحي هو رمز المعاناة والتضحية ولكن أيضا الفداء والخلاص. وواصل البابا مشيرا إلى أن هذا الصليب الشفاف الذي وُضعت عليه سترة الإنقاذ يشكل بالنسبة لنا تحديا من أجل النظر بانتباه أكبر والبحث دائما عن الحقيقة. وأضاف أن الصليب براق لأنه يريد تعزيز إيماننا بالقيامة، انتصار المسيح على الموت، وقال قداسته إن المهاجر المجهول الذي توفي راجيا حياة جديدة هو أيضا مشارك في هذا الانتصار. أشار البابا فرنسيس أيضا إلى حديث عناصر الإنقاذ إليه عن تعلُّمهم الإنسانية من الأشخاص الذين يتمكنون من إنقاذهم، وعن اكتشافهم مجددا في كل مهمة جمال كوننا عائلة بشرية واحدة متحدة في أخوة.

هذا وواصل قداسة البابا فرنسيس كلمته خلال استقباله بعد ظهر اليوم الخميس في الفاتيكان مجموعة من اللاجئين الذين وصلوا مؤخرا من جزيرة ليسبوس اليونانية، مشيرا إلى قراره وضع سترة الإنقاذ هذه على الصليب للتذكير بضرورة جعل أعيننا وقلوبنا مفتوحة، لتذكير الجميع بواجب لا يمكن التخلي عنه أي إنقاذ كل حياة بشرية، ووصف هذا بواجب أخلاقي يجمع المؤمنين وغير المؤمنين. وتساءل البابا كيف يمكننا عدم الإصغاء إلى صرخة الكثير من أخوتنا وأخواتنا الذين يفضِّلون مواجهة بحر عاصف على الموت ببطء في معسكرات الاحتجاز الليبية، وأن نبقى غير مبالين أمام انتهاكات وعنف هم ضحاياه تاركين إياهم لمتاجرين بالبشر لا يردعهم شيء، وكيف يمكننا أن نفعل مثل الكاهن واللاوي في مَثل السامري الصالح، وأضاف قداسته أن تقاعسنا هذا خطيئة. ثم شكر البابا فرنسيس الرب على جميع مَن قرروا ألا يقفوا غير مبالين وأن يهرعوا إلى إغاثة من على الطريق إلى أريحا مثل الرجل المذكور في مَثل السامري الصالح، وذلك بدون أن يتساءلوا كيف ولمِ انتهى الأمر بهذا المسكين على دربهم. وتابع الأب الأقدس أنه لا يمكن لإيقاف المراكب أن يكون حلا للمشكلة، بل يجب الالتزام جديا من أجل إفراغ معسكرات الاحتجاز في ليبيا ودراسة وتطبيق كل الحلول الممكنة. وشدد البابا فرنسيس من جهة أخرى على ضرورة الإبلاغ عن وملاحقة المتاجرين بالبشر الذين يستغلون المهاجرين ويسيئون معاملتهم وعدم التخوف من الكشف عن تعاون محتمَل للمؤسسات. أكد الأب الأقدس أيضا ضرورة وضع المصالح الاقتصادية جانبا كي يكون في المركز الإنسان، كل شخص حياتُه وكرامته ثمينتان عند الله. وختم البابا فرنسيس أن علينا الإغاثة والإنقاذ لأننا جميعا مسؤولون عن حياة القريب، وهذا ما سيجازينا عنه الرب.